عيط في الأضحى !! بقلم أحمد محمود كانم

عيط في الأضحى !! بقلم أحمد محمود كانم


08-11-2019, 02:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565530585&rn=1


Post: #1
Title: عيط في الأضحى !! بقلم أحمد محمود كانم
Author: أحمد كانم
Date: 08-11-2019, 02:36 PM
Parent: #0

02:36 PM August, 11 2019

سودانيز اون لاين
أحمد كانم-UK
مكتبتى
رابط مختصر







كان يا ما كان..في قديم الزمان بدولة السودان قبل مجيئ الكيزان ، مناسبة إسمها "العيد " يتبادل فيها الأسر وغير الأسر والأصدقاء وغير الأصدقاء والجيران وغير الجيران والمعارف وغير المعارف التهاني والتبريكات والتحيات الزاكيات وجميل الزكريات والضحكات والكلمات والأكلات الطيبات ، فتذوب فيها -إن وجدت- أتلال الضغائن والمرارات .
يتقاطر الجميع كل عام مرتين أو ثلاث إلي (الحوش الكبير) أفواجا ، وهو مكان يعد خصيصاً لمثل هذه المناسبات ، والذي غالبا ما يكون مجاوراً أو بمنزل أحد أعيان العشيرة أو الحي أو ما شابه ، فيقضي الجميع أوقاتا من المرح والسعادة قبل أن ينفض سامرهم ليلتقوا مجددا ً في مساء ذات اليوم لإستعراض إبداعاتهم التراثية احتفالا واحتفاءاً بالعيد ، فتكتظ الميادين والساحات عن جنباتها بكل شرائح المجتمع في منظر رائع يعكس مدي الإنسجام والهناء التي يعيشها ذلك الشعب وإرادته التي لا تقهرها نوائب الحياة وشوائبها .
إلى أن قدمت اللصوص الملتحون المتمسحون كذبا بالدين (المؤتمر الوطني) فعاثوا بالبلاد فساداً وأهلكوا الحرث والنسل، وسرقوا بإسم الدين كل شيئ ، الأرض ، العرض ، النفس ، المال ، العقل ، الدين ، السلام ، الاستقرار ، الفرحة ، الحياة ، الكرامة ، الحرية ، العدالة ،الرجولة ،
حتي -دال- ( العيد ) صارت في عهدهم
-طاء- لتصبح (عيط ) وعويل ونحيب ولطم للخدود ، وأبدلوا مكان كل مسروقة نقضيها .
فأضحت أفراد الأسرة والمجتمعات المحيطة تلتقي في كل عيد ليجدوا أن العيد قد نبش وفتح لهم قبور أقاربهم الذين هم بالضرورة ضحايا مجازر نظام المؤتمر الوطني المستذئب ، فما إن تري الأم الثكلي المتبقيين من بنيها حتي ينغرس بقلبها خنجر ذكريات المفقودين منهم والمقتولين فتبكيهم بحرقة ، ليعم أركان البيت والبيوت المجاورة بكاء وعياط ، وذات الأحاسيس يعيشها الأيتام والأرامل ومشردو الحروب بمعسكرات النزوح واللجوء والمتسولون بأرصفة المدن والمعاقون والمغتصبات والمغتصبون والمعتقلون وكل ضحايا العنف والتعذيب ، فينقلب العيد عيطا ، و الأفراح أحزانا ، والتهاني تعازيا ، فضلاً عن الوبائيات التي تستفحل دائماً بإنكار وتعمد تجاهل المسؤولين إضافة إلي الجرائم الدموية المنظمة التي عادة ما تأتي متزامنا مع اقتراب مواعيد الأعياد ، لتصبح الأعياد مجرد بانوراما لإعادة اجترار أليم الذكريات .
ونحن نستشرف الموجة الثالثة من ثورة ديسمبر المجيدة ، نسأل الله أن يجعل هذا العيد آخر أعوام العياط والنواح .