الحرية و طبيعة الأشياء ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل

الحرية و طبيعة الأشياء ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل


06-26-2019, 05:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1561523300&rn=0


Post: #1
Title: الحرية و طبيعة الأشياء ... ؟ !! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 06-26-2019, 05:28 AM

05:28 AM June, 25 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة



أحمد الله تعالى أنني تربيت منذ نعومة أظافري على أفكار مصدرها إفشاء ثوب الحريه والديموقراطيه في كل إتجاه, فالحرية في إبداء الآراء و تقبل رأي الآخرين لا يؤتى غمارها إلا بالتربية والإحتكاك مع مجموعة بشرية حولك ربما تكون الأسرة الصغيرة أو العائله بأكملها أو المدرسة أو..غيرها من المؤسسات الإجتماعية التي تدفعك دفعاً لأن تكتسب وتحترم فضيلة الدفاع عن حقك في أن تقول و تفعل ماتريد تحت سقف عدم الإضرار بحقوق الآخرين في الإتجاه نفسه ...كما أن الوجه الآخر لمبدأ محبي الحرية و إفساح المجال أمام التعايش الفكري والثقافي و السياسي يتمثل في قدرتك على تقبل الآخر بآرائه المغايرة لإتجاهاتك والقبول بمبدأ العلو للإتفاق أو الخيار الجماعي .. وعلى هذه المباديء بالتحديد إنبنت الفلسفات الأولى في الفكر السياسي و تعاريف بناء الأمم والجماعات والدول ..أو ما أسماه فلاسفة الفكر السياسي (بالعقد الإجتماعي ) .. وهذا العقد حسب الفيلسوف الصيني ( كونفشيوس ) هو عقد بين الراعي و الرعيه .. وعند إفلاطون هو عقد بين الفضيلة والراعي والرعيه ..أياً كان مما لاشك فيه أن كل المسلمات الأخلاقية التي إتفقت عليها الإنسانية جمعاء دون إختلاف بائن و لو إختلفت التوجهات الدينية والفكريه والثقافيه ..هي مربط فرس لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال لعموم ما يجب أن يتجه عليه الجميع , فكافة الديانات والتوجهات الفكريه والموروثات الثقافية الأمميه لا تجرؤ على القول بأنها لا تعاضد فكر الحرية والديموقراطية و فضيلة إفساح المجال للرأي الآخر و التعامل معه بروح الحكمة والحنكة التي تفضي في النهايه إلى مصلحة الجماعة ( دولة ورعية ) ... وكيفما تعددت المسميات فقد كانت فكرة كبت الأفكار و الأراء و تكميم الأفواه منذ غابر الزمان عيباً يشوب أهل السلطة و تاجاً يزيَّن هامات المضطهدين .. ويصنفهم تحت قائمة ( النضال والبطولات ) .. لماذا و إنحيازاً مع فيض التجارب الإنسانية العريقة و المضمونة النتائج والعواقب لا ينحاز الحاكم إلى قانون الطبيعة و بديهيات الأشياء نحو النأي بنفسه عن الضلوع في جريمة كف الآخرين عن الإدلاء بآرائهم وأفكارهم و إبداعاتهم و إن كانت مناوئة لإتجاهاته , ألا يعلم أهل السلطه أن الأحداث على مستوى الحراك التاريخي السياسي كانت دائماً تشير إلى أن النفوذ الباطش مصيره لا محالة الزوال والإنهزام .. فرعون وكسرى و مبارك والقذافي و البقية تأتي ...(بالواضح كده ) .. لو كنت مكانهم لسارعت لفتح المنافذ بلا حساب و لا شروط في إتجاه إشراك الآخر في مسئولية ما سيأول إليه حال العباد و البلاد , إذ أن للحساب التاريخي الجماعي نشوة و للحساب الفردي مرارة .