عمي أبو عراقي يشبه البرهان ولا يماثله بقلم عواطف عبداللطيف

عمي أبو عراقي يشبه البرهان ولا يماثله بقلم عواطف عبداللطيف


06-05-2019, 11:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1559772958&rn=0


Post: #1
Title: عمي أبو عراقي يشبه البرهان ولا يماثله بقلم عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 06-05-2019, 11:15 PM

11:15 PM June, 05 2019

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




بنفس الزي البلدي المنزلي والذي كان يرتديه الفريق البرهان وهو في حالة استجمامة بمنزله في احدى الصورة المسربة قبل اسابيع كان عمي احمد او حسن احمد او علي احمد وبزيه التقليدي يقف في امان الله امام منزله باحدى احياء الخرطوم يستنشق الهواء الطلق ويبحر بناظريه للفضاء الشاسع متاملا القدرة الالهية خلق السماء بلا عمد و متفكرا لكيف يكون السودان الذي يحلم به رخيا سخيا امنا مسالما في ظل استقرار وسلام وعدالة تنفض عن جسده كل علله وامراضه التي اقعدته طويلا .... عمي احمد او محمد احمد او بأي اسم سمى فهو في عرف الشارع السوداني وتقاليده السمحة الوقار الاحترام الحشمة والتقدير تاركا لخياله الواسع ان يرسم اجمل الصور الباهية لاشكال التنمية المستدامة والاعراف الانسانية النبيلة عمي الاعزل المسالم لم يفيق من تلك الاحلام وهو في متكاءه إلا بضربة سوط علي احد كتفيه وما ان اعتدل جسده الشامخ إلا واخر ينزل علي كتفه الايمن اكثر إيلاما وهذا ثالث ورابع علي ظهره وقفاه يده اليمنى وساعده الأيسر سياط تنهمر كالمطر علي جسده الحافي العاري إلا من ذلك العراقي الهنبريب ناصع البياض والذي تشكل ببقاع دماءه الحمراء الفاقع لونها سألت وتدفقت وهو يتقافز يمنى ويسار لعلهم يتركونه فهو جبل اشم شامخ لا يجيد الصراخ ودموعه عصية علي الاذلال كتمها بدواخله لانه شريف عفيف صنديد أبو بنات وأخو أخوان عامل المفاجاة الغادرة ألجمت لسانه من طلب النجدة من بناته وربما زوجته التي اقعدها المرض منذ ان فقدت احد فلذات كبدها كما جاء بالاخبار ومن أين لاحمد او محمد المجلود قهرا وسفاهة تعدت اعراف وتقاليد المؤسسات العسكرية التي من المفترض تحمي العزل بل تحفظ كرامة الانسان اين الاعراف النبيلة والقيم السمحة التي توقر الكبير وتربى عليها كل صبي وصبية بشارع الله اكبر السودان والتي تنادي كل كبير بعمي بحب ووقار وتستجيب باريحية لكل عجوز بيا خالتي .. ان جلد احمد او محمد احمد التي انتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي أواخر شهر رمضان الفضيل لهي وصمة عار علي جبين العسكر أي كانت وحداتهم ورتبهم وازياءهم التي تميزهم فقط لانها كانت صادقة تحدث الناس عنهم وعن شناعتهم وانيابهم ونهمهم لاسالة الدماء وجرح الكبرياء وكسر العنفوان ان صمود عمي الاعزل و الذي اجهل اسمه وجلده بالسياط من اربع او خمس من العسكر لهي العار بعينه برغم انه قدم لهم وللعالم اجمع كيف تكون ملحمة الصمود في ابهى صورها حيث كتم صراخه من الوجع وسجل احد الملاحم التي لا تتوافر لاعتى الجيوش عددا وعتادا وقال بصمت لجلاديه اللذين يريدون نزع الوقار من اثواب امة السودان الخسي والعار لكم ..هيهات هيهات .. وصفحات التاريخ ستسجل في انصع صفحاتها ان عمي كان اعزل من أي سلاح فقط بلباس البيت ( العراقي ) يتأمل ويتفكر فجلده من لا يشبهون قيم المجتمعات المسالمة ومن لا يوقرون كبيرهم ولا يحشمون نساءهم
في العام ١٩٩٤ انتحر المصور الجنوب افريقي كيفن كارتر لان ضميره انبه لانه لم يحمي طفل هزيل، مرهق وقع على الأرض بعد أن أعياه الجوع وكان لايقوى على الحركة، يتربص به نسر لينقض عليه ويفترسه.
في احدى جنوب السودان واندمج كيفن ليضبط عدسة كاميرته ليزين بها صغحة جريدته ووقتها قيل عنه “إن الرجل الذي يضبط هدفه من أجل وضع إطار جميل للمعاناة ربما يكون مفترسًا ونسرًا أيضا”.
فيا تري هل سينتحر هؤلاء الجلادون اللذين صنعوا المعاناة بل اي وصف يليق بهم وهم يرسموا صورهم في سجلات انعدام الانسانية وكسر تقاليد المجتمعات وعمي يدخل بعراقيه الذي يشبه ما كان يرتديه " البرهان " لكنه لا يماثل جنوده الجلادون غدرا ومباغته لرجل اعزل يستحق ان يغرس في اجمل برواز للصمود والرجولة طالما كان يحلم هاديا مسالما لاجل ان يتعافى الوطن ويتطهر وينهض عملاقا .

عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر