هـــــــــل فارســـــنا الجــــديد دقــــــــــــــس شــــــــــــــوية ؟؟

هـــــــــل فارســـــنا الجــــديد دقــــــــــــــس شــــــــــــــوية ؟؟


09-01-2019, 07:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1567320739&rn=0


Post: #1
Title: هـــــــــل فارســـــنا الجــــديد دقــــــــــــــس شــــــــــــــوية ؟؟
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-01-2019, 07:52 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

هـــــــــل فارســـــنا الجــــديد دقــــــــــــــس شــــــــــــــوية ؟؟

القديم كان يكنى ( بالجعلي ) .. وتلك كنية في مصطلح الشعب السوداني تعني صورة من صور البطولة والشجاعة المقرونة بالحماقة .. ولا نبوح سراُ إذا قلنا بأن أبناء الجعل الذين نكن لهم كل التقدير والاحترام يتفاخرون بتلك الشجاعة وفي نفس الوقت يعترفون بتلك الحماقة !!. وقد تحمل الشعب السوداني عبئ تلك المواصفات لأكثر من ثلاثين عاماُ .. كان يجامل الجعلي أحياناُ .. يرقص معه أحياناُ .. ويتأفف ويشتكي من حماقاته أحياناُ .. ويتذمر من تصرفاته الغير صائبة أحياناُ .. ولكن كل ذلك كان يتم في إطار المناوشات بين الإخوة الأشقاء في البيت الواحد .. حيث الشعب كان يجاري أملاُ في غد مشرق غير تلك السنوات العجاف المعهودة منذ الاستقلال .. ولسان حاله يقول : ( لعل حماقة الجعلي تجلب للسودان حظاُ من الحظوظ !!) .. ومن قبيل المزح والهزار كان الجميع يرى أن الذي يتحدى الجعلي عليه أن يثبت الجدارة في لون من ألوان الحماقة ! .. مثل قبول التحدي في مباريات الضرب بالسياط على الأجساد العارية أمام ( البنوت ) دون رجفة للعيون أو إطراب للمفاصل !!.. ومن ذلك المزح العفوي البريء كان الشعب يصبر على حماقات الجعلي وما كان يصبر خوفاُ من الجعلي حقاُ وحقيقةُ .. ومع الأسف فإن البعض من الناس كان يظن أن الشعب السوداني كان يتراجع خوفاُ من تلك الأهازيج والأناشيد التي تردد : ( بشيرنا ما بينقدر !! ) .

ولكن كل ذلك الجدل العفوي قد فقد القيمة في وقت من الأوقات .. وفي مرحلة من المراحل .. حيث تلك الظروف المعيشية العصيبة التي أنهت كلياُ حالات المزح والهزار .. وقد صدقت تلك الحكمة التي تقول : ( الجوع كافر ) .. والبلاد قد دخلت في ضائقة اقتصادية ومالية ضروسة لا تقبل أية صورة من صور المجاملة والحماقة .. ولا تجدي معها مسألة الاستحياء أمام ( البنوت !! ) في بيوت الأعراس .

أما فارسنا القادم الجديد فقد حير الشعب أمره !.. فهو ليس بذلك الجعلي الأحمق .. وليس بذلك الهاشمي الذي يصدق الأقوال .. وقد قال في أول النهار قولاُ أثلج الصدور .. ثم قال في نهاية النهار قولاُ أبكت الصدور !.. وأقواله تلك المتناقضة قد أدخلت الشعب في حيرة شديدة .. قال في بداية النهار بالحرف الواحد : ( نحن إطلاقاُ لن نقبل الهبات والمساعدات ولا نتسول لدى الآخرين لدعم الاقتصاد السوداني ) .. وحينها نظر أفراد الشعب السوداني بعضهم للبعض في حيرة وتعجب .. وقال البعض منهم : ( ربما أن ذلك الفارس الجديد قد أتى وفي جعبته المليارات والمليارات من الدولارات لإنقاذ العجز في خزينة الدولة !! ) .. ثم رحلت شمس ذلك اليوم وقدمت شمس يوم جديد فإذا بالفارس الجديد يصرح بتصريحات مغايرة كلياُ عن تصريحاته الأولى .. حيث فجأة حلل الهبات والتسول والمساعدات والعطايا والحسنات من أي طرف من الأطراف .. ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل كانت تلك التلميحات التي توحي بفرض أثقال مالية على كاهل المواطن المغلوب على أمره .. ولسان حال المواطن يقول اليوم : ( منين يا حسرة ؟؟؟؟ ) .. بجانب تلك التلميحات التي تطمع في سلب مدخرات العاملين بالخارج !.. وبتلك التصريحات المتناقضة المغايرة قد حلل فجأة ما كان حراماُ بالأمس !! .. وحاله كحال علماء الإفتاء بالسعودية الذين يحرمون ويحللون حسب أهواء الحكام !!.. وبالمجمل فإن الشعب السوداني يرى بأن الأحوال لم تخرج كلياُ عن تلك الدائرة السوداء التي ظلت تدور منذ الاستقلال .. وذلك الإنسان السوداني العادي اليوم يقول متحسراُ : ( تاني رحعنا للماضي ورجعت حليمة لقديمها !! ) .