Post: #1
Title: فستان نـوم!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-17-2019, 01:37 PM
01:37 PM July, 17 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*انتشر في القرية شيء عجيب.. *انتشر على حين غرة من تقاليدها... وهو هوس الموضة.. *فما من يوم يمر إلا وتتباهى إحدى فتياتها بتقليعة من تقليعات بنات العاصمة.. *وساعد على انتشار هذا الهوس انتشار الباصات السفرية..
*انتشارها في طريق أم درمان، لتجلب معها - إلى جانب البشر والبضائع - الموضات.. *وحفلات الزواج كانت المكان الأنسب لاستعراضها.. *استعراض باروكة... أو كعب عالٍ... أو ثوب مزركش... أو فستان ذي حزام.. *وذات يوم حمل الباص إلى القرية نساءً من العاصمة.. *وحملن هن هدايا إلى قريباتهن بالقرية، من بعد طول غياب عنهن... و عنها.. *ومن هذه الهدايا فستان نوم... لإحداهن.. *وسبب مجيئهن مناسبة زواج لعروسين من ذوي الشأن.. *وفي ليلة العرس فوجئ نساء العاصمة - والقرية - بواحدة (تقشر) بفستان نوم.. *فقد حسبته لبسة نسائية عصرية ذات (روب)... وآخر موضة.. *وتسبب الفستان في (خناقة) تطورت من غمز... فلمز... فتبسم... إلى معايرة جهيرة..
*وبلغ العراك النسوي - وأسبابه - مسامع كبير القرية.. *فكان القرار الحاسم بالكف الفوري عن مجاراةٍ للموضة دونما تمحيص... وتدقيق.. *والآن يسري في بلادنا هوس لا يقل عنفاً عن الذي أشرنا إليه.. *هوس بالألقاب العلمية الرفيعة، الدكتوراه ... الأستاذية... وحتى (الفخرية).. *ومن شدة الهوس بها هذا انتشرت ظاهرة تزويرها.. *فالجامعية بثمنها... والماجستير بثمنه... والدكتوراه بثمنها... والفخرية بثمنها أيضاً.. *وكل حامل لها - صحيحةً كانت أم مزورة- يحرص على إبرازها.. *وضجت فضاءاتنا المسموعة... والمقروءة... والمشاهدة... بلقبي بروف ودكتور.. *حتى من كان لقبه فخرياً فهو لا يرضى بغير حرف الدال.. *واتسع سوق تزوير الشهادات العليا ليغطي حاجة نفوس (مريضة) إلى الألقاب.. *ومن لا يزور منهم يحتال على التزوير بالبحوث (الجاهزة).. *فما على (مهووس) الألقاب سوى التسجيل لنيل درجة الماجستير... أو الدكتوراه..
*ثم الانطلاق إلى سوق البحوث لشراء ما (يناسبه) منها.. *علماً بأن هذه الألقاب - في الدول المتحضرة - لا تستغل للتفاخر الاجتماعي.. *وتخلو وسائط إعلامها من لقب دكتور... وبرف... وأستاذ.. *وأبلغ دليل على ذلك أن أوباما - طيلة فترة رئاسته - كان اسمه يُنطق مجرداً.. *رغم إنه حاصل على درجة دكتوراه من (هارفارد).. *فمن الطبيعي - إذن - أن تُثار شكوك في مؤهلات حتى بعض المرشحين للوزارات.. *ولعل أشهرهم ذاك الذي كان سيشغل منصب وزير العدل.. *فهوس (القشرة) بالألقاب سرى بيننا سريان هوس (القشرة) بالموضة... في القرية.. *حتى وإن كان فستان نوم... لا يصح أن يراه سوى الزوج.. *والحل فقط أن نعمل مثل الذي عمله كبير القرية، إثر فضيحة فستان النوم تلك.. *ويتمثل في قرارات حاسمة بضرورة التدقيق... والتمحيص.. *التدقيق فيما مضى من منحٍ لشهادات الماجستير... والدكتوراه، وما هو آت.. *وسنكشف حينها مثل الذي يُكتشف الآن من فضائح الفساد.. *ولأجل هذا - وغيره - رشحنا قبلاً الدكتورة فدوى عبدالرحمن لوزارة التعليم العالي.. *ولتكن هذه القضية من أولى مهامها المنتظرة.. *تنظيف جروحنا التعليمية أولاً... ثم العلاج ثانياً... ثم الوصفات الصحية ثالثاً.. *وعندها فقط سنرتاح من مرض التباهي بالدكتوراه.. *حتى وإن كانت مثل التي نالتها (وداد)...(بُعيد) جلوسها لامتحان الشهادة السودانية.. *فمن بين شهاداتنا العليا الآن ما يخدش الحياء، عرياً.. *بأكثر مما يفعل (فستان نوم) !!.
alintibaha
|
|