صلف الإستصغار ..!! - - بقلم هيثم الفضل

صلف الإستصغار ..!! - - بقلم هيثم الفضل


07-29-2019, 05:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1564375659&rn=0


Post: #1
Title: صلف الإستصغار ..!! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-29-2019, 05:47 AM

05:47 AM July, 28 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



إن كان هناك ما يستوجب الغضب والإنفعال والشعور بالضيم والمهانة في تقرير لجنة تحقيق فض الإعتصام ، فهو إصرار القائمون على أمر البلاد من سدنة النظام البائد وفلول الدولة العميقة مُضافاً اليهم المجلس العسكري الإنتقالي على عدم (إحترام) عقول الناس وتكريم آدميتهم بقليلٍ من الإجتهاد في تحري الكذب و(تجويد) دراما المسرحيات الهزلية المُضلِّلة التي لا تغني ولا تثمن من جوع في مسألة إضافة الحقائق أو حتى الإتهامات التي تدور حول قضية مجذرة 29 رمضان ، إلى متى يستمر مسلسل الإستهانة بالإنسان السوداني وردة فعله تجاه مآسيه الماثة ، إلى متى يعتبرونه (لا شيء) على المستوى المادي والمعنوي والإنساني ؟.

هذا وبالرغم من إعلان الشعب السوداني وقوى الحرية والتغيير منذ أمدٍ ليس بقريب بعدم الإعتراف بلجنة التحقيق المزعومة لأسباب عُدة أهمها أنها تلعب عبر عضويتها ومستشاريها دور القاضي والمتهم وربما دور الضحية فيما يتم طبخه تحت سُتر الظلام ، هذا بالإضافة إلى الكثير من الحيثيات النظرية والموضوعية التي تهدم فكرة تنصُل المجلس العسكري من كون فض الإعتصام جاء عبر تجاوزات ميدانية متعلِّقة (بتنظيف) منطقة كولومبيا ، يأتي في مقدمتها تزامن فض الإعتصامات في أكثر من 6 مدن أخرى في ذات التوقيت وبذات الإسلوب ، لكن ما علينا من كل ذلك فما بُني على باطل فهو باطل ، ما دمنا على مبدأ الإعتراف بعدم شرعية اللجنة المذكورة لعدم توفُّر الضمانات العدلية المتعارف عليها في تكوينها وإجراءاتها ، هذا فضلاً عن كون المجلس العسكري قد وافق على (محو) آثار أعمالها عبر توقيعة على وثيقة الإتفاق السياسي التي تضمَّنت تكوين لجنة تحقيق مستقلة بمساندة إقليمة أو إفريقية ، وذلك عقب تكوين الحكومة المدنية المُرتقبة .

في رأيي الشخصي لم يكن هناك من داعٍ للتصعيد الذي واكب إعلان نتائج التحقيق والذي يبدو من طبيعة الظرف الزمني من إعلانه أنه ليس إلا مُجرَّد (مطب) تجرنا الدولة العميقة إلى الوقوع فيه لتبرير مُخطَّط للتخاذل عن الخطوات الإيجابية والسريعة التي تسير بها المفاوضات الخاصة بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية وفق الشروط الواردة في إعلان الحرية والتغيير .

ومن بابٍ آخر كيف للكثير من الذين أعلنوا إندهاشهم وحزنهم وخيبة أملهم في تقرير اللجنة المذكورة أن يتوقَّعوا إنبلاج الحق والنور المبين والعدالة الناصعة من بؤرة مؤسستنا العدلية التي يشهد المتخصصون أنها من أكثر المؤسسات الدستورية تعرُّضاً للتمكين والإستلاب المهني والأخلاقي في عهد الإنقاذ المقيت ؟ ، وهل تنفثُ الجيَّف غير الروائح النتنة ؟ ، لا تجعلوا شعاراتكم النزيهة التي تسود اليوم (معياراً) للحكم على الأشياء قبل أن تعمل وتسود آلة التطهير وإعادة الهيكلة والمؤسسية لمؤسساتنا عقب إستلام منظومة مدنية قادرة على التعبير عن تطلعات الجماهير وإنزال مستحقاتها إلى أرض الواقع وفي مقدمة تلك المستحقات (العدالة الناجزة) والمساواة والحرية والتنمية العادلة المتوازنة .