هل انتم مجتمعون؟؟ بقلم علي بلدو

هل انتم مجتمعون؟؟ بقلم علي بلدو


08-16-2019, 02:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565960807&rn=0


Post: #1
Title: هل انتم مجتمعون؟؟ بقلم علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 08-16-2019, 02:06 PM

02:06 PM August, 16 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب
اد/ علي بلدو

من الاشياء التي تنامت و تمددت و اتسعت رقعتها في هذه البلاد الجريحة و المكلومة’ ظاهرة الاجتماعات و اللجان باسماءها المختلفة و المتعددة و التي اصبحت معيقاٌ حقيقياً للعمل و الاداء و مسبباً مباشرا لضعف المردود و ضياع الزمن و الترخي في العمل و الانجاز.
و في المصالح الحكومية و السيادية و التي امتلات حتى فاضت ببطانة السلطان الفاسدة و المرتشية ’ نجد ان بند الاجتماعات يمثل اهم ما يحرص عليه مدير الغفلة و الحظوة و اهل التمكين السارقين بكل ما فيه من حوافز و بدلات و ووجبات فاخرة و ظروف حنيذة تنؤ بحملها العصبة اولي القوة, و ليس مهما ما هي مخرجات ذلك الاجتماع ’ بل المهم هو الاجتماع نفسه لنيل الاوطار و فوائد الاسفار’ و قضاء حوائج الزوجات و المحظيات و الاصحاب و الندماء و تسول الاموال بهذا البند جهرا و سرا و خفاء و علناٌ:

ااذكر حاجتي ام قد كفاني حياؤك ان شيمتك الحياءُ
عليه تكون تلك الاجتماعات الضاربة سببا للتقاعس عن العمل و اداء المهام الموكلة للموظفين و المدراء اللصوص ’ على اعتبار ان ( المدير في اجتماع) و ان فلانا لم يحضر اليوم لان لديه اجتماع في موقع كذا و لن يحضر اليوم’ و كل هذا و المواطن المغلوب على امره يقضي يومه في الهجير و الرمضاء دون خدمات ليعاني الامرين و الهبوط و الجوع و العطش و عدم قضاء حاجته و نيل حقه ’ و فوق كل ذلك رهق المواصلات و عناء العودة و تكدس الطرقات و ان كل ابن انثى على الة حدباء محمولُ.
اما اذا سال سائل بسؤال فحواه ’ و لماذا يكون هناك تكدس في الطرقات و ازمة في المواصلات و توالد للبعوض و النفايات و الذباب و المياه الاسنة’فتكون الاجابة بعد ان يتم وصفه بانه من اتباع الشيوعيين و الملحدين و التي لا تتاتى هذه الاسئلة الضالة الا منهم’ تتم الاجابة بكل هدوء لان المسئوليين عن كل تلك الخدمات في حالة اجتماع دائم لحل المشكلة و انهم يعلمون بذلك و ما يجري حولهم و لكن على المواطنين الصبر و المصابرة و المرابطة و دون شك تقوى الله’ الي حين ان تاتي السماء بالحل و توحي لهم به و هم في اجتماعاتهم المطولة و امامهم البارد و الساخن و المشوي و المحمر’ كما تتم الاشارة ايضا الى عدم رضاء المسئولين اولئك بسبب عدم عدم تقدير المواطن لاجتماعاتهم تلك و همم يقضون الساعات الطوال تحت الكندشة و الكراسي الوثيرة و هم يعملون ما تبقي من عقولهم في ايجاد الحل للمشكلات الحياتية ’ و انهم يحملون هم المواطنين في جيوبهم, عفوا ً’ في قلوبهم دوماً في اثناء اجتماعاتهم تلك.
كما ان الاجتماعات وحدها لا تكفي لارضاء و ارواء شغف هؤلاء القوم الجدد’ فكان لابد من عمل و تكوين اللجان و اللجان الفنية و الفرعية و المتخصصة و المنخنقة و المتردية و النطيحة و ما اكل العسكر و ما ابقى المجلس’ ليحلو الامر اكثر.
فمما ان يتنامى الي مسامعك ان العسكري الجالس قد كون لجنة طارئة لموضوع كذا ’ فاعلم عافاك الله ان الموضوع سيتم ( تلجينه) تماماً’ و ما ان يتم الاعلان عن تكوين لجنة لدراسة كذا و انها ستعقد اولى احتماعاتها يوم كذا و ساعتئذ’ فلا يساورك شك ايها الرفيق ان الموضوع طرشق تماما, و ان المقررات و النتائج ستذهب الي اسفل سافلين.
اما الان فقد من الله على شركات الضيافة و الخدمات بالرزق الوفير وزاد دخلها من حيث لا تحتسب بفضل المفاوضات الطويلة و المملة هنا و هناك و الاسفار و الترحال و الوفود و اللجان الفنية و اقامة الاحتفالات الوهمية و التوقيع على اوراق لا تساوي شئيا’ و كانها من عناها من قال:

و قد ينعم الله بالبلوى و ان عظمُت و يبتلي الله بعض القوم بالنعم/
فما بين اجتماع اليوم و تاجيله غدا ’ و عمل اللجنة و انبثاقها عن فنية و سفر لاجتماع و عودة لتفاوض’ و كل ذلك و شعبنا على المحك, فما علينا سوى ان نسال من جلس و من يريد ان يجلس و من سافر و من يريد ان يعود ( هل انتم مجتمعون؟)