Post: #1
Title: البعبع!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-03-2019, 02:57 PM
02:57 PM July, 03 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*ظلوا يخوفون به الناس زمناً.. *وما من يوم يمر إلا ويقولون لهم : إياكم والبعبع، إنه محض شر مستطير.. *ورسخ في أذهان كثير من العوام هذا التخويف.. *بل وبلغ الخوف ببعضهم حد ترديد عبارة (هو عريس لقطة، إلا أنه بعبع).. *واستثمروا هم في هذا الخوف أيما استثمار.. *وربما (يكتكت) بعضهم من الضحك - سراً - ويهمهمون (يا له من شعب طيب).. *والآن - وفي أيامنا هذه - تزايدت وتيرة التحذير من البعبع..
*وفي غمرة هذا الهياج التخويفي فات على المخوفين وقوعهم في تناقضات مضحكة.. *فقد نسوا تأكيدهم - من قبل - بانحسار قوة البعبع.. *مثل تأكيدهم - من بعد - بانحسار تظاهرات ديسمبر.. *وقالوا إنه بات في حالة أقرب إلى الموات السريري، إلا أنه لا يزال خطراً.. *وتكمن خطورته في نجاسته العقدية، فهو ملعون.. *ثم إذا بهم يقولون الآن إنه الذي يحرك الشارع، وكأنه طائر الفينيق الأسطوري.. *وهذا تناقض ما كان ليقع في مثله (عيل) روضة.. *فكيف بمن انتهى... واندثر... وتلاشى... يحرك شوارع المدن، بطول البلاد وعرضها؟.. *وهل (كل) الثائرين - في الشوارع - الآن يحركهم البعبع؟.. *وهل هو يملك (القدرة) التي تمكنه من تجييش المئات... والألوف... بل والملايين؟..
*وهل - وهذا مربط الثعلب - كذب الذين بشرونا باحتضاره؟.. *فمن الغباء التذاكي على الناس إلى حد جعلهم يصدقون اليوم ما كنت تنفيه بالأمس.. *بل ويرتدون على أعقابهم (360) درجة، إلى محطة (واحد).. *إلى حيث كنت تؤكد لهم - جازماً - أن البعبع انهزم أمام جحافل الإيمان... للأبد.. *وأنه لم يعد له من وجود سوى (ماضي الذكريات).. *وللسبب هذا ما عاد الناس يحفلون بفزاعة البعبع هذه الأيام..... أيام الثورة.. *بل وانضم إليهم بعضٌ من أبناء (المؤمنين) هؤلاء.. *وهذا فضلاً عن سبب آخر، وذلك بافتراض صحة حديث التخويف بالبعبع الآن.. *وهو، أي مستوى من (السوء) يمكن أن ينحدر إليه البعبع؟.. *وذلك إن صح أنه هو الذي يحرك الشارع، وأن الأمور يمكن أن تؤول إليه.. *سواءً سياسياً... أو اقتصادياً... أو مهنياً... أو حتى (دينياً).. *أي مستوى من الفساد؟... من الفشل؟... من القسوة؟... من الاستهانة بالأرواح؟.. *أي مستوى دون الحد الأدنى من (القبول) الديني؟.. *فعلى فلول الوطني إذن - وهم المعنيون بحديثنا هذا - أن يعرضوا عن هذا.. *فما عادت نغمة (شيوعي) تمثل فزاعةً للناس.. *سيما وأن منهم من كان قد تمنى - علناً - أنْ لو توكل أمور الاقتصاد إليهم.. *وأن حكومتهم كانت تربطها أمتن العلائق مع (أبوي) البعبع.. *مع روسيا الحمراء... والصين الأشد احمراراً.. *ثم أي شيوعي هذا - رئيساً كان أو حتى مسؤولاً أدنى - يمكن أن يسرق شعبه؟.. *إلى حد إخفاء ملايين العملات الحرة في خزائن بيته؟.. *كما فعل الرئيس (المؤمن)؟!.
alintibaha
|
|