العصابة! بقلم ا د / علي بلدو

العصابة! بقلم ا د / علي بلدو


09-04-2019, 03:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1567606559&rn=0


Post: #1
Title: العصابة! بقلم ا د / علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 09-04-2019, 03:15 PM

03:15 PM September, 04 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


تبداء الحكاية بان تقرع السكرتيرة الحسناء باب سعادة الوزير بلطف’ و تدلف للداخل تجرجر اذيالها مخبرة اياه بان الصحفي و الاعلامي المخضرم فلان بن علان يود مقابلته حسسب ميعاده المسبق’ و هنا يؤمي لها وزيرنا بادخاله و اكرام مثواه بالمثلجات و الشاي اللطيف ايضا’ و ما لذ و طاب من اشياء امامه.
ووسط جمال المكتب’ و ضياء انواره الساطعة’ مع حسن ترتيب ديكوره’ و طيب نشر عوده’ يحلو الكلام بالسلام ثم الابتسام و بعدها يطرح استاذنا الجليل للوزير عمل ( شغل معاهو) و هنا يبدي الوزير استعداده لعمل الحوار’ قبل ان يضحك ضيفه حتى يبدو ناجزيه
(لا يا سعادتك) شغل اكبر من كده بكتير جدا.
و يشرع في شرح موضوع عكس انجازات الوزير و الرد على منتقديه من الكتاب (الماجورين) و اصحاب اعمدة الراي(الحاقدين) و غيره من منافسيه (عاطلي الموهبة) و تصوير الوزير و كانه من عنا من قال :
فاجمل منك لم تر قط عيني و احسن منك لم تلد النساء
خلقت مبراء من كل عيب كانك قد خلقت كما تشاء
كما لا ينسسى ضيفنا بيان انه سيتم استضضافة الوزير في عدد من المنابر منها الطيبة و الخبييثة و كذلك ملاحقة الاخبار و سرد الروايات عنه و حسن ادارته و حب القاعدة له و تواضعه و اكله مع العمال و مشيه في الشارع حرصا على مال الحكومة’ و كيف انه ياكل العدس في الافطار و يقدم لضيوفه اللالوب و النبق تقشفا و حرصا على مال الغلابة و اليتامى’ و غيرها من القصص التي يجيد حبكها حتى يكاد الحجر ان ينفطر و تخر الجبال هدا.
و هنا يشكر الوزير ضيفه على هذه الروح و المبادرة’ قبل ان يباغته الضيف الكريم ’ بان (كلوا بي تمنوا) على اعتبار ان هناك (كراما) اخرين شركاء معه في هذا العمل الوطني و الجهد القاصد لاجل الوطن و المواطن.
و هنا اما ان يرضخ الوزير لهذا الابتزاز و يصبح ضيفا اثيرا على الاعلام’ او ان يرفض و عندها يصوب نحوه سهم القلم و الانتقادات الظاهرة و الباطنة و المطالبة باقالته لعجزه التام عن القيام بواجباته و لتقاعسه عن الشعور بهموم المواطنين الكرام و ايضا لسؤ ادارته و غيرها من القوالب الجاهزة ’ لكل من يعصي تلك العصابة الانيقة و اللطيفة’ و التي غالبا ما لا يمر يوم عليها دون ان تكون لديها ربطة عنق فاخرة تتدلى على القلوب’ و (ربطة) من مال الضحايا تندس في الجيوب.
و على عكس عصابات البؤساء ’ فان هذه العصابة افرادها معروفون و رئيسها معروف ’ بل و مقرها و ناديها الذي ياتون فيه المنكر ايضا’ و يقيمون المنابر في كل وقت و حين’ و فاعلين اجتماعيا و نشطيين لاقصى الدرجات’ و كما تجدهم دوما ينجحون في عمل (الباصات) لبعضهم البعض, و تبادل الادوار و الذي اجادوه بامتياز و لا يزالون.
ها هنا يجدر بنا ان نشير الي باب الانضمام دوما مفتوح لهذه العصابة و شعارها المرفوع(البياكل براهو بيخنق)’ و هذا يفسر لماذا نكاد نموت اختناقا!