شماعـــــــة عصـــــا موســــى أصبحــــت لا تجــــــدي يا حمــدوك !!

شماعـــــــة عصـــــا موســــى أصبحــــت لا تجــــــدي يا حمــدوك !!


08-24-2019, 09:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1566633653&rn=1


Post: #1
Title: شماعـــــــة عصـــــا موســــى أصبحــــت لا تجــــــدي يا حمــدوك !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 08-24-2019, 09:00 AM
Parent: #0

09:00 AM August, 24 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحم

شماعـــــــة عصـــــا موســــى أصبحــــت لا تجــــــدي يا حمــدوك !!

يبكي الشعب السوداني على أحواله المتردية .. ويبكي الآخرون على أطماعهم تلك المترامية المتراقصة .. والكل يعزف بمقدار الهوى في النفس .. متطفل انتهازي يركض حريصاُ لينال قسطاُ من لحم ثور مذبوح في مجزرة الانتفاضة .. وهو لا يبالي بتضحيات من ضحوا بأرواحهم الشابة الطاهرة !.. وشعب أسير معذب يضع الأنامل فوق جروح تنزف وتسبب الآلام .. فشتان بين أحوال وأحوال !! .. وليس الذي يضع الكف في أتون الجمرة كالذي يضع الكف في أتون الماء .. وذاك حمدوك الرئيس المؤقت الجديد ( أمل الشعب بعد الله ) قد أسقط بالأمس شعلة الأمل الباقي في نفوس الشعب حين قال : ( لا أملك لكم عصا موسى ! ) .. وتلك مقولة تؤكد أن مواسم البكاء للشعب السوداني سوف تمتد وتمتد كما عهدها الشعب منذ سنوات طويلة .. وهو ذلك الشعب الذي يفتقد بشدة تلك العصا السحرية الضائعة منذ أن تسبب الأزهري في طرد المستعمر .. ويا ليته لم يفعل ذلك !! .. حيث كانت تلك هي البداية لخطوات البلاء والابتلاء تحت علم وراية البلاد .. وشتان بين حالة السودان برفقة المستعمر البغيض وبين حالة السودان برفقة الأبناء .. والنفوس السودانية بدأت تمتطي اليأس الشديد .. وبدأت تضع المقارنات وتقول : على الأقل كان السودان برفقة المستعمر البغيض عبداُ يملك السيد الذي يمسك عصا موسى السحرية في الكف !!.. وهو ذلك السيد الذي كان لا يتجرأ بالقول أنه يفقد الحيلة !.. ولكن ذلك العبد قد أخطأ حين ناد بالحرية وهو لا يملك مقومات العصا السحرية .. وقد توالت في السودان الحكومات تلو الحكومات والرؤساء تلو الرؤساء وهم يبررون كالعادة بأنهم لا يملكون تلك العصا السحرية .. فأصبحت قصة العصا هي الشماعة التي تسكت الأفواه .. كما أنها أصبحت أضحوكة الشعب السوداني الذي يرى أن ندرة العصا السحرية بالسودان كندرة الغول والعنقاء في قصص الأساطير .

