وظائف شاغرة للمثقفين . . ! بقلم الطيب الزين

وظائف شاغرة للمثقفين . . ! بقلم الطيب الزين


08-31-2019, 00:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1567208458&rn=1


Post: #1
Title: وظائف شاغرة للمثقفين . . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 08-31-2019, 00:40 AM
Parent: #0

00:40 AM August, 30 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




في المقال السابق كتبت عن الوزارة الأكثر أهمية والمعوّل عليها أن تنهض بدور كبير في حكومة الفترة الإنتقالية، تجاه الثورة وترسيخ معانيها، وتحقيق أهدافها إنتصاراً لشعبنا الذي عانى وصبر وإخيراً حطم قلاع الطغيان وإنتصر.
ولكي تكون لنصره، قيمة ومعنى في حياته، ومعاشه، لابد من وضع الحصان أمام العربة.
بمعنى أن تسود الثقافة وتقود المرحلة، الأمر الذي يستوجب إعلان وظائف ثقافية شاغرة في هذه المؤسسة ذات الدور الكبير والعظيم والحاسم في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة.
من أهم شروط التعيين: الإلمام بعدة معرفية ثقافية ديمقراطية، ليس من بينها الشهادة الإكاديمية الرفيعة، لكن مرحباً بها إن توفرت .
في كل الأحوال الثقافة منتظر منها أن تكون مفتاح المرحلة القادمة، لأنها تستطيع أن تخرجنا من حالة البعثرة والتشظي الراهنة، إلى البر الأمان والصحة والعافية.
وتمكننا من تخطي فترة الإنقاذ برشاقة . . ونذهب بعيداً لنتوغل في عمق المأساة منذ تشكل الدولة السودانية.
هذا إذا إفترضنا أصلاً أن الدولة السودانية
قد تشكلت على النحو الصحيح منذ فجر التأريخ . . !
من شروط الوظيفة أيضاً، أن يتحلى المتقدم أو المتقدمة، بنظرة لمّاحة ولياقة ثقافية عالية تستطيع التعاطي المرن والفطن مع واقعنا المشحون بخطاب العنصرية والجهوية والتكفير والتبخيس والإستخفاف واللامبالاة ترسيخاً للسلوك الراقي والحضاري في البيت والشارع ومواقع العمل، بالقدر الذي يجعل من مطاراتنا وكل مداخلنا ونقاط تلاقينا وتداخلنا مع الآخر واجهة تعكس سماحة بلدنا وشعبها وثقافته الواعية والراقية التي تعرف ما يجب الإهتمام به، وما ينبغي تجاهله.
ملكة متحررة من قيود الماضي ومظاهر التخلف والجهل وتجلياتهما المعرقلة لمسيرة التطور والتقدم .
تجعل من المثقف شخصاً فاعلاً في مسيرة إعادة البناء والتأسيس لمرحلة جديدة تعري الأقنعة الزائفة التي إدعت إحتكار الحقائق المطلقة، وتسلط الضوء على عناصر القوة والضعف في الدولة والمجتمع والمؤسسات العامة.
مرحلة جديدة تفتح نوافذ المعرفة بلا حدود، تشجيعاً للخيال والكشف والإبداع والإختراع، إنتصاراً لمبدأ التغاير والإختلاف والتعدد، إحتفاءاً بالتنوع وتفرد له مساحات كبيرة دون تنميط أو إختزال ليجمل دواخلنا بفنه وإبداعاته لإزاحة مظاهر البؤس والكأبة التي خيمت على حياتنا وشوهتها بالصخب والضجيج الفارغ ثلاثة عقود . . !
أن تكون مرحلة جديدة تشكل فيها الثقافة حضوراً وتألقاً ينبذ الجمود والتعصب، ويحتفي بالإختلاف ويتعامل معه كمظهر من مظاهر الإبداع، تعبيراً عن إنبثاق فجر جديد يمكن التعاطي فيه بوعي مع تحديات الحياة دون تصنع أو تكلف.
هذه المرحلة تؤسس لها ملكة ثقافية مبدعة تستنفر طاقات الشعب ووعيه للخروج من حالة الضياع والوقوف ضد الظلم والظلام والتغول الرأسمالي، والتطرف الديني والجمود الفكري والثقافي، ومظاهر السقوط والشذوذ الأخلاقي.
ملكة ثقافية تناصر الشرائح المضطهدة والمظلومة وتنتصر لها بعيداً عن لغة التهديد والوعيد والتخوين التي عصفت بالسودان طويلاً . . !
لذا من يأنس في نفسه هذه الملكة، ما عليه سوى نفض غبار السنين عن حقائبه للحاق بقطار الثقافة الذي سينطلق قريباً نحو الضفة الأخرى، ضفة الحياة والنور والإبداع والتألق حتى نتمكن الخروج من خانة الإنتظار والتشظي القاتلة، فبلادنا قد ملت لغة الموت والقتل والحروب.