الصادق المهدي و معارك الرؤى بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن

الصادق المهدي و معارك الرؤى بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن


09-01-2019, 05:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1567313530&rn=0


Post: #1
Title: الصادق المهدي و معارك الرؤى بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 09-01-2019, 05:52 AM

05:52 AM August, 31 2019

سودانيز اون لاين
زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر





قال السيد الصادق المهدي في المحاضرة التي قدمها في العاصمة الاردنية و كانت قد نظمتها الجمعية الاردنية للعلوم و الثقافة بالتعاون مع منتدى الوسطية قال " زملائنا يتطلعون لمحاصصة في تكوين مجلس الوزراء، هذا مرفوض، و وعدنا لرئيس الوزراء أنه حر في اختيار وزرائه و مساندتهم" و قال أيضا " ينبغي أن يمارس مجلس الوزراء صلاحياته التنفيذية بلا تدخل، نحن ملتزمون بدعمهم و حمايتهم من حملات يساريين و تائهين و سدنة مغبونين" و أيضا قال في إشارة تناولها كمدخل للعيوب في الوثيقة الدستورية " كان ينبغي النص علي أن الإسلام هو دين أغلبية السودانيين، و لدعاته الحق في التطلع لتطبيق تعاليمه بشرط الالتزام بحقوق المواطنة المتساوية للكافة و حرية العقيدة لكل الأديان و الالتزام بالمنهج الديمقراطي" بهذه الإشارات و غيرها، يحاول المهدي أن يؤكد أن هناك صراعا سياسيا داخل المنظومة التحالفية المنضوي حزبه تحت رايتها، و بقوله زملائنا، و الصراع معروف و مفهوم لتباين و إختلاف المرجعيات الفكرية للقوى، و أيضا لا يغيب عنه التراث السياسي للمناكفات الحزبية منذ الاستقلال حتى اليوم. إلي جانب صراع الرؤى و الأفكار، خاصة أن قضية الدين و الدولة من القضايا التي تواجه جدلا واسعا، بحكم تجربة الإنقاذ الفاشلة، و هب قضية إذا فتح بابها سوف تنقل الناس بعيدا عن القضايا التي تشغل الجماهير حاليا في تحسين الخدمات، و التنمية و محاربة الغلاء و غيرها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يستغل المهدي المنابر المتوفرة داخل السودان لطرح هذه الأراء، و طرحها في منبر تدعمه الوسطية و يعتبر المهدي أحد قياداتها؟
كان يمكن للمهدي أن يطرح هذا المضوع في المنابر داخل السودان، لكنه فضل إثارتها في الخارج، و هذه لها مسبباتها، منها أن المهدي نفسه يبحث عن دور خارجي داعم لأفكاره في ظل المحاور العديدة التي بدأت تسير دولاب المصالح في المنطقة، و أيضا يعتقد المهدي طرح مثل هذه القضايا في الداخل سوف تؤخذ من باب الصراع التنافسي و لا تأخذ حقها في الحوار المنتج، و المهدي ينظر لقضية " الدين و الدولة" من قضايا الجدل الفكري بعيدا عن جدل السياسة اليومي، الذي ينحرف بالحوار من القضية الأصلية إلي التناول الشخصي. في ظل متغيرات في الواقع السياسي، تؤثر عليه " Social media " أكثر من تأثير الأفكار.
ينطلق المهدي في طرحه لبعض الأفكار من خلال فهم ردده كثيرا في خطابه السياسي، و حتى في الموضوعات ذات البعد الفكري، إنه يتعامل مع السياسة من خلال شخصيتين الأولي إنه زعيم حزب سياسي يتعامل مع الأشياء المطروحة ببرجماتية حزبية، و يثير من خلالها الموضوعات التي يفكر فيها حزبه من المنابر السياسية. و هناك دور أخر أي دور المفكر الذي عليه أن يطرح العديد من الأسئلة بهدف إثارة حوار فكري بعيدا عن آدوات السياسة، هناك البعض لا يريد الفصل بين الشخصيتين و يعتبرها تناقضا في مفاهيم الخطاب المهدي، الأمر الذي يجعل النقد مبني علي أسس سياسية و ليست فكرية. لكن هذا التناقض خلقه المهدي نفسه من خلال المحاولة للتعامل في مجتمع ما تزال صروحه المعرفية و السياسية يشوبها بعض الإختلال.
و في ذات المحاضرة قال المهدي " هناك أكوام من عدم الثقة تعرقل مسيرة السلام ، و وجود تحالفات بين بعضها و قوى غير سودانية في دول الجوار، و ربما مع غير دول الجوار" ينتقل المهدي بهذا التصريح ليتناول التدخل الخارجي في القضايا السودانية، و تحالفات يجر بعضها البعض، و هي تحالفات أصلا كانت موجودة قبل، و لكن يتغير الاعبين فيها بحكم المصالح في المنطقة، مما تؤدي لتغيير للمتعاملين معها في السودان بحكم خدمة تلك المصالح، و هي قضية تحتاج أن تطرح في منبر وطني و يتم فيها الحوار بحرية كاملة و شفافية، لمعرفة إذا كانت تخدم المصالح العليا للوطن، أو منفعة المواطن، دون إهمالها أو تجاهلها، فالإهمال سوف يجعلها تؤثر علي مستقبل العمل السياسي في البلاد