تظاهرات جديدة في الطريقة والثورة تصحح منهجها وتتطهر بقلم د.أمل الكردفاني

09:02 PM August, 05 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر

المعلومات تتالى ؛ والوضع ينذر بسماء ملبدة بالغيوم الجماهيرية التي ستواكب هذا الخريف الذي بدأ مبكرا.
شعور عارم بالإحباط اعترى شباب الثورة من لجان الأحياء والمعتصمين من الاتجاه الوطني الثوري والجبهة الوطنية والجبهة العريضة ومنظمات المجتمع المدني وقوى الهامش وغيرهم ممن تم دفن نضالاتهم تحت تربة المحاصصات والتآمر على مبادئ الثورة التي كانت جنينا كبر في رحم الأحلام الوطنية ، وقبل يوم واحد أجهض حتى لا يرث الثورة إلا المرجئة من جماعة البترودولار.
القوى الشبابية شعرت بطعنة الغدر منذ بدايات الاعتصام لكنها أصرت على الاستمرار دفاعا عن مكتسباتها حينما وقعت اعلان الحرية والتغيير ؛ لا ألومهم ولا ألوم من غيبهم الفناء ، فهذه هي الثورات ، تلتهب الدماء في عروقها وهي وليدة ، ثم تأكلها المترممات على الدم. تستغل فيها الوطنية ليهنأ البعض بالوطن. فالوطنية للأغبياء والوطن للأذكياء.
الأيام القادمة ستشهد حراكا جماهيريا واسعا ؛ وأخشى ما أخشاه أن تسقط أرواح أخرى بعد تحالف محوري الشر.
من يصر على الإقصاء ، ومن يصر على المناصب ، ومن يصر على تجاهل جراحات الأهل والأسر لا يمكن وصفه بغير الانتهازية التي وفرتها له أجندة الدول الأخرى ليتكسب منها فويل لهم مما كسبت أيديهم وويل لهم مما يمكرون.
هل سترتوي الأرض بمزيد من الدماء.. يا لهول القادم إذن.
هل ستطفوا الجثث على نهر النيل كجثة مصطفى سعيد ، الرجل الذي خسر بعد أن ظن أنه انتصر.
ماذا أقول لهؤلاء وبماذا أنصحهم إن هم يستنصحون.
فكل امرئ ألزمه قدره طائره في عنقه ، وكل امرئ يتخذ مواقفه ويتحمل مسؤوليتها.
هم خارجون لا محالة ، سيهتفون ، كما هتفوا من قبل (الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية) ، فلا نالوا قبلها دما ولا دية...وتعاضدت الكواسر بالوحوش لتنهب جثثهم بأشداق مزبدة.. فهل سينتصرون؟
المشكلة أن هؤلاء الشباب لا يعرفون عمق المسألة وتشابكها مع المصالح الدولية ، فالسودان اليوم لا تكتب أقداره من الداخل وإنما من الخارج. إنني لا أنصحهم بالموت ضغثا. ولا أنصحهم بالتسليم ################ا. ففي كل الأحوال هم قد حسموا أمرهم.
غير أن جل ما استطيع فعله هو تحذير المجلس العسكري من غمس يده في دمائهم الطاهرة وأحذر أبناء قوش من محاولة شيطنة الشعب فالشعب قد أفاق.
وأنصح المجلس وأبناء قوش بالعودة إلى جادة الصواب ، وأن يعيدوا فتح باب الحوار مع و(ب) كل أطياف القوى الشبابية والسياسية. قبل أن تبلغ الدماء الركب. وحينئذ خسر الطالب والمطلوب.
ألا هل بلغت..اللهم فاشهد...

هراء