ومقولة السيد ( حمدوك ) كانت بمثابة الضربة القوية المفجعة في الرؤوس .. وبالتالي كان على الشعب السوداني أن لا يسكب البواقي في إناء الدموع .. وأن لا يتوقع اللبن الزلال في القريب العاجل .. وعلى الشعب السوداني أن يتوقع المزيد والمزيد من حالات الغلاء والبلاء والشقاء .. وأن يلصق الطوبة في البطون حتى يسكت صيحات الأمعاء .. وقد أصبح الجدل البيزنطي الآن منصوباُ حول تلك العصا السحرية المفقودة ., والحقيقة المؤكدة للشعب السوداني منذ فجر الاستقلال أن تلك العصا مجرد حجة لمن يريد الإسكات .. وكل الحكومات والرؤساء الذين مروا بالبلاد كانوا يرددون عبارة أن العصا السحرية لا تتجسد ولا تتواجد إلا بالاجتهاد والإنتاج الزراعي والصناعي والحيواني وغيرها من المنتجات .. ولكن اكتشف الشعب السوداني أن تلك المقولة مجرد فرية مضللة وكاذبة للغاية .. ومجرد زر للرماد في العيون .. حيث أثبتت تجارب الشعب السوداني أن وفرة الإنتاج الزراعي في البلاد قد حدثت مراراُ وتكراراُ في سنوات عديدة بعد الاستقلال .. ومع ذلك لم يهنأ الشعب السوداني إطلاقاُ بحالة من حالات الرخصة والرخاء في المنتجات الزراعية .. بل كان دائماُ وأبداُ ذلك الغلاء تلو الغلاء في أسعار المنتجات الزراعية والخضروات والفواكه بوتيرة متولية منذ فجر الاستقلال وحتى هذه اللحظات .. والأمر كذلك بالنسبة لمنتجات الثروة الحيوانية بالسودان .. فبرغم من أن السودان يملك تلك الوفرة العجيبة من الثروة الحيوانية إلا أن أسعار اللحوم في السودان تعد من أعلى الأسعار في العالم .. والشعب السوداني يكتوي من ارتفاع أسعار اللحوم بمقدار الجنون منذ فجر الاستقلال وحتى هذه اللحظات .. وفي الوقت الحاضر فإن الأسرة السودانية تعجز عن شراء ربع كيلو من اللحم طوال الشهر !.. ولا نقول طوال السنة .. وهو ذلك الشعب الذي يمارس عليه نوع من الاستغلالية الظالمة المفرطة من قبل جهات تحتكر تلك الثروة الحيوانية في البلاد .. ومن المفارقات العجيبة أن أسعار اللحوم السودانية في بعض الدول المجاورة أرخص من أسعار اللحوم في السودان !.. والأمر كذلك بالنسبة لمنتجات السكر في البلاد .. فهنالك مصانع السكر العديدة في السودان وهي مصانع تبالغ في الإنتاج الوفير .. ومع ذلك فإن أسعار السكر اليوم في السودان تعد من أعلى الأسعار في العالم .. وأغلب الأسر السودانية حالياُ هجرت شراء السكر كلياُ .. والأمر كذلك بالنسبة لثروة الذهب والمعادن النفيسة بالسودان .. تقول الإحصاءات أنها وفيرة بقدر تنافس الكثير من دول العالم .. ومع ذلك فإن الشعب السوداني لم يذق يوماُ حلاوة الرخاء والهناء من ثروة الذهب والمعادن .. بل كانت ومازالت هي ملك لإنسان السودان الذي ينهب ويحرم الشعب السوداني من العائد المنتظر .. وهو ذلك الشعب الذي يسكت كلما يبكي بحجة عدم تواجد عصا موسى السحرية !!.

يا سيدي المبجل ( حمدوك ) أنت في بداية المشوار .. ولا يريد منكم الشعب أن تسيروا في نفس سكة القطار .. بل يريد منكم التراجع والبحث عن أسباب تلك الإخفاقات السابقة .. وتعالجوا تلك الأسباب التي جعلت سعر كيلو الموز ( فاكهة المساكين كما يسمى ) بمبلغ 60 جنيهاُ سودانياُ بدلاُ من مبلغ 60 قرشاُ في الماضي .. والتي جعلت سعر كيلوا اللحم العجالي بمبلغ 500 جنيهاُ بدلاُ من مبلغ خمسة جنيهات في الماضي .. والتي جعلت سعر كيلو الطماطم بمبلغ 500 جنيهاُ بدلاُ من مبلغ 2 جنيه للكيلو في الماضي .. والتي جعلت سعر كيلو السكر بمبلغ 100 جنيهاُ بدلاُ من مبلغ 20 قرشاُ في الماضي .. والتي جعلت أقل تعريفة للمواصلات بالعاصمة من سعر 50 قرشاُ في الماضي لتكون 20 جنيهاُ في الحاضر .. وهكذا دواليك .. فلا بد من معالجة تلك المبالغات الفلكية في أسعار كل السلع الضرورية وغير الضرورية في حياة الإنسان السوداني .. وكذلك لا بد من معالجة تلك الأسعار الفلكية في أسعار ورسوم الخدمات الرسمية وغير الرسمية .. وقد شبع الشعب السوداني من شماعة عصا موسى السحرية .