Post: #1
Title: ورأسي !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-05-2019, 02:18 PM
02:18 PM September, 05 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
بالمنطق *مرت ذكرى سقوط رأسي.. *لقد كانت قبل نحو (3) أسابيع ؛ ولكنها مرت...عدت...فاتت.. *ومنذ ذلكم اليوم ورأسي يسقط إلى يومنا هذا.. *فأنا من برج الأسد...ولكن ليس لي من صفات الأسد إلا محاكاة صولته.. *والغريبة أن هذه المحاكاة تنجح أحياناً.. *فحين فرغت من دراسة الفلسفة فوجئت بأنه ما مهنة اسمها فيلسوف.. *وسُقط في رأسي...ويدي.......وسقط هو ؛ رأسي.. *وأمام مسجد طيفور أقابل (قريبي) أحمد مرحب...مدير بنك الوحدة آنذاك.. *ويسألني عما فعلت بشهادتي...فأرد: أُسقطت على رأسها..
*فعناصر أمن (مايو) بلجنة الاختيار أصروا على أنني الآخر المصنف أمنياً.. *الآخر الذي يحمل اسمي ذاته....و رأساً مختلفاً.. *وطارت مني وظيفة ضابط إداري رغم نجاح يشابه نجاح الفلسفة.. *ويبشرني أحمد بقرب إجراء امتحانات وظائف بالبنك.. *فأذهب إلى الامتحان- والذي كان بالإنجليزي- وأنا أحاكي الاقتصاديين.. *فكانت المفاجأة أن نجحت المحاكاة...ولست أنا ؛ برأسي الفلسفي.. *وذُهل أحمد مرحب بأكثر مما ذُهلت أنا.. *وسألني إن كنت قرأت مراجع اقتصادية فأجبت صادقاً : واحداً وكنت على عجل.. *أما نائبه عبد الرحمن بري فقد كان محقاً إذ ذُهل هو الآخر.. *وقال وهو في غمرة ذهوله ذاك : مالك والمصارف؟...يُفترض أن تعمل مدرساً.. *ولكن من قال له إنني لم أطرق أبواب التدريس؟.. *لقد طرقتها ؛ فسقطت على رأسي مطارق حقيقة أن الفلسفة أُسقطت من المناهج.. *فسقطت على رأسها...هي وأخوها علم النفس.. *وتواصلت رحلة الذهول بكثرة الترقيات...وتجاوز الأقران...ونيل الامتيازات.. *ثم سقط رأسي - وذلكم كله - بسقوط (الإنقاذ) على الرؤوس.. *وقبل أيام - (16) أغسطس - كانت ذكرى سقوط رأسي.. *ولكن الأفكار أبت أن تسقط منه لتشكل كلمتنا لليوم التالي...الذي هو اليوم.. *أو بالأحرى ؛ سقطت الأفكار...والمواضيع...والرأس.. *وطفق الرأس يهذي دون هذيان ابن أبي ربيعة ذاك الذي جعل منه شاعراً.. *فالشاعر جرير يقف على المربد يوماً يستمع إلى الشعراء.. *فإذا بعمر هذا ينشد مطلع قصيدة له : أمن آل نُعم أنت غادٍ فمبكر......غداة غد أم رائح فمهجر.. لحاجة نفس لم تقل في جوابها...فتبلغ عذراً والمقالة تعذر..
*فيقول جرير قولته المشهورة : ما زال هذا القرشي يهذي حتى قال الشعر.. *ولكن هذياني أنا لم يسفر عن مقالة...وإن كان يستوجب العذر.. *وقبل ذكرى سقوط الرأس - بشهر - يطالبني زميل بسيرة ذاتية.. *قال إنه اختارني ضمن مجموعة تستحق مسيرتهم - وسيرتهم - التوثيق.. *وإلى يوم ذكرى سقوط رأسي لم أعطه سيرتي الذاتية.. *فليس هناك سوى ذات.......ولكن ما من سيرة.. *أو هي سيرة سقوط الرأس والذات معاً.. *وكل عام و(ذاتي) بخير.. *و....رأسي !!.
alintibaha
|
|