ثورتنا السلمية. . ورموز الخيانة والسقوط . . ! بقلم الطيب الزين

ثورتنا السلمية. . ورموز الخيانة والسقوط . . ! بقلم الطيب الزين


06-17-2019, 02:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1560733993&rn=0


Post: #1
Title: ثورتنا السلمية. . ورموز الخيانة والسقوط . . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 06-17-2019, 02:13 AM

02:13 AM June, 16 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر






ثورتنا السلمية بقدر ما أظهرت مظاهر الصحة العافية والمناعة التي تجلت وعي وصلابة.
وقوة واتساعا يوماً بعد آخر، رغم القهر والبطش الذي واجهته من قبل نظام الإنقاذ البائد والمتحالفين معه من الخونة والإنتهازيين.
إستمرت حية في النفوس العقول والشوارع تعبيراً عن يقظة شعبنا وطموحه وسعيه الدؤوب للخروج من نفق الدكتاتورية والشمولية والحروب والمجاعات.
ثورتنا التي جاءت مشروعاً لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة.
دولة القانون والمؤسسات، دولة المواطنة والعدالة الإجتماعية الحاضنة لكل أبناء الوطن.
ثورتنا السلمية بقدر ما أظهرت من عوامل القوة والنهوض، أظهرت في الجهة الأخرى مظاهر التخلف وموانع التقدم والسقوط الفكري والسياسي والاخلاقي والثقافي والاجتماعي، بدءاً بالإنقلاب العسكري الذي نفذته عصابة الجبهة القومية الاسلامية على الديمقراطية.
الإنقلاب الذي بموجبه صادرت الحريات العامة وغيبت إرادة الشعب لصالح لمجموعة محدودة.
مجموعة تبنت خطاباً غوغائياً حرف مسار الصراع السياسي الإجتماعي، وحوله إلى صراع ديني في الجنوب إنتهى بإنفصاله، وعرقي في غرب السودان، عصف بالأمن الوطن وإستقراره في ذلك الإقليم وجبال النوبة والنيل الأزرق حتى سلم تلك الأجزاء العزيزة للدمار والخراب .
بعد أن بدد ثروات الوطن في مستنقعات الفساد ومشاريع التآمر والخيانة في داخل الوطن وخارجه .
ثورتنا السلمية الخالية من العنف قد عرت كل مظاهر السقوط ورموز الخيانة والعمالة في الساحة الوطنية ومحيطنا العربي الإفريقي.
ثورتنا السلمية أسقطت الطاغية، وعرت كل الطغاة في خارطة النظام العربي الرسمي من رأسه حتى أخمص قدميه.
عرته، وعرت سياساته ومواقفه وتوجهاته المناقضة لمصالح الشعوب، تجلى ذلك في مواقف السعودية والإمارات ومصر الداعمة لمجلس الغدر الذي غدر بالثوار، والجامعة العربية لزمت صمت القبور .
صمتها كشف حجم خرابها وترديها، لذا لم تلق زيارة أمينها العام أبو الغيط للسودان كبير إهتمام يذكر لدى الشعب السوداني.
كما لقته زيارات مندوب الاتحاد الإفريقي، ود . إبي أحمد رئيس وزراء الجارة الشقيقة أثيوبيا.
لأن الشعب السوداني يعرف البئر وغطاها. الجامعة العربية كمؤسسه هي جسد بلا روح، فارقتها الحياة منذ تاريخ ميلادها الأول.
هذه الحقيقة يعلمها الشعب السوداني لذلك شيعها، كما شيعها الشعب العربي من الماء إلى الماء، منذ إحتلال العراق، بل منذ إنهيار الصومال كدولة، وغرق ليبيا في وحل الحرب الأهلية وهكذا سوريا واليمن التي يموت أطفالها يومياً تحت وقع السلاح ولسعات الجوع.
ثورتنا السلمية فضحت كل الفضائح وعرت كل المظاهر الخالية من الحياة.
لانها ثورة سلمية عبرت عن تاريخ وحضارة وثقافة وإرادة شعبنا المعلم صانع الثورات .
ثورتنا كشفت أن السقوط ليس عثرة طارئة في حياة الشعوب ، بل هو شبح مقيم منذ زمان بعيد . . !
ثورتنا السلمية فقط أظهرت رموز الخيانة والسقوط على حقيقتهم الصارخة الفاضحة . . !
ثورتنا أسقطت رموز الخيانة كما أسقطت الطاغية، وكل الرتوش والمساحيق عن وجوه من خانوا الحرية والشعب والوطن.
أسقطت الاقنعة عن وجوه من وقفوا في صف الطغاة، الذين هم أس الداء وسبب البلاء . . !
رموز السقوط بارعون في تبديل المواقف وتغيير الشعارات وخيانة الوعود، وبذل الكلام الرخيص أمام البسطاء، الذين لم تتح الحياة لهم فرصة للفكاك من ظروف الجهل والفقر والمعاناة.
رموز السقوط يعرفون كيف يتسللون من بين الشقوق والصفوف ممتطين صهوة الخيانة للوصول إلى غاياتهم.
لذلك مهما حاول المرء أن يكون دقيقاً في وصفهم.
لن يوفق في رسم صورة دقيقة تظهرهم على حقيقتهم بكل تجلياتهم وتمظهراتهم البائسة . . !
لكن أن يلقي المرء حجراً في بركة الواقع الآسنة حتماً، هو أفضل ألف مرة من الوقوف على الحياد أو الوقوع في بئر الخيانة .
لذا ننثر هذه المفردات لكي نقول لتحالف الخيانة والسقوط أنتم تسيرون في الإتجاه المعاكس لسير الحياة ، في وقت تخطت فيه عقارب الحضارة الإنسانية عتبة الساعة الخامسة والعشرين. . !
سقطت الأقنعة، وإنهارت سواتر الكلام، ولم يعد هناك متسع من الوقت للتسكع في الأزقة المظلمة .
ثورتنا التي إنطلقت من أجل مستقبل ناصع للجميع لذلك سارع الشرفاء بتسجيل أسمائهم في دفتر الحضور بدمائهم الغالية وأرواحهم الطاهرة.
لذا فهي ماضية في وجهتها مهما كان حجم التآمر ومساحة الظلام، وكثافة الضباب، وحقول الألغام، ووحوش الغابة، وثعالب السياسة، وتعقيدات الحياة، وتحالف رموز الخيانة والتخلف.
كل هذه المظاهر لن تعيق الثوار عن بلوغهم غاياتهم، بل ستكون وقوداً للنضال ومواصلة التحدي والثبات على المبادئي إيماناً بالثورة وأهدافها ووفاءاً لأرواح الشهداء للخروج من نفق السقوط الذي حول بلادنا إلى واد من الدم، ومستنقع من الخراب والدمار .