هئ هئ هئ هئ... عفواً أيها الشهداء الأبرار.. سامحينا أم الشهيد ... نحنى رأسنا خجلاً بعانخي وكنداكة

هئ هئ هئ هئ... عفواً أيها الشهداء الأبرار.. سامحينا أم الشهيد ... نحنى رأسنا خجلاً بعانخي وكنداكة


07-06-2019, 02:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1562376516&rn=0


Post: #1
Title: هئ هئ هئ هئ... عفواً أيها الشهداء الأبرار.. سامحينا أم الشهيد ... نحنى رأسنا خجلاً بعانخي وكنداكة
Author: سعيد محمد عدنان
Date: 07-06-2019, 02:28 AM

02:28 AM July, 05 2019

سودانيز اون لاين
سعيد محمد عدنان-UK
مكتبتى
رابط مختصر





بقلم سعيد محمد عدنان – لندن – المملكة المتحدة

كنت في حالة ذهول أنظر ولا أصدق
مات الندا في أنين الصدى وعاد الضجيج إلى صمته، والبنيان العالي ينهار ويخور معه سحاب الأمل إلى سرابٍ ذليل...
نرزح اسفاً ونتحسر قرفاً، بعد أن اقتُلعت من قلوبنا الحاضنة لآلام هذا الوطن الحبيب ولعهدنا لمن أُهينَ ومن شُرّد، ومن انقسمت أسرته وشُتّتت عشيرته، لمن انتُهكت سلسلة رحلته السامقة في حلم بناء أمته وعَبق نسيج ملته، حتى بات وحيداً يائساً ينادي شعاع الأمل ويلاحق طيف العدل والأمان وهو مكسور الهمم.
نستحي ونحن نتمتم خيبةً وخسراناً وحسرةً أنا ائتمننا عهدك ونضالك وصبرك الطويل، لمن لا قدرة له على حمل أمانتك، ولا تعفف له من سقوط النفس في المغريات، ومن طالما رقصت نفسه الدنيئة على دفوف ترف الاستغلال وترانيم مدائح الخداع والابتذال، ائتمناها لهم في مشهدٍ فريد كللته الزهور الباسقة والقبلات الحرّى من كل أرجاء المعمورة منتشيه بجمالك فيه وبسمو مشهدك المتغلغل في رضاها وفخرها، تهتف باسمك وتنشد نشيدك وتحاكي بطولاتك وتسبح باسمك بعد أن برق سناك في علاك وابتسم وعدك وعانق الثريا
نتعثّر وننوح انتكاستنا بشراء زهونا وقلة صبرنا وجبننا وغياب حكمتنا بأغلى الأثمان من عزيز دمك وأريج نفسك وحرارة عزّك وطيب عطائك، ممن تنكّروا للعهد وساوموا في كرامتك وجبنوا في المسيرة وارتموا في أحضان العار مدنسين تلك الصورة الجميلة التي لم ترتسم قبلاً لأحد لأنه لا أحد يلحق طَوْلاً شموخ شعبك البطل ولا ينظم مثل شعره وفنه في الإبداع في حبك وعهده معك.
وإني لأرى جموع المحبين في العالم والذين التفوا حول نورك وعطر نسيمك، الذين رفعوا قبعتهم تحيةً لفوزك بالمقام العالي وبفوز شعبك بالوفاء الغالي، يجففون الدمع من على أجفانهم المحزونة ويرددون أهازيج أمتك التي علمَتهم ما هو الولاء وما هو العطاء، وأين يكمن الجمال وأين عشاق النضال.
نحن نطأطئ رؤوسنا حسرةً وحياءً فقد اختطفت الثورة من بين عينينا، وصاح من رأي وناضل من اقتدر، ولكن، وا حسرتاه، راح أبناؤك الطيبون في غفلة الواثقين الذين زادهم الإيمان وعطاؤهم الغالي من النفس ومن النفيس، الذين كان حُداة طريقهم ضعفاء النفوس ضحايا شراهة السلطة وضيق الأفق، من ساسة المهرجانات ومن قمامات الرجعية، وتحت نير المافيا الإقليمية والعالمية، وتجار الرذيلة ومصاصي الدماء وسلالة أرحام الشياطين
وهل ينطبق عليهم قوله تعالى "ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"؟
فقد كانوا يعلمون أنهم يسيرون في درب الضلالة، وناديناهم جميعاً أن تحسسوا ضلالة سعيكم، وشهدوا بأنفسهم مراتٍ عديدة بذلك، وعاهدوا ألا يطالوا الثمرة المحرمة، ولكنهم انهالوا عليها بتلهفٍ وشهوة مخجلة في انكسارٍ مزري.
وهل كانت رسالة الشهداء صعبة القراءة أو عسيرة الفهم؟ هل كان السحل الموعودون به والدم الذي يرتسم لهم في غربان الخراب الذين يحومون حولهم بالضرب والسباب والذلة يحتاج لترجمة؟ هل السحق المتكرر والاغتصاب لأخوتهم وأخواتهم يحتاج لتأكيد مصيرهم المماثل؟ هل كان طاغوت الإبادة الجماعية والأرض المحروقة والرق الحديث وانتهاك العروض مجهولاً لديهم أو لديكم حتى تشكوا في عزمهم أو تتسامحوا لهم في العفو عما دفعوا الثمن غالياً لاجتثاثه والانتقام لهم ولمن سبقهم في حقهم فيه؟
كانت خيانة جيشنا، وكانت خيانة أصدقائنا من المحاور العربية والإفريقية، ممن وقفنا لهم وقت تخلفهم فبنينا أممهم، ومن ناضلنا معهم في حروبهم ومآسيهم وشاركناهم دموعهم وسدلنا لهم ملاءات المحبة من نوافذنا ومن قلوبنا.
والآن خيانة قادتنا وسرقة دماء شهدائنا ودمعة مشرّدينا وآمال بنينا
ولكن الأمل لا يموت في قلوب من لا يخشون الموت، ولا يذوب في نفوس الإباء والوفاء والثورة تخلد هناك حيث نور الصدق وكلمة الرحمن التي لا يهزمها بشر ولا يغشاها شر.
وكما صبرنا طويلاً فالصبر يعلم إننا له أنداد.
الصبر يعلم أن لنا شركاء فيه لا ينام لهم عنه جفن
الصبر يعلم عزة نفوسنا وعزة وطننا في نفوسنا، واسترخاص نفوسنا ذوداً له
والصبر يعلم ثبات خطوتنا وطول قامتنا وزكاء عطايانا
ونحن موعدنا مع الصبر والنضال سرمدياً مخضباً بدمائنا وموشّحاً بسجل شهدائنا
وستستمر مسيرتنا
وستشتعل شعلتنا، ويبارك الله سعينا وتكتمل مسيرتنا إلى رفعة إمتنا وصون كرامتنا
يوماً ليس ببعيد
وعاشت ذكرى شهدائنا وكانت الفردوس الأعلى أطيب مقاماً لهم
وحفظ الله بلادنا وأمتنا في كفه الآمنة الكريمة
وعاش نضال شعبنا وبورك كفاحه وثباته
وأخزى الله أعداءه وأعداء الحق والعدل والسلام
ويسقط الخونة ولا نامت أعين الجبناء