| 
 | Post: #1 Title: لا يدْخُلنٌها اليْومَ عليكم مسكيـنْ! بقلم ا د /علي بلدو
 Author: علي بلدو
 Date: 08-19-2019, 04:17 PM
 
 
 04:17 PM August, 19 2019  سودانيز اون لاينعلي بلدو-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 خواطر طبيب
 
 
 في ظل صخب الاحتفالات و كرنفالات الفرح المزعوم و الموجهٌ من اعلى المستويات’ لخلق حالة من الاحتفاء الجماعي و اصدار اكبر قدر ممكن من الضجيج و الغناء و الهتافات  المُدوية من حناجر ادمنت الهتاف مدفوع الاجر’ و التصفيق عالياً من ايدي ادمنت التصفيق طوال سنوات خلْونٌ مثل ادمانها اكل مال السُحت و فتات موائد الوالي اللصٌ و عطايا و هبات حاشيته و عشيرته الضالة المُضلة و كسبها الحرام.
 بين الاعلام المرتفعة و اضواء كاميرات القنوات التلفزيونية و الرسمية و مراسلي صُحف الامير و الوزير و الفقير و بين ارتال اوراق الزيف و  الضلال و الحشود التي كان موعدهم يوم الزينة و تم حشرهم ضُحى ليروا سحرتهمُ مثل قوم فرعون ’ و ما الفرق بين الاثنين بكبير’مع الاعتذار لفرعون طبعاً.
 وسط كل هذا و ذاك’ يحاول هؤلاء القوم اخفاء الكثير من الامور و تعميش الحقائق و طمس واقع الامر لاجل السلطة و الجاه و الموازنات الداخلية و الخارجية و محاولة ارضاء هذا و ذاك في ظل المحاصصات و المماحكات البادية و المخفية و التي لا تخفى على كل ذي لبْ لو كانوا يعقلون.
 هل ما يحدث الان هو ما قدم الشهداء دمائهم الطاهرة لاجله؟ هل هذه الاتفاقات الضاربة هي جلٌ طموح الشباب الثائر و الكنداكات؟ هل ابقاء العسكر ممسكين بمفاصل الدولة و من خلفهم جيوش النظام السابق هو من اهداف الثورة السودانية المقتولة و المسروقة و المؤودة؟
 كيف يدعى هؤلاء القوم انهم يمثلون الشعب بعد ان خرج منهم حزب الشعب الاول و هو الحزب الشيوعي السوداني و الذي مثٌل على مدى تاريخه الناصع الطويل انه خط الدفاع الاول عن مصالح الجماهير و طبقات الشعب الكادحة و المواطن البسيط و ظل حارساً وفيا لكل من يريد سرقة مكتسبات الامة’ طوداً شامخا ً و بناءً راسخاً ممسكاً على جسارة المقاومة بلا مساومة’ و الذي كان قويا وواضحاً كعادته و هو يرفض  هذه التفاهمات المشبوهة و المدغمسة:
 ماني الوليـــــد العاق        لا خنت   لا سرٌاق
 و ها هو الجسم النظيف و المُعافي و الذي يحبه الشعب و يُحب الشعب  ’ الا و هو تجمع المهنيين و هو ايضاً يبدي تململاً واضحا مما تمٌ و ما سيتم؟
 و ها هي حركات كفاح الهامش ترفض هي الاخرى الاقصاء و روح العنصرية البادية على الجميع و ترفض التهميش و التعامل معها كديكور مُكمل لبهجة الاحتفالات و حشد المزيد من الدعم و ملٌ الخزائن الفارغة و نيل الاوطار و الاسفار و الدولار فوق كل ذلك.
 رفض مناضلوا الاطراف المسحوقة و الممحوقة و المغيبة ان يظلوا دوماً نوُابا و ظلاً  للاخرين ’ رفضوا ان يكونوا تمومة جرتق و موضوعا لبرامج التراث الذي يبثه تلفزيون الكيزان من حين لاخر ’ كلما ارادو ان ( يخموهم) كما هي العادة منذ الاستقلال.
 كيف  لا يرفض الشعب و ممثليه الحقيقين و ليس المزورين و السارقين و ليس الانجليز الجددُ و ليس جحافل الطائفية التي تستغل الجميع كمخالب قط لضمان استمرا غرسها السئ في الارض و تواصل انتقال السلطة و الاموال و تواصل امتصاص ضرع شعبنا المسكين جيلاً بعد جيل ’ هم و ذريتهم و التي اثبت تاريخنا السوداني انهم لا يلدون الا فاجراً انتهازياً  و مُصاباً بداء السُلطة  و هم يتزاحمون مع القوم على المناصب باجسادهم الممتلئة و اوداجهم المنتفخة’ و لكن هيهات هيهات لما يُوعدوُن!
 عن اي اتفاق تتحدثون ايها السادة و قد خرجت قوة الثورة الحقيقة  للشارع و تجاوز عمالقة الشباب الثائرون ’ تجاوزوا الاقزام الذين وُلوا عليهم بغير حق و لا برهان ’ سوى برهانهم الذين هادنوه وواثقوه و خانوا شعبهم و دماء شهداءهم بثمن بخس ’ دراهم معدودة من مال الشعب المسروق و المنهوب و مناصب هنا و هناك لهم و من يريدون و من يرتضون بغير علم و لا هدُى و لا كتاب منيُر.
 و الان و بعد ان اثمر زرعهم الحرام و حان وقت قطاف ثمره و نيل الغنائم في جنتهم المزعومة’ و بعد ان تواثقوا ان يخلوها وحدهم دون الاخرين و مُصرين ان لا يدخلنها عليه ثائر او مسكين  و هم على حصادها لقادرين  بجيوش المنتفعين و الارزقية و الذين جمعوهم حولهم و هم بهم مسرورين مغتبطين.
 و لكن عليهم ان يعلموا ’ ان شعبنا الصابر المصادم المسالم سيدخلها عليهم عنوة و اقتداراً و بثورته المستمرة و شوارعه التي لا تخون ’ ان هذا الشعب سيجعلها لهم كالصريم’ و حينها سيعلمون ان ما وقعوا عليه لم يكن لنيل الجنة ’ انما كان بالظبط  لاكل شجرة الجحيم’ هل تذكرونها؟؟
 | 
 |