حزب الأمة وإضراب الغد: مجلس عسكري تحت التكوين بقلم عبد الله علي إبراهيم

حزب الأمة وإضراب الغد: مجلس عسكري تحت التكوين بقلم عبد الله علي إبراهيم


05-27-2019, 04:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1558969634&rn=1


Post: #1
Title: حزب الأمة وإضراب الغد: مجلس عسكري تحت التكوين بقلم عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 05-27-2019, 04:07 PM
Parent: #0

04:07 PM May, 27 2019

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر






بدا لي من موقف حزب الأمة من الإضراب المعلن ليوم غد أنه يعتقد ما يزال أن في الوسع التفاهم مع المجلس العسكري لتحقيق أهداف الثورة. فالإضراب برأي الحزب تصعيد غير مأمون العواقب تستفيد منه الثورة المضادة.
ربما لم يكن حسن ظن حزب الأمة في حرص المجلس العسكري على تحقيق أهداف الثورة في محله. فهذا المجلس، الذي لا يزال مشروعاً يتشكل أمام ناظرينا وتحت ضغط الحراك وغير الحراك، هو الثورة المضادة نفسها. فلم ينشأ من شوق يغالبه للثورة. وله نظير في المجلس العسكري لثورة إبريل 1985 الذي أرادت به القيادة العليا للقوات المسلحة، حين وضح لها أن الثورة لا ريب فيها وأن نميري إلى زوال، احتواء الثورة لا السير بها لغايتها. وقد أغناني الدكتور سلمان محمد سلمان بمقال قيم في الأسافير عن سبل ذلك المجلس وحيله في الانتكاس بالثورة. ويكاد مجلسنا الحالي ينقل من صفحات مجلس 1985 في خلقه تحالفات وثيقة وركيكة مع خصوم الثورة. فدخل مجلس 1985 في حلف مفضوح مع الإسلاميين الذين وقفوا مع الرئيس نميري على استذلال خلال واحدة من أظلم فترات حكمه وتحت قوانين سبتمبر 1983. ولم ينفكوا عنه حتى فكهم هو منه في وقته الخاص. وبدأ مجلسنا الراهن هذا التفتيش عن الجماعات الموبوءة بالنظام المباد من يومه الأول. وبينما وجد المجلس الإسلاميين في 1985 في تمام عافيتهم أخذ مجلسنا الحالي يبحث عنهم بحثاً مضنياً كما في دعوته للدعاة ومن لف لفهم للاجتماع به. فهو يكاد يخترع جبهة للنصرة وما أدراك لتعينه في احتواء الثورة وحبسها دون مراميها في التغيير العميق لتراكيب مجتمعنا.
وبقي أمر التصعيد: من الذي يصعد فينا المجلس أم الحراك؟ ولا أعرف من احتج على تصعيد المجلس للخصومة مع الحراك مثل بيان حزب الأمة من غير أن يسميه تصعيداً. فجاء شجب حزب الأمة لفك تجميد النقابات، وهو من فعائل المجلس، صريحاً بلا تحفظ. ويستغرب المرء ما وراء المجلس وهو يفك تجميد نقابات النظام الخرعة والناس في انتظار عودته لمائدة المفاوضات بعد أن اتفق على مسائل مهمة مع قوى الحرية والتغيير واختلف في بعضها. فتصعيد المجلس غاية في سوء النية والغاً في الاستفزار لقوى الحراك النقابية المهنية.
إن الإضراب الذي ينوى الحراك الدخول فيه ليوم غد عمل مشروع لفض الحصار الذي يضربه المجلس العسكري على الثورة دون بلوغ أمانيها. ولم يوفق حزب الأمة للأسف في الاعتراض عليه ظناً منه أن تحقيق أهداف الثورة من شواغل المجلس. فهاجس المجلس العسكري تحت التكوين ما جاء إلا للحجر على الثورة دون أن تشق طريقاً جديداً للوطن. لقد جاءت الثورة بالمجلس العسكري لا العكس.
لمقال سلمان م سلمان هاك الرابط:
http://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/994-9-1-1-8-6-8-2/114700http://www.sudanile.com/index.php/منبر-الرأي/994-9-1-1-8-6-8-2/114700