ضرورة الأتفاق السريع على علاته بقلم عبدالمنعم عثمان

ضرورة الأتفاق السريع على علاته بقلم عبدالمنعم عثمان


07-21-2019, 06:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1563731077&rn=0


Post: #1
Title: ضرورة الأتفاق السريع على علاته بقلم عبدالمنعم عثمان
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 07-21-2019, 06:44 PM

06:44 PM July, 21 2019

سودانيز اون لاين
عبد المنعم عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





كنت قد خلصت فى موضوعى السابق بعنوان " الحل فى الاجابة .." الى ان الوضع الذى تم فيه تحالف قوى الحرية يجعل امكانية حدوث الأختلافات ، بل والأنشقاقات ، احتمال وارد فى المستقبل بل والآن . وانتهيت بقوله تعالى من سورة التوبة ( لوخرجوا فيكم مازادوكم الا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين ) 47 – صدق الله العظيم .
( وهل أصدق من الله قيلا ..) ولعدالته ، تعالى ، كشف لنا عديدا من المرات عن هؤلاء الذين يبغون الفتنه ، وأغلبهم معلومون بماضى أعمالهم البعيدة بل والقريبة جدا . والحقيقة لاازال مندهشا من موقف الجبهة الثورية التى هى جزء لايتجزأ من نداء السودان ، الذى هو أيضا جزء لايتجزأ من اعلان قوى الحرية ، فكيف حل لهم أن يجتمعوا بالمجلس العسكرى الممثل فى نائب رئيسه وظيفة ورئيسه فعليا ومع رئيس دولة أخرى قبل أن يتشاوراحتى مع حلفائهم الأولين .
ولاشك فى النوايا الحسنة جدا ، التى تمسك بها قادة اعلان الحرية فى استمرار تفاوضهم مع المجلس العسكرى أولا ، ثم مع الجبهة الثورية ثانيا ، بما يوضح دون شك سعيهم للتوافق بقدر الامكان لمصلحة الثورة السودانية ليس الا . ولاشك فى سوء نوايا من يبغون الفتنه ، والتى كشفت بالعدالة الالاهية ، ثم ببلاهة سئ النية الذى تصرف بطريقة تؤكد انه لاعلاقة له بعالم اليوم . فهو من الأعلام (!) الذين عقدت اجتماعات اديس من أجل الأستنارة برأيهم تكملة للاعلان الدستورى خصوصا فى مسألة أهل الهامش ، ومع ذلك فقد سمح لنفسه أن يتجاذب الحديث مع أقرانه فى السودان وخارجه بما لايليق عن مضيفيه ، وكذلك ان يستجيب لدعوة جهة دبلوماسية فى نفس البلد المضيف ، وهى جهة مشكوك فى علاقتها بما يدور فى السودان ، هذا حتى من غير أعتبار لما يكون قد تم اثناء تلك الدعوة !
ثقتى غير المحدودة فى قادة البلد المضيف وفى قيادة قوى الأعلان تجعلنى متأكد من انهما سيعملان على تخطى هذا المتراس ، كما تخطيا ماقبله وصولا الى اتفاق المجتمعين بأديس ولوثيقة دستورية " ماتخرش المية " على قول اخوانا فى مصر. غير أن هذه الحادثة وماسبقها من حوادث تدل على أن أمامنا ما لايحصى من العقبات المحلية والأقليمية والدولية مما يصعب تخطيه الا بتحقق شروط اساسية :
أولها : وحدة قوى الثورة ، بماهى ثورة تسعى لتغيير جذرى , وقد أثبتت ذلك التجارب التى خاضها الثوار الحقيقيون بتمسكهم بالوحدة خلف أهدافها النهائية ، حتى عندما ظهرت بعض التشققات فى جدار التحالف العريض الذى املاه الهدف القريب لازالة نظام الانقاذ . غير ان المرحلة القادمة ، مرحلة وضع الاساس المتين لسودان ديموقراطى تتحقق فيه العدالة للاشخاص وللمجتمع ككل ، سيشهد بالضرورة تساقط من جاء الى ركبها باهداف تقصر عن أهدافها النهائية ، او بأهداف تعبر عن طموحات شخصية للبعض .
