لا تضيعوا وقتكم مع المجلس الميليشياوي الكيزاني، (فحميرتي) قال إن المدنية تعني الفوضى.. بقلم عبد الغ

00:57 AM June, 02 2019

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر

لا تضيعوا وقتكم مع المجلس الميليشياوي الكيزاني، (فحميرتي) قال إن المدنية تعني الفوضى..

((حذر نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول محمد حمدان حميدتي، من أن تشكيل حكومة مدنية في الأوضاع الحالية، والتي تشهد تصاعدا في المواجهات بين قوات الأمن والمعتصمين المناهضين للمجلس، سيكون نوعا من الفوضى.
الخرطوم — سبوتنيك. وقال دقلو، في تصريحات صحفية أثناء حفل إفطار، "ليس لدينا مشكلة في تسليم الحكومة للمدنيين، لكن يجب أن تشمل جميع الشعب السوداني"، مضيفا، "سنحسم أي فوضى في البلاد لأجل الحكومة المدنية المقبلة تكون وطنية وتحكم بهيبة القانون، لكن حكومة مدنية بالأوضاع الحالية ستكون فوضى".
وأضاف نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، "هناك من يقولون إن المجلس العسكري ضعيف، لكن هناك ضغط من الجماهير، وأقول سنحسم أي فوضى بالقانون، وأي خطوة تمت لوقف حياة الناس سنحسمها بالقانون".
وأطلقت قوات الشرطة العسكرية النيران باتجاه معتصمين عند جسر النيل الأزرق، الذي يبعد نحو 500 متر عن مقر الاعتصام المستمر منذ أكثر من شهر أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، لمطالبة المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة لحكومة مدنية.
وأطلقت القوات النيران عقب اشتباكات وقعت مع المعتصمين، أثناء محاولة الشرطة العسكرية إزالة متاريس نصبها المعتصمون تحت الجسر.
واحتمي مئات المعتصمون داخل مسجد جامعة الخرطوم القريب من الموقع، من إطلاق النيران.))
************
عزيزي القارئ..
الكلام أعلاه ليس من عندنا كما يقول المصريين، بل كلام الميليشياوي محمد حمدان دقلو "حميرتي" الذي أصبح في غفلة من أهل السودان وشرفاءه الاحرار، نائبا لرئيس المجلس الكيزاني الحاكم. وهذا الكلام هو أحدث دليل على أن المجلس الميليشياوي الكيزاني لا يريد تسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية بل يريدها لنفسه على الأقل لسنتين أو أكثر، وهو الشيء الذي حذرنا منه عندما استفسرنا تجمع المهنيين في مقال لنا بداية سقوط النظام تحت عنوان: (لماذا تساومون وتفاضون المجلس العسكري غير الشرعي)..
المجلس العسكري الذي كان نائما غافلا متواطئا مع النظام السابق للنخاع حتى أخر لحظة ولكنه للأسف الشديد وجد نفسه حاكما بحكم الأمر الواقع، اعتبر أنّ الثورة موجة ينبغي ركوبها والاستفادة منها قدر الإمكان، ومنطلق كسب وارتزاق، ولذلك شكل طابوراً خفياً خطيراً أساء للثورة، وسعى لإجهاضها في تهوره الغبي لجني المكاسب اللاحقة المحلوم بها، وهذه الأحلام الجشعة تختلف باختلاف الشخصوص وتركيبتهم وموقعهم.
نعم.. اعتبر المجلس العسكري الميليشياوي الكيزاني الثورة الشعبية، ركوبا للموجة وفرصة للتكسب والارتزاق، واعتبر جلوس تجمع المهنيين معه لنقل السلطة لحكومة مدنية انتقالية، اعترافا منه له، وبدأ يتصرف على هذا الأساس بإصدار قرارات مصيرية وتلبية دعوات الدول لزيارتها وأشياء أخرى. ولذلك نرجع مرة ثانية وثالثة ورابعة ونقول إن مفاوضة هذا المجلس تشحذ سكاكين جشعه للاستحواذ على الامتيازات المادية، وعليه يجب التوقف عن مفاوضته واللجوء الى خيار العصيان المدني، لأنأ الثورة رسالة، لا طفرة ولا فورة ولا موجة، وحين يتجاهل أحد هذه الحقيقة فإنه يخرج بنفسه إلى عالم الوهم والخيال القاتل، أو يرتهن لعمى البصر والبصيرة، ويغرق في جهل وتجاهل بطبيعة الشعب الثائر، لأن حيوية الشعب تكفل بكشف الألاعيب، ولن يجدي أيّ إيهام أو تلاعب أو نفاق.
ويا تجمع المهنيين.. قولوا للمجلس العسكري الذي يدعي انحيازه للثورة، إن الثورة رسالة، ويُفترَض بمن يضحّي ألّا ينتظر أيّ تعويض وألّا يستجدي أيّ امتياز، لأنّ من شيمة المضحّي الحقيقيّ عدم انتظار الآخرين، لأنّه يمارس قناعته غير منتظر شيئاً ولا أحداً.. ويأتي دور الآخرين في تقديره، وإلآ لتتوقف هذه المهزلة المسماة بالمفاوضات مع المجلس الميليشياوي الكيزاني ليتم إعلان العصيان المدني.
لتكون مدنية كاملة غير منقوصة، وليعود العسكر الى ثكناته ومعسكراته إذا كان هناك جيش أصلاً، ولتعود ميليشيات الدعم السريع العابرة للحدود الى دولها.