هل عنف الدولة هل يبرر حمل السلاح والاستمرار فيه؟ بقلم أحمد حمزة

هل عنف الدولة هل يبرر حمل السلاح والاستمرار فيه؟ بقلم أحمد حمزة


09-02-2019, 06:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1567447019&rn=1


Post: #1
Title: هل عنف الدولة هل يبرر حمل السلاح والاستمرار فيه؟ بقلم أحمد حمزة
Author: أحمد حمزة أحمد
Date: 09-02-2019, 06:56 PM
Parent: #0

06:56 PM September, 02 2019

سودانيز اون لاين
أحمد حمزة أحمد-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




ورد في مقال للأخ ياسر عرمان أن عنف الدولة السودانية هو الذي ولد العنف المضاد في الريف.ونقول أن عنف السلطة لم يكن موجهاً نحو الريف-إلا بإعتبار الريف جزء من الوطن،لهذا فإن القول بأن عنف الدولة السودانية هو الذي ولد عنف الريف –الحركات المسلحة-هو قول غير دقيق ويأتي في ظروف تتشدت فيه أطراف من الحركات المسلحة،لتبرير رفع السلاح أو الاستمرار فيه.والذاكرة الحاضرة تسوقنا إلى موقف الحركة الشعبية عندما رفضت ان تنضم لانتفاضة ابريل 85 بعد سقوط نظام نميري وزوال عنفه!بل استمرت لتحتل الكرمك وغيسان وتصعد عملياتها المسلحة لتضعف النظام الديموقراطي الوليد-وساهمت ضمن-اخفاقات الأئتلاف الحاكم وشهوة حزب الجبهة لانقلاب يوينو 89 ؟؟..........ما هي مبررات حمل الحركة الشعبية للسلاح وضرب كادوقلي والمدن الأخري،عندما تحقق عدم فوز المهندس عبد العزيز الحلو في انتخابات ولاية جنوب كردفات التي تأجلت انتخاباتها استجابة لأسباب موضوعية أثارتها الحركة الشعبية،وبعد استكمال متطلبات الانتخابات شاركت الحركة في كل مراحل الانتخابات حتى مرحلة تجميع الأصوات التي أظهرت فوز ممثل المؤتمر الوطني، عندها اعلنت الحركة رفضها النتيجة وذكرت أنها مزورة..حتى لو كانت مزورة فهل هذا يبرر حمل السلاح والخروج وضرب المدن لتشتعل الحرب لتقضي على الزرع والضرع وتقضى على تباشير الاستقرار..ومتى كان تزوير الانتخابات سبباً لحمل السلاح—والانتخابات تزور عندنا و30 يونيو كانت أكبر تزوير لإرادة الشعب وتفرع عنها تزوير لا حصر له!.
فأين عنف الدولة في رفض الحركة الشعبية انتفاضة أبريل ووصمها بمايو2 وأين عنف الدولة في تمرد الحركة الشعبية –شمال بعد انتخابات ولاية جنوب كردفان.
المجتمع السوداني ريفه وحضره يعيش ظلما سياسيا واقتصادياً واجتماعيا سببه الأنظمة المستبدة-وغياب الرؤية لسبل النهوض والتغيير لدي الحكومات المنتخبة ديموقراطياً...والعنف الدموي مارسته أنظمة الاستبداد على السودان ريفه وحضره-قتلى المتظاهرين والمعتقلين ومن تم تصفيتهم من العسكريين والمدنيين- أعدادهم لم تميز بين ريف وحضر،لذا فإن القمع الوحشي للحركة السياسية لا يمكن تصنيفه بأنه وقع على الريف بما يبرر رد مسلح!.
العمل المسلح ليس مرادفاً للوعي بوسائل التغيير واسباب النهوض-لأنه عمل سلبي –بمعني هدفه اسقاط وهدم بوسائل مسلحة مشوبة بالتجاوزات. تحضرنا هنا- دولة جنوب السودان وأحداثها الماثلة التي تشهد بأن غياب العمل السلمي وسط المجتمع وبناء حركة جماهيرية منظمة-هو الذي جعل لغة السلاح تسود بين التكتلات القبلية رفاق الامس القريب......الحركات المسلحة جاءت لتخصم من هامش الحرية الذي اعقب نيفاشا (2005)-فازداد قمع النظام واتجهت الموارد لدعم الاجهزة الأمنية وازهقت أرواح مواطنين وتعطل كل شئ.
