حكومة بلا شعب!! بقلم اد/ علي بلدو

حكومة بلا شعب!! بقلم اد/ علي بلدو


08-27-2019, 07:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1566929165&rn=1


Post: #1
Title: حكومة بلا شعب!! بقلم اد/ علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 08-27-2019, 07:06 PM
Parent: #0

07:06 PM August, 27 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


ظلت الحكومات في السودان و على تعاقب السنوات و الانظمة و اختلاف الرؤساء و المجالس’ ظلت دوما بعيدة عن شعبها و اماله و تطلعاته ’ و غير ملبية للطموحات العريضة التى اولاها لها بادئ ذي بدئ.
كما تواجدت دوماً هًوة واسعة و بون شاسع بين ما تريده الحكومة و م بين ذاك الذي يريده الشعب و المواطن البسيط و التي جاءته هذه الحكومات من حيث لا يحتسب ’ سواءً كان انقلابا او انتخاباً ’ اذ انها لا تختلف كثيراً في بلادنا هذه سوى في كمها و ليس كيفها اذ انها كلها( سجم و رماد) مع اختلاف الاسماء و التواريخ و الصفات و الالقاب.
فعندما وعد الانجليز حكومة السودان الوطنية بانهم سوف يمنحوهم الاستقلال حباً و كرامة نظير القتال معهم لدول المحور التي قادتها المانيا و ايطاليا حينها’ و طالبت بارسال الجنود السودانيين من قوة دفاع السودان و الزج بهم في جبهات الاتون و الجحيم الناري و في حرب لا ناقة لهم فيها و لا جمل سوى تقاعس الحكومات و محاولة نيل الحقوق باسهل الطرق بدلاً عن الكفاح و النضال كما فعلت دول اخرى كالجزائر و التي قدمت ما يربو على المليون و نصف المليون شهيد’ و لا ندري كم قدم جيل الاستقلال المزعوم من شهداء.
و هنا تجلى بوضوح تام لا يخفى على عين مبصرة و سليمة من الرمد الاجتماعي و العمى السياسيٌ, تجلى بوضوح ان الحكومة في وادي و شعبها في واد اخر تماماً, فبينما كان جنودنا يقاتلون ضد المحور ’ كان المواطنون يحتفلون في المقاهي و البيوت بضربات هتلر و موسليني للحلفاء و الانجليز خصوصاً’ و احتفى الناس حينها و ايماء احتفاء بالضربات النازية الجوية على لندن و عموم بريطانيا ووزعوا المشاريب ما حل منها و ما حرُم على الجميع في المقاهي و الطرقات و البارات و التي كانت تعج بها شوارع المدن حينها’ و ليتبين بوضوح حجم الانفصام ما بين القيادة و القاعدة’ بل يروى على لسان شهود عيان ’ ان العديد من المواليد في تلك الفترة تم اطلاق اسماء هتلر عليهم قبل ان يغيروها لاحقاً.
و توالت هذه الحالة الغريبة ما بين الحكومة و الشعب في مراحل تالية’ مثل انغماس الحكومات في الصراع العربي الاسرائيلي و عقد القمم كنوع من البريستيج و اثبات الذات و الخروج من عقدة الدونية التي شعروا بها عند رفض بعض الدول مثل لبنان و سوريا و الاردن انضمام السود لها’ و حتى المراقب الفلسطيني وقتها لتلك القمة المشئومة اعترض ايضاً مستنكراً قيام غير العرب و الزنوج بدعم قضيتهم في وجود اهلها’ مما دفع الرئيس عبد الناصر المصري ان يقول وقتها قولته المشهورة( نعم السودانيين ليسوا عربا ً و لكنهم سيكونون جسراً لنشر العروبة و الاسلام في افريقيا) و بذا اصبحنا في نظرهم ليس كعرب فقط و انما وثنيين ايضاً و هذا ما حدا بذلك الجيل الحكومي الي محاولة الظهور بمن يصلح بين العرب و يتبنى قضيتهم بعيدا عن الشعب الذي احب مانديلا و مريام ماكيبا و اوليفر تامبو و جومو كينياتا و نكروما و بياتريس لومببا’ بينما احبته حكومته المريضة بمركبات النقص’ احبت عقد قمم لا يتذكرها احد سوانا’ و استضافة رؤساء عرب لم تطاء اقدامهم ارض السودان بعدها مطلقاً.
كما جثم العسكر على صدر شعبنا الصابر سنين عدداً و نكلٌ بهم ايما تنكيل سجناً و نفياً و تعذيباً و كافة الانتهاكات التي لا يتصور وقوعها من الاعداء ناهيك عن ابناء الوطن.
و في الحقبة السابقة و التي امتدت لثلاثين عاماً كاملة تناقصت شعبية الحكومة لادنى مستوياتها و اصبحت مادة للسخرية و التهكم و النكات و الاشعار و الاهازيج و فقدت حب و احترام الصغير قبل الكبير و رحلت غير ماسوف عليها.
و الان و في ظل المجلس العسكريٌ الذي يكرهه الجميع و يظنون به الظنونا’ و في ظل انسحاب الاحزاب الجماهيرية و حركات كفاح الهامش و العديد من المكونات الاخرى’ فيبدو ’ و ان بعض الظنٌ اثم’ ان الحكومة القادمة لن تخرج عن ارث من سبقنها من حكومات فشنك و مجاميع المحاصصات و اظهار امراض الساسة السودانين من جنون العظمة و جنون الارتياب و النرجسية و هستيريا المواقف.
و عليه و ان فرح لنا الجيران و من لا يعلمون بتكوين النظام الجديد ’ و ان شعبنا اخيرا تم تجميع و تشكيل حكومة تركيب له و اصبح شعباً له حكومة’ الا انه بلا شك و بدون تردد’ ستظل تلك الحكومة كما كانت دائماً’ حكومة بلا شعب!