Post: #1
Title: الطغاة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 06-26-2019, 02:10 PM
02:10 PM June, 26 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*أو صناعة الطغاة... بحسب البرنامج.. *وهو برنامج تلفزيوني جديد بقناة ناشيونال جيوغرافيك... شدني من أول حلقة.. *وكانت البداية بطاغية كوريا الشمالية الأول...أو الجد..
*ولا تعجب، فقد أورث الجد طغيانه - والبلد بأسرها- ابنه... فأورثها هذا ابنه.. *وكيم إل سونغ كان محبوباً في بداية حكمه... وبسيطاً.. *وهذه هي الخطوة الأولى من خطوات صناعة الطغاة... وفقاً للبرنامج المذكور.. *فكلهم يبدؤون طغيانهم بإظهار الزهد والتواضع.. *ثم ينتقلون إلى الخطوة الثانية وهي التخلص من المنافسين المحتملين... والمعارضين.. *وغالباً ما يشوب عملية التخلص هذه عنف دموي.. *فالطاغية لا تهمه وسائل إزاحة خصمه عن المشهد.... وأفضلها عنده القتل.. *وعقب إفراغهم الساحة من منافسيهم يبدأ الطغاة برامج التمكين..
*فتمكين الموالين من مفاصل الدولة كافة أمر ضروري لضمان إحكام السيطرة.. *ويبدأ الطاغية هذا التمكين بنفسه... فيقبض على كل شيء.. *الجيش... الأمن... الشرطة... الإعلام... الاقتصاد... الخارجية.... وحتى الكشافة.. *فهو القائد الأعلى... والأب الروحي... والكشاف الأعظم.. *ويحكي البرنامج كيف أن كيم حاول أن يتحكم حتى في أدق تفاصيل مواطنيه.. *ماذا يأكلون... وكيف يتعاملون... وفيم يفكرون.. *أما الخطوة الثالثة فهي غرس محبة الطغاة في نفوس أفراد شعوبهم... ولو بالقوة.. *فصورهم في كل مكان... وهي لا تكبر بكبر أصحابها.. *يعني حتى لو بلغ طاغيةٌ ما من العمر ثمانين عاماً تبقى صوره في عمر الزهور.. *وتُحشى مناهج الدراسة بكل أدوات تمجيد الذات الرئاسية.. *وأجهزة إعلام الدولة لا عمل لها سوى عكس جميع حركات الرئيس... وسكناته.. *ثم تبدأ الخطوة الرابعة... متمثلةً في جني ثمار الانفراد بالحكم..
*أو - بعبارة أخرى - التمتع بمباهج الدنيا... بأقصى ما تسمح به شهوة النفس.. *وبأقصى ما تسمح به فسحة العمر.... كذلك.. *فالطغاة يسابقون الزمن من أجل أن يحظوا بأكبر قدر من نعيم الحياة... ولذاتها.. *بل ويكرهون الموت بأكثر مما يكرهه بقية الناس.. *وبمثل كراهيتهم لمن يهدد سلطتهم، معارضاً كان... أو حتى منافساً موالياً.. *ويتحدث البرنامج عن مقت كيم للموت.. *ويشير إلى محاولاته المحمومة - والمجنونة - لإطالة عمره بأي طريقة ممكنة.. *فهو لا يريد أن يموت... وعلى أطبائه أن يفعلوا شيئاً.. *وكنت قد كتبت عن هلع طاغية فنزويلا-شافيز-من الموت... حين جاءه.. *وقد كان أتى-لسوء حظه-عقب تعديله مادة الولاية في الدستور.. *فالسنوات الخمس تمر سريعاً... وتعب هو من التمديد.. *إذن فلتكن الولاية مدى الحياة ليرتاح... وما درى أن الحياة لم يبق فيها مدى.. *والآن (ارتحنا) نحن من طاغية بلادنا البشير.. *ولكنها قد لا تكون راحةً إلا إلى حين.. *إذ يعكف (بعضنا) على صناعة طاغية جديد.... بأحسن ما تكون الصناعة.. *وبأعجل-أيضاً- ما يسمح به عامل الزمن...تجنباً للفراغ.. *وأقترح على قناة البرنامج المذكور أن ترسل فريقها إلى السودان الآن... و سريعاً.. *فهو سيحظى بلحظات (طازجة)، خطوة... بخطوة.. *وليتخذ من مكتب مدير تلفزيوننا القومي مقراً له... في سياق رصده صناعة الطغاة.. *فهو من أمهر (الصُناع !!).
alintibaha
|
|