Post: #1
Title: قطع جبان !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-04-2019, 02:45 PM
Parent: #0
02:45 PM July, 04 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*أحجب... أقطع... أمنع.. *هذا هو شعار أنظمة البطش... في كل زمان ومكان.. *وما زال كذلك رغم إن الزمان ما عاد هو الزمان... الذي كان زمان.. *فزماننا هذا ليس زمان عمر البشير الأول... مثلاً.. *حيث كانت أطباق (الدش) تُنزع من أسطح المنازل قسراً... مع فرض عقوبات.. *وذلك كي لا يرى الناس إلا ما يريهم البشير.. *وقديماً كان فرعون - مثل الطغاة الأعلى - يقول لقومه (ما أُريكم إلا ما أرى).. *ولا زمان ناصر... ولا ستالين... ولا الأسد الكبير.. *وفي زمان عمر البشير الأخير تم قطع (النت)... حتى ينقطع التواصل بين الثائرين.. *فكان الذي (قُطع) هو دابر القوم الذين ظلموا... من حزبه..
*ومن (زيادات) رمضان (زايد) في أغنياته عبارته الشهيرة (خليك مع الزمن).. *وخالته استهجنت أغنيته (بنات بحري)... خلال حفل له.. *فما كمان منه إلا أن رد عليها ضاحكاً - وهو يغني - (خليك مع الزمن يا خالة).. *والآن نحن في زمان العولمة الرقمية... والقرية الصغيرة.. *ورغم ذلك لا يريد البعض أن (يخلي نفسه مع الزمن)... ويعجبه ما كان (زمان).. *فها هو من يشير إلى قطع النت... قبيل فض الاعتصام.. *ثم - في الوقت ذاته - قطع خدمة قناة الجزيرة (من لقاليقها)... فينتبه العالم كله.. *ويوجه أنظاره إلى ميدان الاعتصام... تحسباً لأمرٍ ما..
*ويقع الأمر بالفعل... ويشاهده العالم - من أقصاه إلى أدناه - رغم هذين القطعين.. *فكانت أسوأ (مشورة)، بعقلية زمان ليس هو هذا الزمان.. *ثم لم يحُل القطع نفسه - للنت والجزيرة - من قيام ملاينية الثلاثين من يونيو.. *ونقول (ملاينية) لأنها كانت التظاهرة الأكبر في تاريخ السودان.. *فهي لم تكن مليونية كما قُدر لها... وإنما تجاوزتها بكثير، داخل البلاد وخارجها.. *ولم يستفد المجلس العسكري من هذا القطع... وإنما خسر.. *فهو يخسر يومياً ملايين الدولارات جراء حجب لخدمة صارت من حقوق الإنسان.. *ثم يخسر أكثر حين يدفع لتحسين صورته، خارجياً.. *وذلك على ذمة قناة البي بي سي الرابعة... وصحيفة والفاينانشيال تايمز اللندنية.. *وهو خبرٌ لم ينفه المجلس العسكري حتى الآن.. *وقد قلنا (ملايين) المرات - أيام البشير - إن تحسين الصورة داخلياً هو الأهم.. *الأهم من ناحية دينية... وإنسانية... وضميرية... وشعبية.. *ثم إنه يؤدي - تلقائياً - إلى تحسين الصورة خارجياً... ومن غير فلوس.. *ونختم كلمتنا بأن مثل هذا القطع ليس دليل قوة.. *فالأنظمة التي تثق في نفسها - اتساقاً مع معايير الدين والدنيا - لا تخشى شيئاً.. *وإنما تخشاها التي (لا تمشي عِدِل).. *فهو (قطع جبان !!).
alintibaha
|
|