رجــــــــــــــــل تحـــــــــــــــــــــت المجهـــــــــــــــــر !!

رجــــــــــــــــل تحـــــــــــــــــــــت المجهـــــــــــــــــر !!


07-26-2019, 09:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1564128612&rn=1


Post: #1
Title: رجــــــــــــــــل تحـــــــــــــــــــــت المجهـــــــــــــــــر !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 07-26-2019, 09:10 AM
Parent: #0

09:10 AM July, 26 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم
رجــــــــل تحــــــــــــــت المجهــــــــر !!
شخصية نمت خلف الستائر في غفلة الأعين .. وفي وقت من الأوقات مثلت رقماُ عادياُ ضمن رموز النظام السابق .. ثم فجأة أصبحت تلك الشخصية محور الأعين في الداخل والخارج .. إنسان مظهره يوحي بأنه صاحب عقل متواضع وغير محنك .. بينما أن مواقفه وتصريحاته في خضم الأحداث الثورية الأخيرة بالسودان أثبتت غير ذلك .. وهي تلك التصريحات والمواقف التي أركبت الحسابات .. وكانت مواقف الرجل جريئة بذلك القدر الذي قيل عنه ما لا يقال !.. حيث تلك المواقف والأحداث التي أثبتت بأنه إنسان يجيد المناورات بقدر يفوق الخيال .. ثعلب يمارس التحايل والمراوغة بمنتهى الجدارة .. وقد استطاع أن يتلاعب في إدارة الأحداث بقدر يوافق مخططاته المستقبلية .. وقد تمكن بمهارة فائقة أن يكسب تعاطف الشباب الثائر عند بداية اشتعال الانتفاضة .. حيث أدرك بفطرته النافذة أن شباب الثورة في بداية الانتفاضة كانوا في أشد الحاجة لمساند يساندهم في إسقاط النظام .. وتلك الخطوة الماكرة مكنت الرجل من التخطي والخروج من خندق البشير سالماُ وسليماُ ليكون في خندق الثائرين الأبرياء ! .. وهي خطوة تؤكد أن الرجل بفطرته يجيد قراءة الأفكار بمنتهى السهولة .. كما تؤكد أنه رجل يجيد انتهاز الفرص بطريقة تفوق أمكر الساسة في هذا البلد .. وفي نفس الوقت هو صاحب مواقف متقلبة ومحيرة .. ويمثل ذلك اللغز المحير ليكون مثلاُ مؤرقاُ للتكهنات .. تارة يدعي أنه مع هذا الطرف وتارة أخرى يدعي أنه مع ذلك الطرف !.. وتلك المناورات الغير مفهومة تجعله في موضع الشبهات والرميات .. فيقال عنه : ( رجل يسبح بالنهار ويذبح بالليل !) .. ويقال عنه رجل بسيط بمنتهى السجية والبراءة .. ومواقف الرجل مع شباب الثورة كانت أكثر إرباكا وحيرة !.. حيث كان فجأةُ يقف بجانبهم في خنادق الاعتصام داعماُ ومسانداُ ومنادياُ للنضال والكفاح ،، ثم فجأة كان يستنكر الاعتصام وينادي بإخلاء الشوارع .. وتلك أصابع الاتهام تشير لقواته العسكرية وتؤكد أنه هو الفاعل .. والعجيب الأعجب أن الرجل بعد تلك الاعتداءات المباغتة والغادرة التي أزهقت الأرواح الكثيرة والبريئة في ساحة الاعتصام كان يقف بجانب المعزين للعزاء !.. كما كان يقف في صفوف الواقفين لتقبل العزاء !!.. ولم يكتفي الرجل بتلك المواقف المتناقضة ،، بل كان يندد بشدة بفكرة الاعتصام وقفل الشوارع والطرقات ،، وحينها يجرى عليه المثل السوداني الذي يقول : ( أسمع لأقواله فأطرب ثم أرى أفعاله فأتعجب !! ) ،، والمعضلة الكبرى أن أحداُ في هذا البلد المنكوب لا يستطيع أن يجزم بحقيقة المسئول عن تلك المجازر الشنيعة في ساحات الاعتصام .. وتلك هفوة من هفوات أهل السودان الموروثة منذ أقدم العصور .. حيث التهاون وتخطي واقعة المصيبة بمنتهى البساطة والنسيان .. ومن السهل جدا جدا إرباك عقلية الإنسان السوداني بالقليل من الحيل والرتوش .

وهنا وقفة قصيرة أخرى تقتضيها الضرورة ،، حيث أن تلك الأطراف السودانية التي كانت في حروب ومواجهات مع ذلك الرجل ومليشياته لسنوات طويلة لم تستطع أن تجسد حقيقة ذلك الرجل بكل شفافية .. بل كانت تتعمد أن تستخف بالرجل والاستهانة به .. وتقول بأن الرجل وجماعته مجرد شرذمة قليلة متخصصة في القتل والنهب والسرقة والفوضى .. وتلك أوصاف كانت مضللة للغاية للشعب السوداني الذي كان يجهل الحقيقة .. وقد تجلت الحقيقة لدى الشعب السوداني في خضم الانتفاضة .. حيث اتضحت أن تلك الجماعات الموصوفة بالشرذمة القليلة التي لا تعرف غير النهب والسلب والقتل ما هي إلا قوة نظامية ضاربة توازي قوة الجيش السوداني .. وهي منطوية تحت مسمى ( قوات الدعم السريع ) .. ولو كانت تلك المعلومات متوفرة بالقدر الكافي لدى الشعب السوداني لتبدلت المواقف منذ الوهلة الأولى للانتفاضة .. ولتغيرت الموازين والقرارات بصورة لا تطابق الحالة الآنية .