Post: #1
Title: أول غرام !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 08-08-2019, 02:11 PM
02:11 PM August, 08 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*وهو غرام غير ذي الغرام.. *وإنما ذو ارتباط هو بتفتح الوعي الطفولي.. *وفي كريمة تفتح وعيي الكروي على المريخ - ذات نهار - ضد خصمه الهلال.. *أو ربما كان فريق النسر.... لا أذكر بالضبط.. *وأحببت المريخ منذ تلكم اللحظة... ليس لأنه انتصر، وإنما لأسباب لا أعلمها.. *فما كل شيء في هذا الوجود يخضع لمعايير المنطق.. *وفي مرحلة تفتح الوعي هذه نفسها كنت أقود دراجتي أصيل يوم خريفي بحلفا.. *وما بين حييِّ دبروسة والتوفيقية أظلتني غمامةٌ عجلى..
*ولفتت نظري، إذ بدت وكأنها تغطت بحجاب في لون كحل الحجر.. *فعشقتها، وسميتها - فيما بعد - الغيمة ذات الحجاب.. *وعشقت منذ تلكم اللحظة الطبيعة بغمائمها... وأشجارها... وبحارها... وصحاريها.. *بل..... وببروقها... ورعودها... وعواصفها أيضاً.. *وتفتح وعيي الغنائي - كذلك - على أغنيات أحمد المصطفى... فعشقتها.. *فقد كنت برفقة الوالد في حفل يخص مصنع بلح كريمة.. *وتضمن الاحتفال عرضاً سينمائياً من وحدة أفلام السودان... ذات شعار الخرتيت.. *وتضمن العرض ذاته عرضاً غنائياً بالمسرح القومي.. *واستهله العميد بأغنية الوسيم... واختتمه برائعة أيام زمان، ذات الإيقاع الحزين.. *وكان وجداني الغنائي أبيض... في مثل بياض حُلته ليلتذاك ..
*فنُقشت فيه - منذ تلكم اللحظة – أغنياته، من لدن الوسيم... وحتى يا عظيم.. *وقبل أيام طالبني قارئ بالكتابة عنه... بحسباني عاشقاً لأغانيه.. *وقبل أن أفعل فعل رجلٌ لا يقل عشقاً لأغنياته هذه مني.. *إنه مفخرة إعلامنا المرئي - والمسموع - الرائع حد الإدهاش عمر الجزلي.. *والإبداع إن لم يدهشك فهو لا يكتمل إبداعاً اكتمال القمر.. *وفي بلادي كثرٌ يصعقونك بإبداعهم، قصصاً... أو شعراً... أو غناءً... أو إعلاماً.. *أو بالأحرى، يصعقون ذوي الحس الإبداعي من الناس.. *وفي حلقته التلفزيونية المعادة عن العميد قال إن أغانيه لا يعشقها إلا متفرد.. *وجامل كاتب هذه السطور إذ حشره في زمرة هؤلاء.. *فأحمد المصطفى كان سابقاً لزمانه حين كسر رتابة اللحن الدائري بأغنية الوسيم.. *وما زال سابقاً لزمانه... بأغاني زمان... من قبيل (أيام زمان).. *ويكفيه إبداعاً أنه استلهم لحن إحدى أغنياته من (بكاء) طفله - آنذاك - عز الدين.. *والجزلي يستلهم إبداعه من (بكاء الزمان).. *وفي حلفا تفتح وعيي الفكري على الفلسفة... إذ كانت من بين مناهج الثانوي.. *فعشقتها، فكاد عشقي هذا يوردني موارد التهلكة.. *فهي تجعلك تشك في كل شيء... كل شيء... حتى لتوشك ألا تثق في أي شيء.. *وإن لم تظلك حينها رحمته - كغمامتي تلك - قد تفقد كل شيء.. *وبفضل هذه الرحمة تكتشف أن كل الذي تُغرم به من جمال مرجعه إلى الـله.. *فهو - سبحانه وتعالى - جميلٌ يحب الجمال.. *وتفتح وعيي - كبيراً - إلى حقيقة أن حب الـله يمكن أن يكون مسبباً... أو بلا سبب.. *وأحد مسبباته إعمال الفكر، في تجليات الوجود ذات الجمال.. *فهو- إذن- الذي يجب أن يكون أول غرام.. *وآخر !!.
alintibaha
|
|