أراد المرتزقةُ السودانيون أن يُذِّلوا الأسيرَ الحوثيَ، فأذلَّهم! بقلم عثمان محمد حسن

أراد المرتزقةُ السودانيون أن يُذِّلوا الأسيرَ الحوثيَ، فأذلَّهم! بقلم عثمان محمد حسن


08-25-2019, 11:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1566770876&rn=0


Post: #1
Title: أراد المرتزقةُ السودانيون أن يُذِّلوا الأسيرَ الحوثيَ، فأذلَّهم! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 08-25-2019, 11:07 PM

11:07 PM August, 25 2019

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




* بثت قناة (الجزيرة مباشر) مشهداً لأسير من الحوثيين وقع تحت أسر ضابط و جنود من المرتزقة السودانيين..
* كان الأسير الحوثي مقيَّداً في شموخ.. و الضابط المرتزق
يستجوبه من موقع القوة و الجبروت و الارتزاق:
" سأل الضابط أسيره. أنِحْنا مَنْ؟" (و يقصد: من نحنُ؟)، فرد عليه الأسير: "أنتم مرتزقة أتيتم من بلادكم لتحاربونا في بلادنا."، قالها الأسير الحوثي، دون تردد..
* لقد صرَّح الحوثي الأسير بحقيقةٍ يترفع أولئك المرتزقة المدججون بالسلاح عن الإعتراف بها و قبولها كحقيقة مجردة.. و العالم كله يعرف أنهم مرتزقة مأجورون للقتل دون وازع من ضمير أو أخلاق.
* و أثار رد الأسير حنق الضابط المرتزق فأراد الانتقام منه إذلالً بشتى الأساليب: " قوم فوق".. ثم: "قنِّب تِحت".. ثم "قوم فوق" ثم "قنِّب تِحِت.." ثم أن: " أنتم تتشبهون بالنساء!"' فرد عليه الأسير بأن الهدف من لبس الإزار هو لستر العورة.. ثم قام الضابط بخلع عمامة الأسير في استفزاز.. و انكشف شعر الأسير.. فسأل الضابطه: ليك كم شهر ما حلقت شعرك؟!

* ثم وجَّه حديثه قال لأحد الاعلاميين الذين كانوا يقومون بتصوير المشهد مشيراً إلى الأسير: "ديل كانوا ناوين يغزونا!"

* و أحارني السؤال الوقِح الذي وجهه الضابط المرتزق للأسير:
" إتُّو بتحاربونا ليه؟"
* و أعجبني رد الأسير أنهم ( أي الحوثيون) يحاربون اسرائيل و أمريكا، كما قيل لهم!
* كان رد الأسير ملَّخصٌ رائعٌ للحقيقة المُرة التي ربما لم تخطر على بال الأسير نفسه.. فما محمد بن سلمان و محمد بن زايد سوى عملاء لإسرائيل يحاربون في حرب اليمن و يزعزعون جهات أخرى بهدف تقليم أظافر إيران النووية المهددة لوجود إسرائيل، كما يزعمون.. و ما (صفقة القرن) التي يسَوِّق لها بن سلمان و بن زايد، تحت إمرة الصهيوني، كوشنير، صهر ترامب، سوى الإصرار على مساعدة إسرائيل كي تحقق حلمها التلمودي بتمدد سلطتها من النيل إلى الفرات..

* إن هذا الضابط المرتزق.. لا يستحي أبداً.. فهو يغزو بلاد الحوثيين و يزعم أن الحوثيين كانوا ينوون غزوه: "ديل كانوا ناوين يغزونا!" ..!
* ثم تدافعت الأوامر من المرتزقة المحيطين بالأسير الحوثي.. و اتسعت دائرة الاستخفاف به.. و تعالت أصواتهم محاولين تطبيق لعبة القط بالفأر على الهواء مباشرة.. و تباروا في الهزء بالأسير الثابت في موقفه:
"اقعد تِحت.. قوم فوق" ثم صوت مرتزق آخر: "دُّقُوا!" ثم مرتزق ثالث: "نِحن مالنا و مالو.. ديل كتلو لينا كم زول..!"
أي أن الحوثيين قتلوا الكثير من المرتزقة السودانيين في تلك المنطقة..
* ثم يصرخ الضابط في الأسير الحوثي: " اقعد تِحت!" و يصرخ مرتزق آخر: "دُقُّو.. دُقُّو..!"
* و ينطلق صوتُ أحد المرتزقة يطالب زملاءه المسلحين بسلاح الآر بي جي: أضرِبُوْ.. فيتحرك مرتزقٌ مصوِّباً سلاحه نحو الأسير و يضع إصبعاً على الزناد كَمَن يشرع في إطلاق على الفور. فيرد الأسير على الحركة غير هيَّابٍ قائلاً في تحدٍّ: "موت.. موت.. حياة حياة!"، فالأمر سيان!

* تلك صورة عكستها شاشة القناة.. و توليتُ مقارنتها في ذهني بما كان يفعله الجنجويد في دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق و مناطق أخرى في السودان من إرهاب و تعذيب وقتل جماعي و اغتصاب أراضٍ و نساءٍ.. و من استخفاف بإنسانية الإنسان بلغ حد اتهام الرئيس المخلوع و بعض أتباعه من السياسيين و العسكريين بارتكاب الإبادة الجماعية و جرائم ضد الإنسانية..
* هذا، و قد عكس استجواب الضابط لأسيره مدى جهل الضابط بالمجتمع اليمني.. و لجهله رمى أسيرَه الحوثي بالتشبه بالنساء لأنه كان يرتدي إزاراً و هو ما يُسمى في السودان ب( القُرباب) الذي كانت ترتديه النساء السودانيات في الماضي كجزء مكمِّل لأزيائهن التقليدية..
و لم يدُر بخلد الضابط أن الرجال في مناطق عديدة من الجزيرة العربية يرتدون (القرباب)، بالرغم من أن ارتداؤه حصريٌّ على النساء في السودان..
* و يبدو أن الضابط المرتزق غير ملِّم بعادات و تقاليد و حضارة أهل اليمن.. فهو ساقط في التاريخ و الجغرافيا و ساقط في الأخلاق و جاهل بالدين الاسلامي الحنيف الذي يحض على معاملة الأسرى معاملة تليق بإنسانيته..
* و فوق كل ذلك، فإن من بعثوا به للارتزاق لم يبْصِروه باتفاقية جنيف في معاملة الأسرى..

* و قصارى القول، أني كنتُ أحس كثيراً من ضيق كاتم للأنفاس ، طوال زمن الاستجواب.. و لم أتنفس الصعداء إلا حين وجَّه الضابط المرتزق أوامره بصرامة لجنوده: "كَلْبِشُوهو! " و رد عليه أحد جنوده: " هو مَكَّلْبَش يا سعادتو!"
* ضحكت!ُ
* لقد أذَّل الأسيرُ الحوثي الضابطَ المرتزق و أطار عقله للحد الذي أنساه أن أسيره كان (مُكَلْبَشاً)!
* و حينها واتتني كلماتُ أمير الشعراء و كأنها تعني هذا الأسير الحوثي بالذات:
" ما حطَّموكَ و إنما بكَ حُطِّموا
من ذا يُحطِّمُ رفرفَ الجوزاءِ؟!"