حيــــــــــن يطـــــــرق الدولار باب أحـــــــــدهم !!

حيــــــــــن يطـــــــرق الدولار باب أحـــــــــدهم !!


09-12-2019, 07:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568268424&rn=1


Post: #1
Title: حيــــــــــن يطـــــــرق الدولار باب أحـــــــــدهم !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-12-2019, 07:07 AM
Parent: #0

07:07 AM September, 12 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

حيــــــــــن يطـــــــرق الدولار باب أحـــــــــدهم !!

نعلم جيداُ أنها تجربة تقبل كل ألوان التكهنات والاحتمالات .. ولا يستطيع جازم أن يجزم بقوة ويؤكد أن التجربة هذه المرة أكيدة المفعول والامتثال .. فمن هو ذلك الأحمق الذي يتجرأ ليجزم ويحسم ويقول أنها فوق معدلات التجارب الماضية ؟؟ .. ومن يفعل ذلك لا يسلم من رميات المس والجنون !! .. كما أنه لا يسلم غداُ من اللوم والعتاب .. فكم وكم من وعود رنانة سبقت وواكبت مراحل السودان ثم تلاشت وكأنها مجرد سراب من صنع الخيال ؟.. فتلك الدوائر تدور كعادتها بنفس الوتيرة والمنوال .. كما أن تلك الأيام تتداول بين الناس بنفس المعيار والقياس !! .. فهي تلك الجولات الخائبة التي تعيشها الأجيال تلو الأجيال !!.. وحين ترمي الحظوظ هباتها تلك العشوائية أحياناُ فوق الرؤوس يتوقف البعض من أفراد الشعب السوداني عن النحيب والبكاء .. بينما يواصل الآخرون حالات النداء والشكاوي .. سنن ومناسك تعود عليها أهل السودان منذ الاستقلال .. حتى غدت تلك النوازل النادرة بمثابة الحظوظ في الحياة !!.. ولا ينالها إلا ذو حظ عظيم في هذه البلاد .. وهي البلاد التي لا تعرف العدالة بين الرعية بمعدل الإنصاف .. بلاد عازه العزيزة البخيلة في العطاء .. ومنذ الاستقلال ينتظر فيها الناس أدوار الحظوظ في الشرق والغرب والجنوب والشمال بفارق الصبر .. والمولود في ساحة السودان عليه أن يترقب نوازل الحظ كترقب ليلة القدر منذ المولد وحتى الممات .. وتلك سمة توسم أهل السودان منذ أن رفع الأزهري راية الاستقلال .. وفي أعقاب كل مرحلة سياسية جديدة يسأل الناس بعضهم البعض مستفسرين وقائلين : هل طالتكم الحظوظ هذه المرة ؟؟ .. فيجيب الآخرون قائلين : ( كلا ) فنحن مازلنا في انتظار أدوارنا !!. ذلك الانتظار القاتل الممل الذي يعادل الموت في الخصال .. وقد ينادي الحظ فجأة في ديار أحدهم .. وحينها يرقص صاحب الحظ طرباُ وفرحا ويقول الآن يوجد ( الدولار ) في داري !.. فهو صاحب الدور الذي عليه أن ينهب الخيرات من دون الغلابة من الناس !! .. وعليه أن ينسى ويتناسى تعمداُ سيرة الماضي !! .. ذلك الماضي الموبوء بكل أشكال المآسي !!.. وكذلك عليه أن ينسى ويتناسى أن بالخارج مازالت تقام خيام العزاء والبكاء !.. حيث تلك الخيام التي تعج بالخلائق التي تكابد الويلات في أتون الجحيم .. وهي زمر تجهل متى يحين دورها في موائد الحظوظ !!.. ومن الموجع حقاُ أن الذين يقفون في صفوف الحظ قد ينتظرون أدوارهم حتى الممات .. وقد يرحلون عن هذه الدنيا دون أن ينالوا مثقال ذرة من الحظ !.

وتعالوا لنقف قليلاُ مع صاحب حظ من الحظوظ لنعرف ماذا يقول .. فهو ذلك الصاحب المحظوظ الذي قد يجامل الآخرين ليوم أو بعض يوم ثم يبدأ في التنكر والتبدل في المظاهر والسلوك .. وقد ينسى ويتناسى حوبة الماضي .. ولسان حاله يتأفف من تلك الأحوال التي تذكره بالأيام الخوالي .. حيث أيام الشقاء والجوع والدموع .. وحينها قد يسأله الصديق في حيرة : ( ألم نكن سوياُ تفترش الأرض يوماُ في ساحة الاعتصام ؟؟ ) .. فيجيبه مستنكراُ في غضب وسخط : ( وهل تلك المعية تبرر التعادل والتساوي بين الأعناق ؟؟!! ) .. أنت منحوس بطبعك وتدخل في زمرة الشعب الكادح .. وأنا الآن صاحب الحظ صاحب ( الدولار ) .. وكان قدري أن يطرق الحظ بابي !!.. وسنن الحظوظ هي التي تمايز بين الناس في هذا السودان .. وعليك أن تقبل بقدرك وقلة حظك .. كما علي أن أقبل بحظي والنوازل في ليلة قدري .. ثم النصيحة لك يا صديقي .. لا تقل أبداُ أن الإشراق في طريقه لساحة السودان .. فتلك وعود وتباشير كعادتها تماثل السراب عند منتصف النهار .. فهي مجرد ترهات سوف ترحل كعهدها مع أدراج الرياح .. فلا تصدق أبداُ ما يقال في بدايات كل عهد جديد !!.. كما لا تصدق أبداُ تلك الصيحات والتباشير فوق المنابر .. فكلها مجرد تسكين لحالات الهياج .. وامتصاص لحالات الاضطرابات .. ثم ذلك التكميم للأفواه التي تنادي عند الجوع والاحتياج !.. وكل مرحلة طارئة تعود بعدها الأحوال لسيرتها القديمة .. حيث السيرة المعهودة التي تؤكد التوالي في معدلات التردي والتراجع .. وحيث السواقي التي تبذل الدموع في الأحداق والمآقي !! .. سيرة ورثها الأجداد وأجداد الأجداد كما ورثها الآباء .. وخطوات مشتها الأجيال تلو الأجيال فوق حمم البراكين .. فلو اقسم قاسم بالله زاعماُ بتبدل الأحوال في السودان فإن ذلك القسم لن ينال المصداقية لكثرة التجارب .