هل تهزِمُ السُّنْبُلَةُ أَسْرَاب الجراد يا الدقير؟! بقلم عثمان محمد حسن

هل تهزِمُ السُّنْبُلَةُ أَسْرَاب الجراد يا الدقير؟! بقلم عثمان محمد حسن


08-08-2019, 08:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565291849&rn=0


Post: #1
Title: هل تهزِمُ السُّنْبُلَةُ أَسْرَاب الجراد يا الدقير؟! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 08-08-2019, 08:17 PM

08:17 PM August, 08 2019

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر







* كانت جرأة حزب المؤتمر السوداني و وقفاته المتحدية لقيود النظام البائد تثير اعجاب المارة بشوارع و ميادين و مواقف المواصلات بالعاصمة المثلثة..

* شباب يعري ظلم و فساد النظام البائد يومياً أمام الجماهير .. و الجماهير تصغي باهتمام ثم تمضي في حال سبيلها سعيدة بوجود ذاك النوع من الشباب في البلد..

* و من اللا مكان يأتي رجال الأمن يعتقلون من يعتقلون من الشباب.. و من على ظهر سيارات الأمن، في الطريق إلى المعتقلات، تنطلق هتافات تندد بالنظام.. و كأن اعتقالاً لم يكن..

* كان المؤتمر السوداني حِزْباً من طينة غير طينة الأحزاب التقليدية.. أحزاب أوهنت الشيخوخة قياداتها و قد أدمنت الجلوس على كرسي القيادة تغالط المتغيرات و هي ممسكة بالمِقْوَد..

* تكمن مآسي الديمقراطية في السودان في تشدق أحزاب تنآى الديمقراطية عن ممارساتها الداخلية.. فتداول القيادة الدورية بين المستحقين من عضويتها ليس جزءا من تركيبتها ذات القداسة و الأبوية المفروضة من فوقها.. و و الكل يرزح تحت نير القداسات التاريخية التي لا تواكب التجديد كونها لا تعرف الجديد حق المعرفة..

* نعم، كان المؤتمر السوداني حِزْباً غير!

* في رأي صحيفة العرب اللندنية الصادرة في يوم الجمعة 2014/04/25.. أن حزب المؤتمر السوداني حزب شاب ظل مزعجاً لإسلاميي السودان، أي لحزب المؤتمر الوطني و الحركة الإسلامية معا بحكم أنهما وجهان لعملة واحدة..

* و في اعتقادي أن حزب المؤتمر السوداني كان مزعجاً لإسلاميي السودان، لكنه لم يعد مزعجاً لهم كما كان.. بل صار الاسلاميون يتغزلون فيه و في رئيسه و يصرحون علانية على تأييد ترشيح رئيسه لمنصب رئيس مجلس وزراء الحكومة الانتقالية، و الذي رشحته لذلك المنصب كتلة نداء السودان.. لكن الحزب رفض الترشيح.. فنَالَ احترام أكثرية المستقلين..

* كان الالتزام بمبدأ عدم المشاركة في المجلسين، السيادي و الوزاري، هو الذي دفع الحزب للرفض.. و أعتقد أن الالتزام بالمبادئ هو الذي دفع رئيسه الدقير، من ناحية أخرى، إلى الإصرار على فتح الوثيقة السياسية لتضمين اتفاق أديس أبابا فيها.. حيث أن حل مشاكل الهامش جزء أساسي في دستور الحزب..

* هذا، و بالأمس حملت الأنباء أن أربعا من كتل قوى الحرية و التغيير الخمس حددت مرشحيها لمجلس السيادة.. و تبقت الكتلة الخامسة و هي كتلة نداء السودان..

* و عن عدم تقدم كتلة نداء السودان بمرشحها يقول المراقبون أن كتلة نداء السودان كتلة غير منسجمة تماماً.. و أنها لا تفتأ تتَسَبَّب في الخلافات و المشاكل داخل قوى الحرية و التغيير.. لعدم التنسيق الداخلي بينها بشكل مُرْضٍ .. و لتباين استراتيجياتها و اختلاف رؤاها لما ينبغي أن تكون عليه الحوكمة في السودان.. و أن هذا ما يثير بعض التجاذبات داخل الحزب.. مع الأسف..

* و علينا ألا ننسى أن الشباب، وقود الثورة المجيدة، بعيدون عن التجاذبات الدائرة بين الأحزاب.. و لا يشاركون فيها، و ربما لن ينالوا حصتهم المستحقة في تحريك عملية التغيير المنشودة وفق رؤاهم.. و ذلك ظلم ، و أي ظلم!

* في مقال له بعنوان: ( ضرورةُ حصرِ التعيين لمجلسي الوزراء والتشريعي لمنْ لم تتجاوزْ أعمارُهم الخمسين عاماً)
يقول دكتور سلمان محمد سلمان
أن الوجوه التقليدية هي التي ظلت مسيطرة على الساحة السياسية السودانية.. و أن القيادات الحزبية هي التي ظلت تتولى المناصب الوزارية، طوال عهود الحكم المدني الثلاثة، و هي التي تم استوزارها في الحكومات العسكرية الثلاث.. و أن موت تلك الشخصيات وحده هو الذي يبعدها عن العمل العام..

* و عند الحديث عن (كنكشة) قيادات الأحزاب بمِقْوَد القيادة حتى نهاية العمر، نعيد التذكير بخروج المؤتمر السوداني عن قاعدة (الكنكشة) إشارة إلى ما حدث عقب انتهاء الدورة الرئاسية لرئيس الحزب السابق السيد/ إبراهيم الشيخ و انتخاب المهندس / عمر الدقير رئيسا للحزب..

* لا أخفي إعجابي، حقيقة، بهذا الحزب الذي أتوقع أن يكون نموذجا لأحزاب (السودان الجديد)..

* تقول صحيفة العرب اللندنية، بتاريخ الجمعة 2014/04/25، أن حزب المؤتمر السوداني يتبنى “منهج التحليل الثقافي” و”جدلية الهامش والمركز″ كمرجعية فكرية لموقفه السياسي..

* بينما يقول الأستاذ/ محمد الفكي، الباحث في معهد السلام بجامعة الخرطوم في استطلاع لنفس الصحيفة أن التمدد الشعبي لحزب المؤتمر السوداني يعود إلى موقفه السياسي القوي من النظام، و يرد هذا الموقف إلى عضويته و إدارته من الشباب المتفتح و خريجي الجامعات، على عكس بقية الأحزاب التي تقودها شخصيات شاخت ولم تتغير مناصبها منذ عقود..

* و يقول أن الحزب إذا تخلى عن هاتين الميزتين فسوف يفقد تمدده في الشارع..

* و قرأت قبل يومين هواجس الصحفي اللامع/ فيصل محمد صالح حول بعض التغييرات التي شابت الحزب و ربما أفقدته جاذبيته الجماهيرية.. و يشعر الأستاذ فيصل بشيئ من القلق حيال ذلك..

* هل بدأ حزب المؤتمر السوداني يتخلى عن تميزه و مواقفه السياسية القوية للحد الذي جعل الكيزان يبدأون التغزل فيه؟

* إنه حزب شاب مفعم بالحيوية جدير بالتقدير و الاحترام.. و نخشى أن تعتريه الشيخوخة قبل أوانها، ف(من عاشر قوما أربعين يوماً، صار منهم!)

* أتمنى أن تهزِم السُّنْبُلَةُ أَسْرَاب الجراد يا الدقير!