| 
 | Post: #1 Title: تعليق على ما حدث! بقلم ا د / علي بلدو
 Author: علي بلدو
 Date: 09-04-2019, 05:40 PM
 
 
 05:40 PM September, 04 2019  سودانيز اون لاينعلي بلدو-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 خواطر طبيب
 
 
 من خلال متابعة الاحداث الجسام التى تمر بها البلاد هذه  الايام ’ و التي هي ايام سؤُ نحسات بامتياز’ و المنعطف الخطير الذي نهوي اليه منذ زمن مع تزايد حدته هذه الايام’ و من رصد التتبع للفعل و رد الفعل و القول و القول المضاد ’ و احاديث هؤلاء القوم و سماع اولئك’ كان لابد من تعليق على ما حدث و استشعار  و استقراء لما سيحدث ان لم يكن قد حدث فعلاً او في طور الحدوث.
 فمن ناحية بدا واضحا لاهل السلطان انهم من يحكمون فعلا و ان البقية الباقية من (مخرجات) ما يسمى(بالحوار الوطني) ليسوا الا تمومة جرتق و ديكور يزين المجالس الرئاسية ووجوه و السن تعطي تلفزيون السلطة و اذاعاتها بعضا من الوقت لملاْ خارطتها البرامجية و التي هي اشبه ما يكون بفؤاد ام موسى  بعد ان القت به في اليم ’ قبل ان يتم الالقاء بنا كلنا في الجب و الذي لم نستطعْ معه فّكاكاً’ و يتبين يوماً بعد يوم ان  الاحزاب المسجلة و المنقسمة و المنسلخة  و المنضمة و ما لحق بها من حركات ’ما هم الا اهل مغنم ْ و ليسوا باهل مغرم و لا ياتون الباس الا قليلاً,  و انهم غير مقتنعيين هم انفسهم بانهم اهل حكم بل شُبه لهم و ما دخلوا الحكومة يقيناً.
 و لذا فان اهل السلطان و اولياء الشجرة الشهيرة التي نبتت من فوق الارض و لا يعلم لها احدٌ قرار و لا خلافه ’ نجدهم هم وحدهم من ينافحون و يؤكدون و ينفون’ و هم وحدهم من يتصدون و يهددون و يعدون’ كما وعدهم شيطانهم و ما يعدهم الا اماني و ان هم الا يظنون.
 كما ان من الاشياء التي تدعوا الي الدهشة و الاستغراب ’ هو ذلك الصمت المطبق و الذي اعترى الكثير ممن  اكثروا الجلبة و الضوضاء  بالحديث عن الديمقراطية و الليبرالية و الحرية و حكم المؤسسات و حرية الفرد  و التحرر و خلافه و الذين صمتوا ثلاث شهور سويا ’ و لعلهم بعد ان تذوقوا كيكية السلطة المسمومة و المخدرة و قضموا من تفاحة  خطيئة بيع المبادئ و الذمم في سوق نخاسة الضمائر الميتة من اجل منصب و جاه و زوج و سلطة و صولجان ’ قد خسروا انفسهم اولا قبل ان يخسروا الجميع و تناسوا قول المسيح عليه السلام لمن باعه و خانه( لقد باعني احدكم و اشتر ى بثمني خبزاً ’ و لكن و الحق ما اقول لكم ’ ليس بالخبز وحده يحيا الانسان) و لعله من سخرية الاقدار انه حتى هذا الخبز لن يجدوه في ظل سياسات اوليائهم الراشدة و التي لم تجعل لنا شيئا متاحا سوى الهواء غير النقي و الملئ بالغازات المختلفة ’ و لكن عزاءنا الوحيد انه مجاني رغم تلوثه ’ الي حين فرض رسوم عليه من قبل  ربانهم و عبقرية طاقمه الاقتصادي’ و ان موعدهم الصبح’ اليس الصبحُ بقريبْ.
 و علي الجانب الاخر نجد ان ما تبقى من الشعب يصب جام غضبه على اهل السلطان دون غيرهم ’ لعدم اقتناعه بجدية مشاركة احزاب الفكة ’ و مجالس الاكياس ’ و مفوضيات الهشك بشك ’ و ادارات خم و صر’ و غيرها من  المضحكات المبكيات و عجائب اخر الزمان’ و لا يكاد يتناولهم احد الا عند عرض صورهم على الشاشات بانواعها في الاحتفالات المفبركة و الافتتاحات الوهمية و الانشطة الشرفية و الثانوية و التي لا يهتم بها احد و كذلك استقبال وفود ممالك الواق واق ’ و المشاركة في مؤتمرات منع التبرز في السهلة’ و الاشراف على انشطة تسلق الجبال   و رياضات التقاط النجوم و قذف المجرات و هلم جرا و لا يزال يجر.
 عله من نافلة القول ان نذكر ان الزبد قد ذهب جُفاءً و ان ما ينفع ىالناس قد مكث في الارض و خرج للشوارع و الساحات’ و لعل من يتولون الامر الان يعلمون انه قد ان الاوان للاعتراف  بان ما قاله لهم السامري ’ ليس بحوار و ليس بوفاق و ليس بتوالي ’ انما هو جسداً عجلاً له خوار’ و ان مصيره  سيكون كمصير كل الاوثان بالسقوط و النسف  في اليم و الذي يتعالى الان صوت امواجه العاتية و هدير مياهه الهادرة ’ و لعلهم يسمعونها و بعدها لن يمكثوا الا قليلا.
 و الان قد صدقت النبوة و تهاوى عرش فرعون و تزلزل قصر القيصر الذي جثم على الصدور سنين عدداً’ و كما توقعنا فقد هرب الجميع منه خاصة اصحاب الحركات المزيفة و احزاب الفكة و جماعة شيلني و اشيلك, و علم حينها الحقيقة الصادمة و المرة  و التي لا شك ستؤدي به للانهيار العصبي و الحالة النفسية المتردية و التي جعل شعبه يعيشها هو و زبانيته و سدنته ثلاثين عاما’ و لكنها عدالة السماء بعد ان ضاق بها جور الارض.
 | 
 |