ازمة بورتسودان فى جوهرها ازمة امنية بقلم د. عاهل عبدالله حاج محمود زاجر

ازمة بورتسودان فى جوهرها ازمة امنية بقلم د. عاهل عبدالله حاج محمود زاجر


08-28-2019, 02:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1567000744&rn=0


Post: #1
Title: ازمة بورتسودان فى جوهرها ازمة امنية بقلم د. عاهل عبدالله حاج محمود زاجر
Author: د. عاهل عبدالله
Date: 08-28-2019, 02:59 PM

02:59 PM August, 28 2019

سودانيز اون لاين
د. عاهل عبدالله-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






مكتب مؤتمر البجا القيادى

بالنسبه لما يحدث فى بورتسودان من مآسي و من خلال متابعاتى واتصالاتى الخاصه وباطراف متعدده من القريبين من ملف الازمه سواء كانوا من ابناء بورتسودان وانا منهم او عبر لجان الوساطه او مبعوثى قوى الحرية والتغيير للمدينه فبامكانى القول بكامل اليقين ان الازمه وان تمظهرت فى شكل صراع قبلى بين مكونات عزيزه من مكونات الولاية الا انها فى جوهرها ازمه امنية بامتياز . تمت صناعتها من جهات قادرة على اختلاق مثل هذه المشكلات
مع اليقين ان هنالك جذور تاريخية لاحداث مشابهة حدثت فى سنوات ماضية وتم السيطرة عليها حينها بخسائر بشرية ومادية اقل..
والشاهد ان هذه الازمه بدأت بانتشار مجموعات (النيقرز) والذين ظهروا فى ذات الوقت فى ولاية الخرطوم وولايات اخرى بعد مجزرة فض الاعتصام فى القيادة العامه والذى كان واضحا ان تحريكهم واستخدامهم يتم عبر خطة محكمة وادارة واعية بما تفعله .. مع اصطحابنا لما حدث كذلك فى سبتمبر 2013
والمؤسف انهم فى بورتسودان استهدفوا مكونا محددا بهجماتهم مما ترك فى ذهن شباب هذا المكون ان فصيلا اخر يقصدهم فى ذاتهم فتأججت الاوضاع حينها و تمت السيطرة عليها مؤقتا عبر ما يسمى بالقلد (مجالس المصالحة القبلية) مع احتقان ظل فى نفوس الشباب من الطرفين كان ينتظر ادنى احتكاك لينفجر من جديد متزامنا مع (اداء القسم للمجلس السيادى) مخلفا اعدادا مقدرة من القتلى ..
وفى ذات اللحظة ظلت هذه الجهات تحاول جر بقية المكونات الاخرى لدائرة الصراع باغتيال احد ابناء الزغاوة واحد ابناء الفلاته وكذلك احد ابناء كردفان بل و حتى ارتكاب افعال اجرامية فى مناطق النوراب فى محيط ديم الميرغنية وقد ادركوا ما يحاك بهم فاستعصموا بالحكمة عن الانزلاق لهذه الفوضى.
مع تواتر افادات الشهود عن اطلاق الرصاص من عربات عليها مجموعات من (الملثمين)..
كل ذلك يؤكد ان هذه المجموعات المتناحره ليست الا ضحايا وادوات فى ذات اللحظه تم استخدامها بلا وعى فى هذه الاحداث المؤسفه
علما ان الكثير من الشباب فى لجان الاحياء و من ابناء هذه القبائل كانوا و مازالوا فى تعاون واتصال وتنسيق تام لايجاد حلول للازمه ليس اقلاها عقد ورشة الصلح بين الطرفين عقب الاحداث الاولى و مشاركتهم مع بعضهم البعض فى تخفييف اضرار كارثة السيول و الفيضانات فى خور بركه و التى ضربت مناطق دولابياى و مرافيت و طوكر..
و لكن لن يتحقق الاستقرار التام الا بمنع ايادى التخريب التى ظلت تفتعل الازمات وتسترخص الارواح وتعبث بالنسيج الوطنى والاجتماعى ولا تدرك خطورة ذلك على استقرار السودان الوطن .
ولا يحدث ذلك الا بتفعيل سلطة القانون وادوات الضبط عبر النيابات والشرطة و قيام الاجهزة الامنية بواجباتها حفظا للمواطن .. لا بحثا عن دولة سقطت منهم و حكومة وسلطة هربت من تحت ايديهم..
لا اشك ان هذه الازمة ستنجلى كما انجلت غيرها من احداث ولكن بعدها مباشرة يجب ان نعالج اشكالات الواقع وان نبحث عن اسباب الصراع عبر التاريخ وان نحل حلولا ناجعة لا تترك قنابل موقوته للانفجار مستقبلا.
كما يجب ان نستعصم بالحكمة فى مثل هذه الاحداث وان نتوخى غاية الحرص ان لا نكون دافعين نحو تأجيجها عبر تداولنا للاشاعات والاقوال غير المثبته بل واحيانا نشر بعض الاحداث ان كانت ستاتى بنتيجة عكسية..
فجميعنا ابناء و طن واحد كل مصاب فيه هو مصابنا وكل قتيل هو اخ وشقيق.