ثانيا : الثقة فى القيادة وعدم التسرع بدمغها بماليس فيها لمجرد وجهة نظر اختلفت عن رؤية الشارع ، او لتنازل أملته ظروف التفاوض هنا أو هناك . وهنا أود أن الفت النظر الى بعض ملاحظات مهمة فى هذا الخصوص :
كثيرا ما تأتى تعليقات متأخرة عن قرارت أتخذها المفاوضون فى لحظة ما نتيجة لظروف مرت بهم اثناء التفاوض ، بالطبع لايعلمها المعلق ، فيكون التعليق من مثل "كان مفروض يكون القرار كذا " . وربما يكون التعليق صحيحا ولكنه استفاد من تغير فى الظروف التى اتخذ فيها القرار . ثم ان المفاوضين بشر يخطئون ويصيبون . غير ان شروطنا لتمتين العلاقة بين القيادة الموثوقة والقاعدة الواثقة ، قد تكون فى ضرورة استئناسهم بأراء جمهورهم بقدر الأمكان وكشف مايمكن كشفه مما يدور فى الغرف المغلقة دون اضرار بالنتائج المرغوبة .
اختلاف أراء التنظيمات المكونة لقوى الحرية شئ طبيعى فى مثل هذه التحالفات العريضة خصوص عندما تكون من النوع التكتيكى ، أى الذى لايؤثر على الأهداف العامة المتفق عليها بين قوى التحالف . وأحيانا يكون الأختلاف ضرورى ، وذلك مثلما حدث فى التوقيع على الأتفاق السياسى . فلولا ما كشف من اختلاف لما تمت مراجعات اساسية كان من أهمها ماسيضمن فى الوثيقة الدستورية الأهم ، مثل قضية السلام وشطب أمر الحصانة لأعضاء المجلس وغيره من القضايا بالغة الأهمية والتى كان أهمالها سيسلب الثورة من أهم مقوماتها .
ثالثا : التخلى عن الرومانسية السياسية التى تحلم بتحقيق كل شئ بضربة واحدة . خصوصا فى مثل ظروف الثورة السودانية على تفردها ، فهى مجابهة بعداوات لاتحصى.
والحمد لله ان بعض الأعداء يتعجلون الحصاد بالصورة التى تكشفهم فى الوقت المناسب . ولا ننسى انه فى هذه الحالة لاتوجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة . فصديق اليوم قد يصبح عدو الغد . وهنا يحضرنى المثال الماثل للقنوات العربية التى تمثل المعسكرين الاقليميين المواجهين للثورة السودانية من منظورين مختلفين : أحداهما ، وهى الممثلة للمعسكر الساعى لأعادة النظام الانقاذى الاسلاموى وجد أمله فى معاضدة قوى الأعلان ضد المجلس العسكرى لكون الجزء الغالب فيه أتخذ موقفا ضد العودة المأمولة للنظام . ويكشف سر هذه القناة انها تأتى بمن يمثلون التيار الاسلامى فى مقابلة ممثل قوى الأعلان فى أغلب المداخلات ،فى نفس الوقت الذى تتابع فيه بدقة انشطة قوى الأعلان ! أما القنوات الأخرى فقد كانت تمالئ المجلس العسكرى بشكل واضح عندما كانت الأمور تشير الى الأحتمال الأقوى بفوزه بسباق السلطة ، ثم أصبحت فى حيرة عندما انقلب الأمر ، خصوصا بعد مواكب الثلاثين من يونيو المذهلة ، فأصبحت تتابع جولات نائب رئيس العسكرى وكذلك قوى الحرية مع التركيز على الاختلافات بين مكوناتها، عسى ان تظفر بما يطمئن!
خلاصة الموضوع : عموما مآلات الثورة تدعو للتفاؤل ، وهى منتصرة بأذن الله وتوفيقه وقد يتأخر الموعد بسبب عقدة أو أخرى . وبما ان المعقدين كثر ولهم من الوسائل الشيطانية ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ، وبما ان ما لاتدركه الثورة اليوم ستدركه غدا ، خصوصا وانها قد قطعت بالفعل شوطا بعيدا مسنودة بجماهيرها التى لاتكل ، فالرأى عندى أن نعجل بالآتفاق عندما يخلو من المعوقات التى لاسبيل لأحتمال ازالتها لاحقا.
والله معنا