أوجاع العزل المؤقت ..!! - - بقلم هيثم الفضل

أوجاع العزل المؤقت ..!! - - بقلم هيثم الفضل


08-28-2019, 05:44 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1566967482&rn=0


Post: #1
Title: أوجاع العزل المؤقت ..!! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 08-28-2019, 05:44 AM

05:44 AM August, 27 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



ببساطة لا وصف عندي لكل من يُعادي هذه الثورة الشعبية التي إندلعت ضد الظلم والفساد والقهر والمرض والجوع سوى أنه مُنحاز للمبدأ المضاد للحرية والسلام والعدالة (قهر - إفقار - ترويع - فساد - مهانة وطنية) ، أما الأسباب التي تدفع الكثيرين و أنهم مُجبرين على إعلان رفضهم الظاهر والباطن لما يحدث الآن من تغيير بكل ما فيه من طفرات إيجابية لصالح بناء الوطن وإسعاف المواطن المنكوب ، فهي كثيرة وليست محصورة في مُجرَّد الإنتماء السياسي أو المنفعي للنظام البائد ، فبعض هؤلاء يعانون من (رُهاب) إتساع رقعة الشفافية ومقدرة الجميع على التعبير عن آرائهم بلا خوف ولا وجل ، هم ضحية عهد ظالم وجبَّار إستطاع بالبطش والترهيب أن يُقتل في الكثيرين من أبناء هذا الوطن فضائل عُدة أهمها المقدرة الذهنية والنفسية على التعايش مع فكرة الحُرية نفسها ، وإحترام توجهات ومطالب الأغلبية ، والإيمان بأن السلوك الوطني الإيجابي قد أصبح حقيقةً ماثلة يمارسها جمهور الشارع السوداني ، ورغم العثرات إلا أنه ما زال يُجرِّب ويتدرَّب ليتبوأ دورهُ الريادي في إعادة بناء أخلاقيات وإقتصاديات وسياسات السودان الجديد الذي طلما عبَّر شرفاء بلادي عن شكلهُ ومضمونه الذي يريدون بشتى السُبل وقد إستحقوا نيل مُرادهم بما قدموه من تضحيات .

أما الذين يُعادون الثورة ومآلاتها الأخلاقية والتنظيمية بما في ذلك حكومتها الجديدة من منظور التوجُّه السياسي لعدم وجودهم في دائرة تحريك عجلة الفعل السياسي الحالي وفي مقدمتهم الأحزاب التي شاركت في حكومات العهد البائد ولم تنحاز إلى ثورة الشعب حتى تاريخ سقوط النظام ، فقد إستطاعوا بما يملكون من مواهب مُقدَّرة في التلاعب بالألفاظ المهرجانية والشعارات الفضفاضة والمناورات المشبوهة التي إشتهروا بها في تضليل الشارع السوداني والطعن المتوالي في خاصرة الوطن والمناهضة التي لا تستكين لإستتباب أمر التشاركية والتوالي الديموقراطي للحكم في السودان ، أن يكسروا حاجز البُغض الجماهيري الثوري ويعتلوا المنابر ويُجاهروا بلا حياء عن ما أسموهُ (إقصاءاً) ، وفي ذات الوقت يحاولون طمس ذاكرة الشعب السوداني في سجل إقصائهم للسودان مجتمعاً لثلاثون عاماً لم يقاسمهم فيها نهش البلاد سوى الإنتهازيون والنفعيون والعملاء .

على المتباكين الآن من بقايا الإنقاذ المشئومة وفلولها والمشاركين في تدبير إنقلابها الوضيع على المستوى الأخلاقي والفعلي ، أن يعلموا أن إستئثار المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير بالإتفاق الثنائي حول إدارة المرحلة الإنتقالية دونهم ، لايمكن إعتباره إقصاءاً ، فقد أقالكم الشعب وأبعدكم عن صهوة حُكمهِ ، فهل يجوز لمن أقيل وأُستبدل بمن يصلُح الإحتجاج بأن في ذلك إقصاءاً ؟! ، المصطلح الصحيح لفكرة إستثنائكم عن المشاركة في إدارة المرحلة الإنتقالية هو (العزل المؤقت) والهدف منه إفساح المجال لغيركم لأجل تهيئة البلاد على كافة المستويات لإجراء إنتخابات نزيهة وشفافة لن يمنعكم أحد من خوضها ، إن إستطعتم أن تعيدوا الثقة في نفوس الناس فيما شاب سمعتكم وتاريخكم الذي بالطبع فيه الكثير مما يستحق الخجل منه والإعتذار عنه لهذا الشعب الذي دفع الثمن قتلاً وفقراً وظلماً ومعاناة ، كما أنصحكم إن حاولتم أن تدافعوا عن أحزابكم وتوجهاتكم الفكرية والسياسية في زمان الوعي المُشرق هذا ، أن تلِجوا إلى ذلك عبر التبشير (بمناهج ومواقف جديدة) لا عبر التهديد والتنديد والإستهجان لما تواجهه رموزكم من ملاحقات ومحاكمات مُستحقة قوامها سيادة القانون والعدالة غير المشروطة.