ضعينــــــاك وضعنـــــا معــــــاك يــا بشـــــــــــة !!

ضعينــــــاك وضعنـــــا معــــــاك يــا بشـــــــــــة !!


08-12-2019, 09:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565600238&rn=0


Post: #1
Title: ضعينــــــاك وضعنـــــا معــــــاك يــا بشـــــــــــة !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 08-12-2019, 09:57 AM

09:57 AM August, 12 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

ضعينــــــاك وضعنـــــا معــــــاك يــا بشـــــــــــة !!

هتافات يرددها البعض هذه الأيام من قبيل المزح وتفريق الهموم .. وهي هتافات ( ضيعناك وضعنا معاك يا بشـــة !! ) .. وتلك الهتافات مردها استمرار التردي المعيشي في أحوال الناس .. حيث لا جديد تحت السماء حتى هذه اللحظات رغم سقوط النظام منذ شهور وشهور !.. وهي هتافات لا يرددها جماعات المؤتمر الوطني .. بل يرددها البسطاء من الناس الذين كانوا يتوهمون جنان الفردوس بين ليلة وضحاها .. وتلك هي البراءة العجيبة في الفطرة السودانية .. حيث الفطرة التي تحلم كعادتها بالسعادة الفورية لمجرد التحول السياسي !.. وقد غاب على هؤلاء المتحاورين للوصول للحلول السياسية أن استمرار حالة التردي في البلاد بنفس الوتيرة بعد الانتفاضة لا يخلق فرقاُ ظاهراُ بين الأوضاع في أيام البشير والأوضاع حالياُ بعد الانتفاضة .. بل يلاحظ المواطن أن الأوضاع حالياُ هي تلك الفالتة كالمهر الجامح بغير لجام !.. والبلاد تعيش حاليا حالة من حالات انعدام الوزن !.. حيث لا توجد جهة تتحمل المسئولية حتى ولو كانت جهة متسلطة من قبيل الهيمنة وإرساء الأمن والأمان .. كما لا توجد جهة تحد من فوضى الأمور التي بدأت تفقد السيادة !.

أما هؤلاء الذين يرددون تلك الهتافات من قبيل المزح نقول لهم : ذاك هو قدر الإنسان السوداني منذ أن عرف فوق وجه الأرض .. حيث يولد باكياُ .. ويترعرع باكياُ .. ويعيش باكياُ .. ثم يموت باكياُ .. وهي تلك الهتافات المصيرية المعهودة حيث : ضيعناك ياعبود وضعنا معاك .. وحيث ضعيناك يا نميري وضعنا معاك .. والآن ضيعناك يا بشة وضعنا معاك ! .. هتافات يعلم عمقها وأسرارها كل أبناء السودان .. حيث ذاك عبود الذي كان يقول أنا لها ثم لم ينل الرضا من الشعب في نهاية المطاف مهما قدم أو أخر .. وذاك هو النميري الذي كان يقول أنا لها ثم لم ينل الرضا من الشعب السوداني في نهاية المطاف مهما قدم أو أخر .. وذاك هو بشة الذي كان يقول أنا لها ثم لم ينل الرضا من الشعب السوداني مهما قدم أو أخر .. وتلك هي الأحزاب السودانية التي لم تنل الرضا من الشعب السوداني مهما قدمت أو أخرت .. فتلك هي سنة الحياة لأهل السودان .. وهي سنة مكتوبة في جبين الشعب السوداني .. لا يسقطها تبدل الأحوال .. ولا يسقطها سقوط نظام .. ولا تبدلها هتافات اليائسين الذين يشتكون من سوء الأحوال .