Post: #1
Title: لعلهم!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 08-07-2019, 02:11 PM
02:11 PM August, 07 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
* مات القذافي ذليلاً.. * تماماً كما أذل شعبه أربعين عاماً؛ مع كل صنوف القتل... والتعذيب... والتحقير.. * وبلغ التحقير مداه أيام ثورة أبناء شعبه هذا عليه..
* فقد صاح فيهم متسائلاً...ومستنكراً...ومستكبراً: (من أنتم؟).. * ثم بعد أن عثر على إجابة ــ لاقت هوى عنده ــ صاح في جنده (شدوا ال############ان).. * فهم ــ في نظره ــ مجرد فئران...لا تستحق سوى السحق.. * فشاءت إرادة السماء أن يتشبه هو بهذه ال############ان؛ حين طارده الشعب... و (شده).. * فقد عُثر عليه متخفياً في أنبوب صرف صحي.. * ثم مات موتة ال############ان هذه نفسها؛ ضرباً... وسحقاً... وسحلاً... و.... (شدَّاً).. * وإرادة السماء هذه ــ تجاه الظالمين ــ عبر عنها القرآن كثيراً..
*وضرب للناس الأمثال ــ مثلاً تلو آخر ــ لعلهم يتفكرون...ويتعظون... ويرجعون.. * ومن أبلغ الأمثلة الربانية هذه فرعون... وتجبره... وموته.. * وكذلك في عصرنا الحديث أمثالٌ لا حصر لها؛ لقصص طغاة... وقصص نهاياتهم.. * وما قصة القذافي إلا مثال واحد فقط...لأشباهٍ في منطقتنا.. * ولعل آخرهم ــ وقد لا يكون الأخير ــ بشير السودان؛ والذي نافس القذافي طغياناً.. * بل ربما نافس فرعون نفسه في (ما أُريكم إلا ما أرى).. * وبلغت فرعنته حد أن بات يتصرف في شؤون بلادنا وكأنها ضيعةٌ خاصة به.. * يتصرف فيها أرضاً... وسواحل... وموارد... وحتى شعباً.. * ثم الويل لمن يرى خلاف ما يرى؛ فهو (ذاتٌ رئاسية) لا يجوز في حقها النقد..
* ذلكم كله لم (يره) بعض أشياعه... طوال ثلاثين عاماً.. * ولكنهم (رأوا) الآن ــ وبأعين مفتوحة على الآخر ــ ما وقع عليه عند وفاة أمه.. * وأمه هذه نسأل الـله لها الرحمة... والمغفرة... والجنة.. * رأوا ـــ فجأة ــ جوانب إنسانية... وأخلاقية...ودينية؛ غابت عنهم لثلاثين سنة.. * لم يروا ما حدث لضباط رمضان... ولا طريقة محاكمتهم.. * ولا ما حدث لهم عند تنفيذ الإعدام... والوحشية التي صاحبته.. * ولا ما حدث لأمهاتهم... وآبائهم... وذويهم؛ وقد حُرموا حتى من معرفة قبورهم.. * ولا لبعد هذا الأمر عن الدين... والأخلاق... والإنسانية.. *ثم لم يروا ما حدث لضحايا دارفور... وكجبار... والعيلفون... والنوبة... وبورتسودان.. * ولا ما حدث لأمهاتهم... وآبائهم... وذويهم.. * ولا ما حدث لضحايا مجزرة العملة؛ حيث قتلوا في أموال تخصهم... لم (ينهبوها).. * ولا ما حدث لأم مجدي... وهي تستجدي البشير عطفاً.. * ولا ما حدث لضحايا الصالح العام؛ وزوجات ــ وأبناء ــ من مات منهم قهراً.. * كل ذلكم كانت أعينهم في غطاءٍ عن ذكره... وذكر الـله.. * وحين (تفتحت) الآن لم تر إلا ما حاق بالبشير من (عدم رحمة) إزاء موت أمه.. * وتذكروا أن ذلك ضد الدين... والعرف... وأخلاق السودانيين.. * ولكنهم نسوا ــ طيلة ثلاثين عاماً ــ أن الدين هذا ذاته يقول: (من لا يرحم لا يُرحم).. * بل لعلهم نسوا أن إرادة السماء تُمهل... ولا تُهمل.. * لعلهم!!
alintibaha
|
|