تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ السيد علي المرغني بقلم الشريف زين العابدين الهندي

تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ السيد علي المرغني بقلم الشريف زين العابدين الهندي


07-29-2019, 05:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1564373516&rn=0


Post: #1
Title: تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ السيد علي المرغني بقلم الشريف زين العابدين الهندي
Author: الشيخ الحسين
Date: 07-29-2019, 05:11 AM

05:11 AM July, 28 2019

سودانيز اون لاين
الشيخ الحسين-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر




تمر في الأيام القادمة حولية ابو الوطنية مولانا السيد علي المرغني وذكري رحيل نجله رييس مجلس راس الدولة في العهد الديمقراطي الاخير في السودان السيد احمد المرغني
فكرت في الكتابة عن الحولية و لكنني وجدت في احدي صفحات الاتحاديين هذا المقال للشريف زين العابدين الهندي
كان قد كتبه ايّام رحيل مولانا السيد علي المرغني
و به اكتفيت
فعند الشريف المنتهي
و التصوف والمقام
تحياتي/ الشيخ الحسين
،،،،،،،
مقال الشريف:-
مقال للشريف زين العابدين الهندي تم نشره في
صحيفة الجماهير لسان حال الحزب الاتحادي الديمقراطي
الأحد : ١٦ فبراير ١٩٦٩م
بعنوان ( في الذكري الأولي لسيادة المعلم العظيم مولانا السيد علي الميرغني )
_______

أكبر الكرامات أن يكن الموت نفسه عملية استمرار لخلود لا ينفد ولا ينقضي .. متجدد الاستمرارية .. آخذ بكل معلم من معالم الحياة صانعا بتليده قاعدة وبطريقه منطلقا .. يلد في كل لحظة ذكري ويجدد في آونة حياتها .
وأبو الأجيال ساكن الجنان مولانا السيد علي الميرغني هو عنوان هذه المعجزة الفرد .. بالأبوة الحقة التي منحها ، والعطاء الجزل الذي أفاءه .. علي السابقين واللاحقين ، في الحقول التي غرستها البلاد قاطبة في فردانية نادرة ، ضمت جماع الوجود الانساني في كل ميادين نشاطه المختلفة .. عقيدة ، وسياسة ، وفكرا ، وسلوكا .. بممارسة أخلاقية لم يشبها كدر .. ولم يعتكر صفوها ولم يبهت رواءها .. ولم ينقطع بها سبب من أسبابها التي تربطها بالحياة والناس ، خاصة وكافة ، علي مختلف مللهم ، ونحلهم ، واتجاهاتهم ومشاربهم حيث يأخذ كل بسبب يلائمه ، فيربطه بالجماعة ، حتي أفضت النوايا إلي النيات . وارتفعت الهمسات إلي الأقوال .. وترجمت الأقوال إلي أعمال ، وصارت الأعمال مباديء ومثل وغايات .. وتدلت إلي الجماهير كل الجماهير .. فتناولتها في سهولة ويسر .. وتقبلتها في رضي وطواعية .. واعتنقتها في حب ، ومارستها في إيمان فكانت العقيدة .. وكانت السياسة . وكان الفكر وكان السلوك .. - وكانت الممارسة الأخلاقية - كانت هذه المعجزات التي تحتاج كل واحدة منهم إلي جيل كامل .. لفلحها ، وغرسها .. ورعيها وجنيها والتمتع بأدائها وثمارها .. ولكن : خوارق الإمكان التي يضيق عنها البيان هي وحدها التي مكنت إلي خلق وتكوين وحب كل هذه الأجيال في جيل يضع الامتداد ، لكل الأجيال . فتتسرب في مسالكه في يسر بلا عسر ، وهدي بلا ضلال وتعين بلا شك .. وقد اتسع المجال وصدقت نفسها العزيمة . واتضحت أمامها الرؤي .. ومضت يحدها الأزل منطلقا ، ولا يحجبها الأبد هدفا . وهي في بيدها ، وضفافها وصحرائها ، ونيلها ، وهونها وصعابها ، تحمل اسم مولانا في قلبها ، انشودة لحدائها .. وبلسما لجراحها .. وغبطة لسعيها .. وأغرودة لركبها .. وشعلة مقدسة تنير لها الطريق ، ودالة تهديها في القفر السباسب من متاهات الحياة والوجود وهو ثقتها في استشعارها دائما أنه الزاد المملوء بالخير . والبركة والزيادة الذاتية .. التي لا تنفذ حاويه كل الطعوم والروائح والألوان .
فيا أبي وأبو الأجيال .. نحن جدة مستحدثاتك التي لا يدركها القدم ، وامتداد عبقرياتك التي لا يلحقها البلي .. طب حيا وميتا ، فأنت في نفوسنا لا تموت ، ونحن حملة أماناتك إلي أجيال بعدنا هن عرش كمالاتك الخالدات ، في تعاليمنا الخيرة .. نحو الإنسان والانسانية والعالم والعالمين . يهديها كابر كابرا ، وتسلمها شعلة شعلة .. ويهديها جيل جيلا .. وتمنحها حضارة حضارة حتي نلقاك في مقعد صدقك عند المليك المقتدر ..
يا أبا الأجيال يا أبي .