إشارات إيجابية ..!! - - بقلم هيثم الفضل

إشارات إيجابية ..!! - - بقلم هيثم الفضل


08-04-2019, 05:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1564891868&rn=1


Post: #1
Title: إشارات إيجابية ..!! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 08-04-2019, 05:11 AM
Parent: #0

05:11 AM August, 03 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



ماباب تجنُب إدمان النظر بإستمرار إلى الجزء الفارغ من الكوب ، دعونا وإحقاقاً للحق و(تشجيعاً) لفضيلة التغيير و(الإختلاف) والسير نحو الطريق الصحيح ، فضلاً عن فتح مسار عريض للتفاؤل بأن القادم أفضل ، وجب علينا اليوم وبعد أن أعلن المجلس العسكري الإنتقالي رسمياً وعبر إطَّلاعه على حيثيات وقرارات لجنة التحقيق التي شكلها والي شمال كردفان والمختصة بمجذرة مدينة الأُبيِّض الباسلة ، أن سبعة من أفراد قوات الدعم السريع قد أطلقوا النار على التلاميذ المتظاهرين ، وقد تم فصلهم عن الخدمة ، وسيعرضون إلى محاكمة جنائية عادلة وعلنية ، هذا الإتجاه (الجديد) في التعامل مع القضايا الجماهيرية المُلحة وأقدسها لأنها تُعنى بالإعتداء على الإنسان وإزهاق روحه وتعرُّضه للأذى ، نعم هذه أسمى وأعلى قيمة يمكن أن تضطلع بها مسئولية المجلس العسكري تجاه الوطن والأمة ، إنطلاقاً من دوره الحالي كمسئول عن إدارة البلاد وتوفيق حال العباد ، ونقول لهم سيروا في هذا الدرب وستجدون كل تقدير وإحترام من هذا الشعب الوفي.

جرت العادة على إعتبار مُصطلح (أنصاف الحلول) كإشارة للتخاذل عن نيل المطالب وضعفاً في المُثابرة والإصرار والعزيمة ، وبالرغم من أن كم التنازلات التي قدَّمتها قوى الحرية والتغيير في مفاوضاتها مع المجلس العسكري الإنتقالي بُغية التوصل لإتفاق سريع وعاجل ينتشل البلاد والعباد من هذا الواقع المرير الذي بات يتردَّى يوماً بعد يوم وهو في طريقه الحتمي إلى هاوية لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى ، لا تمثل كماً ونوعاً ما يمكن إعتباره (نصف) مطالب الثورة ، إلا أن أنصاف الحلول أو أرباعها قد تكون منفذاً للخروج من عنق الزجاحة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ثم العودة للمثابرة من جديد ، إضاعة الفُرص والإصرار على (كُلية) تحقيق الرؤى والمطالب رغم حتمية مثول (الكوارث) المُحدِّقة بالوطن والمواطن ، هو وجهٌ آخر لنفس المعنى المنبثِّق من المثل القائل (عصفور في اليد ولا عشرة فوق الشجرة).

نعم هناك تنازلات لا يستطيع أن يُنكرها إلا مُكابر ، وأولها ما يشير إليه الحزب الشيوعي عن (شرعية) التفاوض مع المجلس العسكري الإنتقالي وهو إمتداد لمؤسسة إستراتيجية من مؤسسات العهد البائد كانت تسمى اللجنة الأمنية ، وكذلك أشياء كثيرة مثل حجم التمثيل العالي للعسكريين داخل مجلس السيادة وبعد الإنتقاصات في صلاحيات ومسئوليات مجلس الوزراء والهيئة التشريعية ، لكن كل ذلك يعتبر (ضئيلاً) بالنسبة للمكاسب (الضخمة) التي من شأنها دعم وتفعيل حكومة مدنية إنتقالية مُسيطرة وقادرة على إنفاذ قراراتها وبناء مشاريعها وبرامجها المحدَّدة ، وذلك بالطبع رغماً عن أنف المندسين والمناهضين للثورة والذين لم يعُد بين أيديهم سلاح سوى التمنيات بأن تتمترس قوى الحرية والتغيير في رؤاها الكُلية والكاملة بلا نقصان بحيث يستحيل التفاهم والوصول إلى إتفاق ، مما يفتح الباب للخيارات الأخرى المناهضة لحكومة الكفاءات المدنية .

إستراتيجية (المرونة المرحلية) هي منهج مُتبَّع في علوم وفنون التفاوض ، ويقابلهُ في المثل السوداني النابع من حِكمة شعبنا الباسل (المال تِلتو ولا كتِلتو) ، فما حاق بالبلاد من (تمكين) لناهبيها و(تكتيف) لسواعدها النزيهة وشتى عوامل الهدم والمخاطر الماثلة ، لا يمكن مجابهته بمجرَّد (الإقدام) الأعمى و(المناطحة) البطولية المودية عاجلاً أم آجلاً إلى فقدان المزيد من الأرواح والموارد والفُرص ، دعونا يا هؤلاء نسير في هذا الدرب الذي يبدو آمناً وواعداً وفيه بصيصٌ من أمل ، ويمتاز بأهم خاصية تدفعنا للتفاؤل ألا وهي أن يكون لمدنيين أكفاء كلمة ودور وسواعد في تخطيط وإدارة وتوجيه ما سيأتي من أيام.