إخفاء البشير . . ! بقلم الطيب الزين

إخفاء البشير . . ! بقلم الطيب الزين


07-21-2019, 06:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1563728526&rn=0


Post: #1
Title: إخفاء البشير . . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 07-21-2019, 06:02 PM

06:02 PM July, 21 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر





الى هذا الحد أصبح الوضع غاتماً في زمن حسبناه سيكون سانحة للتخلص من الدسائس والخيانات والمؤامرات، تمنيناه أن يكون زمناً جميلاً ويانعاً وندياً ومخضراً وعامراً بالصدق والأمانة والنزاهة، وخالياً من النفاق والخداع والقحط الفكري والسياسي والإخلاقي.

إن تأكدت حقيقة ما قرأناه في الصحف عن إختفاء الطاغية عمر البشير ، فهذا مؤشر خطير، يشي أن الوضع ما زال بائساً، وليس هناك ثمة أمل في العثور على الصدق في قارعة طريق غابت عنه الحكمة والعبقرية والصدق والأمانة ثلاثون عاماً.

هذه الأنباء إن صحت، فمعناه أننا ما زلنا في وسط الغابة، الطافحة بالمنافقين والكذابين تجار الكلام والوعود الزائفة، بقايا السلطة الشاحبة، وحطام لغتها المتخشبة التي طوقت حياتنا بسديم الغواية والخديعة .

وإن صح ما يقال، فهذا يعني أن الحاضر ما زال تطوقه العتمة وظهره مثقل بالوحوش البشرية، وأسراب الجراد وقطعان المنافقين والإنتهازيين، الذين يجيدون تأدية طقوس الطاعة والخشوع والتفريط والمساومة في قاعات الحوار والأرض ما زالت مبللة بدماء الشهداء . . !

إن صح ما يقال، فهذا يعني أن ما تم حتى الآن، هو مجرد مساومات رخيصة تدلل على أن العقول بلا فكر في الدماغ، ولا إرادة في الصدور ، ولا قيم في النفوس . . !

ما زلنا في زمن القحط والكذب الذي كان فيه كل شيء قابلاً للبيع والمساومة حتى رايات النضال ودماء الشهداء . . !

الأفق يبدو غاتماً والمشهد بائس تعيس، تحركه وتتحكم فيه ضمائر ميتة تقتأت من الخيانة والبترودولار .

بينما القابضون على جمر القضية مائدتهم ما زالت شحيحة لا تكفي للصغار، بينما الخونة والإنتهازيين الفاسدين ما زالوا ينعمون بأموال الشعب التي سرقوها، ويمنون أنفسهم بإستجماع قواهم الخائبة الخائرة لإخفاء قاتل الأطفال ومهندس عذابات الشعب ثلاثون عاماً ليحموا أنفسهم من المحاكمة . . ! الخونة ما زالوا يمنون إنفسهم بتحويل زمن الثورة الجميل اليانع بإنجازاته وإبداعاته وشعاراته وتعبيراته ومناخاته وتجلياته التي تخلقت في رحم النضال والكفاح وعبير الحرية ونسماتها التي عانقت سفوح الجبال، وإستفزت شموخ الرجال وأثارت كبرياء النساء، إلى زمن كئيب يقتل فيه الأبرياء ويحمى القتلة والفاسدين.

كم هو وضع بائس . . !

يحتم المزيد من الوعي والنضال .

الطيب الزين