أول خطاب رسمي لحمدوك : لغة الجسد ، ماوراء الكلمات و ما أمامها بقلم د. محمد حسن فرج الله إستشاري ال

أول خطاب رسمي لحمدوك : لغة الجسد ، ماوراء الكلمات و ما أمامها بقلم د. محمد حسن فرج الله إستشاري ال


08-22-2019, 00:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1566429161&rn=1


Post: #1
Title: أول خطاب رسمي لحمدوك : لغة الجسد ، ماوراء الكلمات و ما أمامها بقلم د. محمد حسن فرج الله إستشاري ال
Author: محمد حسن فرج الله
Date: 08-22-2019, 00:12 AM
Parent: #0

00:12 AM August, 21 2019

سودانيز اون لاين
محمد حسن فرج الله- السعوديه
مكتبتى
رابط مختصر






بدا السيد حمدوك متفائلاً في مؤتمره الصحفي الأول بالعاصمة الخرطوم ، ولم يمنعه العمل الإعدادي المرهق خلال الأيام التي سبقت حُضوره - و الذي ظهر في الانتفاخات الواضحة علي جِفنيه - من أن يُظهِر حُضوراً ذهنياً عالياً و ترتيباً جيداً للأفكار و التصورات لفترة الحكم الانتقالي الذاخرة بالتحديات.

إجابته الذكية علي السؤال المُفخخ الذي يَسْأل عن المدرسة الفكرية الإقتصادية التي سيتبعها طمأنت الكثيرين ممن تخوفوا من إرتهان السيد حمدوك لمدرسة فكرية واحدة وفقاً لإنتماءاته الايدولوجية السابقة.

ضربة المُعلم الحقيقية والتي ربما عكست جوهر فلسفته للمرحلة القادمة كانت إجابته التي وضح فيها إحترامه لحقيقة ترشيحه بواسطة قوي الحرية والتغيير و لكنه بيّن أن ذلك لا يمنعه من ارجاع المرشحين الثلاثة في حالة عدم اقتناعه بعدم تحقيقهم لمعايير الكفاءة المشروطة لتسنم اي موقع وزاري في الحكومة الجديدة.

محاولة السيد حمدوك لتفادي الأسئلة المتعلقة بالشق السياسي غير الاقتصادي ، أو علي الأقل عدم إسهابه في ردوده علي الأسئلة المتعلقة بتعقيدات و داينميكيات الأجسام السياسية المدنية و المسلحة ربما يُعيد الي الأذهان التخوفات السابقة من ان يكون الشق السياسي هو الحلقة الأضعف في رئيس الوزراء الجديد مقارنة بالشق الإقتصادي الذي يبدو انه ليس موضعاً للتساؤل، علي الأقل حتي الآن.

توفُر التأهيل و الخبرة و الإرادة في السيد حمدوك عوامل مهمة للنجاح ، ولكنها وحدها لا تكفي في عالم تتشابك فيه المصالح الدولية مع الاجندات الوطنية ، تلتقي بها احياناً فتُسهِل المهمة و تتقاطع معها في مرات اخري كثيرة لتضع العراقيل وتعقد الطريق الي المستقبل.

المُؤكد ان انتظار الحلول السريعة هو جزء من المشكلة ، ليس فقط لأنه سينتهي الي الاحباط و الذي يتناسب مع المسافة بين التوقع و الواقع ، ولكن لأن البحث عن الحلول السريعة سيُعطلنا عن إيجاد الحلول الحقيقية و التي لابد من دفع إستحقاقاتها لأن شط الأمل الكبير يمر عبر درب الألم الكبير.


د. محمد حسن فرج الله إستشاري الطب النفسي