الموضوعية يجب أن تجعلنا لا نغض الطرف عن الخراب الذي طال مناطق النزاعات المسلحة:كم الذين شردتهم الحرب-كم المساحات الزراعية التي ظلت بورا أو الثروات الحيوانية التي شردت أو نفقت أو فقدت المرعى..مقابل هذا ما هي ايجابيات الاستمرار في العمل المسلح،وقد اتيحت فرص للحوار من أجل السلام...والآن وبعد انتصار ثورة ديسمبر المجيدة،فإن قضايا الوطن على الطاولة أمام القوى السياسية-الحركات المسلحة عليها أن تنخرط –كأحزاب سياسية لتشارك في وضع هايكل الحكم ودستور البلاد الذي يستند على دولة المواطنة في سودان متنوع يتعايش فيه الناس ويتصارعوا ديموقراطياً،،المجتمع السوداني بما فيه من قيم ومبادئ ايجابية وسلبية يتعايش تحت رايات الحرية وتتحاور ثقافاته سليماً—ومن له لغة يريد أن يكتب بها فاليكتب ومن له فن مسموع ومرسوم فاليفعل،ولكن لا يتكئ أحد على الثقافة الأجنبية(انجليزية أو خلافها) نكاية في اللغة العربية –لا- طوروا لغاتكم المحلية وتعاملوا بها وانشروها ولكن لا تستوردوا لغة أجنبية وتقولوا والله العربية نفسها مستوردة!ولكنها لغة الثقافة الغالبة وهي لغة شعبية مشتركة بين الجماعات المتساكنة في هذا البلد وانتشرت سلماً واصبحت جزء من تاريخه الحديث ومن وجدانه وثقافته فهي لغة دين الأغلبية،ولغة لمجموعات من غير المسلمين وثقافة مشتركة لحد كبير لجميع مكونات الشعب السوداني......المجتمع السوداني يعاني من شكل من أشكال عنصرية لدى البعض-نعم نعاني من هذا-ولكنها لا تمثل مواجهة وصراع وتناقض عاجل فارض نفسه،بل هي من رازايا التخلف الضارب الذي لا يجدي معه محض التشريع القانوني أو الشعارات-شأننا شأن مجتمعات أخرى-منها ما هو مصنف كدول متقدمة-،بل اجتثاثها نهائياً هو ثمرة لنمو مجموعة من القيم التي من بينها التعلايم الروحية- فالدين الاسلامي ساوى بين الناس لا فضل لاحد على احد بسبب لونه او عرقه أو نسبه – زايد نمو الوعي والنهوض الاقتصادي والاجتماعي.
المهم في الأمر هو أن حمل السلاح لم يكن قدراً لا مفر منه-بل جاء إجتهاداً في وجه النظام المستبد-بينما اختارت حركات سياسية أخرى العمل السلمي وايضاً واجهت التنكيل والقمع.إذن فالواجب تقييم ما نشأ عن حمل السلاح والحركات المسلحة بالموضوعية الواجبة،حتى لا يدخل في ذهن البعض أن لا مفر من حمل السلاح للتعبير عن المطالب السياسية والاجتماعية أو الاحتجاج على ظلم لحق بالناس أو الرد على قمع السلطة وبطشها بخصومها-كما يفهم من بعض ما ورد في مقال الأخ-ياسر عرمان.
قضايا النضال الوطني وسائلها سلمية- تنظيماً وتأهيلاً للمجتمع ليقبل التغيير وفي ذات الوقت–هذا الكفاح السلمي،يفرز كوادر متدربة ومؤهلة لقيادة وصناعة التغيير...ومعلوم أن الكفاح المسلح يكون في مواجهة المحتل والمستعمر،أما غاصب السلطة والمتربع على العرش بقوة السلاح،فهزيمته واسقاطه يتم بالطرق والوسائل السلمية-التي تمثل البداية لبناء البديل الديومقراطي واحدث الثورة على واقع التخلف.
3/سبتمر2019