الإتفاق . . ! بقلم الطيب الزين

الإتفاق . . ! بقلم الطيب الزين


07-05-2019, 11:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1562365030&rn=0


Post: #1
Title: الإتفاق . . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 07-05-2019, 11:17 PM

11:17 PM July, 05 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




في البدء نعبر عن مباركتنا وتهانينا لتوقيع الإتفاق برغم تحفظات البعض حيال ما تم التوصل إليه بين قوى الحرية والتغيير، والمجلس العسكري الإنتقالي.
مباركتنا تنطلق من رؤية واقعية وموضوعية، للحال الذي وصلنا إليه كسودانيين، بعد جريمة فض الإعتصام بطريقة بشعة.
أدت إلى توقف المفاوضات بين الطرفين،
وما تبعها من شدّ وجذب بين الطرفين، الأمر الذي أدى الى تدهور الأوضاع العامة، وإتساع مساحة التشاؤم والقلق من إنحدار البلاد نحو الفوضى والخراب، بسبب النشاط التآمري الذي قامت به بقايا النظام وكتائبه ومليشياته، بعد سقوط الطاغية عمر البشير ، قبل أربع أشهر وما تم بعده من مؤامرات ودسائس ومكائد وخباثات، بغرض توسيع شقة الخلاف بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الإنتقالي.
وإلحاق الضرر بأمن المواطنين، وتشتيت جهود الثوار حتى تسهل أمام أعداء الثورة مهمة سرقتها أو حرفها عن مسارها .
لذلك نبارك ما تم من إتفاق، لأن خطوة واحدة في الإتجاه الصحيح، هي أفضل من آلاف الخطوات في الاتجاه الخاطئ .
نقول هذا، وفي الذاكرة خطوات التيه والضياع التي خطاها السودان منذ أن أستقل منذ ستون عاماً وأكثر، لاسيما الثلاثة عقود الأخيرة التي خلفت تركة كبيرة من الخراب والدمار، ممثلة في إنهيار الإقتصاد وإتساع مساحة الفقر ، وتدهور العملة الوطنيّة في مقابل العملات الاجنبية، بجانب الحروب الأهلية ومضاعفاتها المادية والمعنوية والمخاطر الأمنية الحقيقية التي تحيط بالإتفاق، والثورة وأهدافها.
الثورة ثمنها كان غالياً، كان أرواحاً ودماءاً وتضحيات، قدمها الثوار والثائرات.
لذلك يتطلع الشعب السوداني إلى إنجازات حقيقية يكون لها أثرها المباشر على حياة الناس في أمنهم وسلامهم ولقمة عيشهم اليومي.
إي حكومة مهما حملت من عناونين سواء حكومة كفاءات، بلا إنتماءات سياسية كما يسمونها "حكومة تكنوقراط " أو "حكومة برنامج سياسي إسعافي" أو غيرها من مسميات، تبقى مهمة توفير الأمن وتأمين معاش الناس ومعالجة مضاعفات الحرب، والاهتمام باسر الشهداء وإعطائهم الأولوية في كل شئ ، وأن تخصص لهم الحكومة المدنية المرتقبة دقيقة حداد منذ اليوم الأول في كل مؤسسات الدولة الرسمية، وفي المدارس والمعاهد والجامعات.
وتطلق أسمائهم على المدن والطرقات تأكيداً لقيمة الوفاء وتخصص لأسرهم مخصصات شهرية من الخزينة العامة.
لذلك على الحكومة المدنية القادمة أن تبدأ أولى خطواتها بمحاربة الفساد، وتطبيق قانون من أين لك هذا. . ؟
لابد أن تكون البداية صحيحة، الشعب لا يريد كلاماً، وإنما يريد أفعالاً وتصرفات تحارب الفقر والفساد.
بلادنا إنجزت ثورة عظيمة بتضحيات شعبها وسيتحدث التاريخ عنها طويلاً، فالمطلوب الآن من الذين سيتولون دفة الأمور في الفترة الانتقالية القادمة، الأفعال وليس الأقوال، وأن تكون عيونهم مفتوحة لمؤامرات الكيزان ودسائسهم ومكرهم .
كل التمنيات الصادقة، أن يتجسد هذا الإتفاق في حكومة مدنية ثورية، بحق وحقيقة، لكي تحقق الآمال والآحلام والطموحات والأهداف التي ضحى من أجلها الشهداء الذين هم أكرم منا جميعاً .
الطيب الزين