وجع الحروف . . ! بقلم الطيب الزين

وجع الحروف . . ! بقلم الطيب الزين


08-08-2019, 03:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565273855&rn=0


Post: #1
Title: وجع الحروف . . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 08-08-2019, 03:17 PM

03:17 PM August, 08 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




وجع الحروف تلخيص بسيط لمخاضات وطن مسكون بأوجاع السنين . . !
وجع الحروف محاولة فزع للملمة جراحات وطن وشعب لم يعرف التعب برغم ما مشاه من خطى في متاهات الحياة ومغاراتها، وما عاناه في دورب السياسة الوعرة بحثاً عن دولة المواطنة.
شعبنا مازال قابضاً على حلمه برغم هجير المعاناة وطول السفر، وغبار السنين الذي غطى شعر إنسان شرقه الصابر ، وطعنات الغدر والخيانة في خاصرة غربه الواعد بالخيرات والثروات، فجعلته يغرق في وحل الحروب والتشظي، وأرضه ساحة مفتوحة للآلام والجراحات وإنتهاكات حقوق الإنسان من أجل فرض هيبة طاغية ظل ثلاثة عقود يرقص منتشياً غير عائباً بأصوات فقرائه وكادحيه وضحاياه الذين لاذوا بخيام التشرد واللجوء طلباً للأمن والحماية وبعض فتات يسد رمق الحياة من منظمات حقوق الإنسان والإغاثة جراء جوره وظلمه . . !
الذي أغلق أبواب الحياة أمام الشعب.
إلا أن الشعب ظل مسكونا بالأمل وباحثاً عن مفاتيح الحياة، للخروج واقع العتمة والأزمة، وحينما فشلت كل محاولاته، هنا وهناك خرج للشوارع فوجد فيها كل مفاتيح الحياة، وقصة وجع الحروف تثبت حقاً أن الشوارع لا تخون .
إذ فيها إلتقت كل مكونات شعبنا بمشاعر وطنية خالصة، وأمال عريضة، وأحلام ندية وتطلعات كبيرة، بها عبأ شعبنا دواخله وسار في دورب النضال ومنعرجاتها وتحدياتها وصعوباتها وتخطى كل عقباتها.
وها هو اليوم يرنو بأبصاره ويتطلع بأماله ليوم ٢٠١٩/٨/١٧ القادم بفارق الصبر ليعلن للعالم أجمع قصة ثورة فريدة في نوعها إستطاعت لملمة جراحاته، ووحدت آماله وتطلعاته، وجعلته يتطلع لبناء وطن جديد، وطن أخضر بعقوله وسواعده، وطن أرقى وأنضر، وطن يباهي به الدنيا، وطن خالي من الحروب والمظالم والقبلية والجهوية والعنصرية، وطن مغاير لكل تجليات تضاريس الخيانة والتآمر والفشل . . !
أتمنى أن يعكس إحتفال التوقيع النهائي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الإنتقالي، تطلعات شعبنا الذي ثار من أجل وطن جديد، وزمن أفضل، من زمن الطاغية عمر البشير، وحاشيته من الحرامية واللصوص تجار الدين، ومافيات الخراب والفساد، الذين رفعوا شعارات الدين المنافقة : هي لله، هي لله لا للسلطة ولا للجاه . . !
لكن رحلة الوجع العاصفة، كشفت إنهم، لا لغير للدنيا قد عملوا، ومن أجلها إمتطوا صهوة الدين وإنتهكوا الحرمات وقتلوا الأبرياء وعبثوا بالثروات . . !
وجع الحروف محاولة فزع، ولحاق بوطن حاصره الظلام، وسكنته أوجاع السنين والحياة وتشظياتها، والحروب وجروحها الغائرة، في وطن أنهكته طعنات وخيانات رموز الإسلام السياسي، رموز النفاق والتضليل، فكم هي مسيرة قاسية ومؤلمة، مهما عصرنا الحروف، لن نفلح في التعبير عن وجعها، ناهيك عن أوجاع الوطن والشعب . . !
الطيب الزين