خلاص إنتهت اللعبة بقلم الطيب الزين

سقط الطاغية عمر البشير وظهرت حقيقة نظامه الذي قام على الأكاذيب وإستمر عليها ثلاثة عقود أوصلت البلاد إلى الحضيض.
توقيع الإتفاق يوم أمس الأول بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، قد أشاع قدراً كبيراً من التفاؤل والأمل، وبهما سندخل المرحلة الجديدة برغم صعوباتها وتحدياتها.
التفاؤل طاقة هائلة حتماً سيمنح الطرفين قوة وعزيمة للإستمرار في مواجهة التحديات والصعوبات بروح الشراكة والمسؤولية الوطنية الصادقة، لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية الخانقة والعمل على تحسين معاش الناس ومحاربة الفساد والفاسدين وتحقيق السلام وإطلاق عجلة التنمية الشاملة.
بذلك يتم قطع الطريق على تجار الدين الذين ظلوا سنوات طويلة يتلاعبون بالدين لخداع المساكين والحالمين بأن الشعارات الدينية ستحقق لهم أمالهم وأحلامهم في العيش الكريم.
التجربة الطويلة المُرة، أثبتت أن الشعارات التي رفعها الكيزان، كان الغرض منها توظيف الدين لغايات سياسية للإستحواذ على السلطة والسيطرة على موارد الدّولة.
هذا بجانب إخضاع المعارضين بالقوة والقهر، عبر شن الحروب واعتقال المعارضين السياسين وتعريضهم للتعذيب، حتى تخلو لهم الساحة للسيطرة المطلقة على البلاد ومقدراتها، لكن وعي الشعب وتصميمه على الخلاص من هذا الواقع البائس أدى إلى إنطلاق الثورة الشعبية فريدة في نوعها ، إستمرت تقارع أجهزة النظام القمعية لمدة أربع اشهر حتى إنتهت بإسقاط الطاغية .
الآن بعد توقيع الإتفاق بات واضحاً أن لا أمل أمام قوى الإسلام السياسي للعودة لممارسة العمل السياسي، بعد تجربة الثلاثين عاماً الماضية التي أظهرت هذا التنظيم على حقيقته الإنتهازية التسلطية البائسة، لذلك أصبح منبوذاً ومرفوضاً من قبل الشعب السوداني .
إسقاط النظام في حد ذاته وبالكيفية التي تم بها هي إخراج كلي لهذا التنظيم من حياة الشعب السوداني، الذي يتطلع الآن لتشكيل حكومة مدنية تعبر عن أماله وطموحاته وتستجيب لحاجاته الضرورية، ليبدأ عهد جديد خالي من الشعارات والأكاذيب.
الثورة التي سطرها الشعب السوداني بكل صفحاتها من مظاهرات ومواكب وعصيان ومسيرات وأخيرها المسيرة المليونية يوم ٢٠١٩/٦/٣٠، التي قسمت ظهر بعير التآمر والخيانة، وقالت : بكل وضوح Game over خلاص اللعبة قد إنتهت، وعهد الأكاذيب والشعارات المنافقة قد ولى بلا رجعة.
السودان مقبل على عهد جديد برغم التحديات والمخاطر التي تحيط به، إلا أن الشعب يسوده تفاؤل كبير، ويحدوه الأمل بلا حدود .
الطيب الزين