خضر عمر يوسف رحمه الله: قديس القرى والمدن بقلم عبد الله علي إبراهيم

خضر عمر يوسف رحمه الله: قديس القرى والمدن بقلم عبد الله علي إبراهيم


07-27-2019, 04:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1564196568&rn=0


Post: #1
Title: خضر عمر يوسف رحمه الله: قديس القرى والمدن بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 07-27-2019, 04:02 AM

04:02 AM July, 26 2019

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر




انهد في الأربعاء 25 الماضي جمل شيل عطبراوي منيع برحيل المرحوم خضر عمر يوسف لدار البقاء في القاهرة التي قصدها مستشفياً. وستبكيه عطبرة والداخلة بدموع حرار. فقد كان خضر مايسترو طقوس "الرحيل المسلمة"، في وصف محمد المكي إبراهيم، له رباطة جاش في استنفار من حوله في ستر الجنائز مسرعاً، دقيقاً، بحرفية عالية، وتقوى.
ما علمت أن خضراً انصرف لهذا الشغل المبروك بعد استعفائه سواقاً سفرياً من السكة حديد حتى تساءلت: كيف صار فتوة جيلنا في الداخلة بعضلاته المعلنة إلى هذا الطريق الرحيب. ولكنني لم أخطئ شعيرة الرحمة في وجدانه حتى في تلك الأيام الباكرة. وسميته وصديقه الحسين الطماس يوماً ب"ناس دفن الليل اب كراعن بره" في الداخلة عن حكاية لهم مع النقابي على إدريس.
خضر من جيل الداخلة الأول لهجرة الإباء للخدمة في السكة الحديد. وهو نتاج تلاقح المهاجرين وأهل الداخلة، القرية التاريخية نواة مدينة عطبرة. فجاء عمر يوسف "جون" والده من موره ليتزوج من ناس الحسين ود نافع من رباطاب الداخلة، وليُطلق عليه اسم "القفر" "جون" من أثر خلطة أخرى. وتواضع هذا الجيل على قبول هجنته باعتدال خلافاً لرفاقه الخلص من بديرية الداخلة وشايقيتها الوافدة وجعلييها ورباطابها الأصل. فقد كان في الأخيرين تشوش من الآخر بل وعنف باكر شهدته صبياً زائراً بينهم غير مقيم. ونهض الجيل بجمع الشتيتين في حلال الكائن الجديد: المدينة. وكان أولاد عمر جون رواداً في إنشاء بؤر الداخلة الهجينة. فقد كانوا، الدكتور يسين عمر يوسف وخضر وهاشم وعبد الرحيم، من مؤسسي نادي الجيل الذي لا لوادي الشايقية ولا لوطن أهل الداخلة بل بين ذلك قواما. جاءه شباب الحي في الستينات من كل فج قبلي. وهم في ذلك مثل رفيقي وحبيبي المرحوم عبد الله محي الدين، الخليط بين حجراب أم درق وناس الدابي في الداخلة، الذي كتبت عن أياديه الخضراء يدير بمهارة شيوعية بناء "أهرام الداخلة" من مدارس وغيرها لا يستثني أحداً يجمعهم في الخير حيث ظنوا الفرقة وللوطن حين اعتقدوا في القبيلة.

ستبكيك يا خضر عطبره أم دالات
وداخلة السرور السافلاوي
يا سادن طقوس الرحيل المسلمة
ورحمة الله عليك يا قديس القرى والمدينة.