أمس واليوم وغداً سيناريوهات رحيل البشير وخطط "الإنقاذ" لإنقاذ ما يمكن انقاذه

أمس واليوم وغداً سيناريوهات رحيل البشير وخطط "الإنقاذ" لإنقاذ ما يمكن انقاذه


05-26-2019, 01:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1558830887&rn=1


Post: #1
Title: أمس واليوم وغداً سيناريوهات رحيل البشير وخطط "الإنقاذ" لإنقاذ ما يمكن انقاذه
Author: مأمون محمد أحمد سليمان
Date: 05-26-2019, 01:34 AM
Parent: #0

01:34 AM May, 25 2019

سودانيز اون لاين
مأمون محمد أحمد سليمان-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





هل يفوتني أن أكتب مقالا في هذه الثورة العظيمة؟
لكل من له بصر وبصيرة فان السيناريوهات التي يمكن تخيلها قابلة للتنفيذ من قبل البشير وزمرته للخروج من ازمة النظام قبل السادس من ابريل الماضي – وهم كانوا حينئذ يمسكون بمفاصل الدولة والجيش وأجهزتها الأمنية -- تتلخص في التالي حسب الأسبقية:
1. مواصلة قمع المتظاهرين والتمادي في قتلهم وفض الاعتصام بالقوة ووأد الثورة نهائياً ليستمر البشير في الحكم، بل يتم التجديد له لاحقا حسب الخطط الموضوعة للترشح لرئاسة جديدة.
2. يسلم الرئيس البشير السلطة للصف الأول من جنرالات الإنقاذ (اللجنة الأمنية) طوعاً او كرهاً للحفاظ على نظام الإنقاذ وبقائه كما هو، بل أيضا لحماية البشير وبطانته وكل الطبقة الحاكمة الفاسدة طيلة حكم الإنقاذ من المسائلة، ولضمان استمرار السياسات الخارجية الإقليمية (مصالح محور السعودية -الأمارات ومصر ومحور قطر وتركيا).
3. في حالة فشل المخطط الثاني، يتحرك ضباط الصف الثاني الملتزمون بإيعاز من جنرالات الصف الأول في الخطة 2 وبتوجيه من قيادات الانقاذ الموجودة فعلا على الساحة للقيام بمسرحية انقلاب عسكري جديد بوجوه شابة مغمورة لخداع الثوار والدخول في مرحلة قمع جديدة ومفاوضات لاستمرار اجهاض الثورة.
4. ايكال الأمر لقوات الدعم السريع وكتائب الظل لتقضي على الأخضر واليابس وعليَ وعلى اعدائي يا رب". حينئذ تتحقق رغبة القوى الإقليمية للسودان الساعية لتمزيق البلاد بالدخول في حرب أهلية وقودها المليشيات التي خلقها نظام الإنقاذ لحمايته والوقوف في وجه الجيش الوطني ان تجرأ الأخير على مصادمة النظام.
من هذا التسلسل يتضح لنا أن الثورة تواجه الآن المرحلة الثانية من خطة الإنقاذ بعد فشل المخطط الأول، ولا ندري حتى الآن حقيقةً هل سلَم البشير السلطة طوعاً أم كرهاً. هذه المرحلة ترمي الى كسب الزمن والسماح بهروب الرؤوس الكبيرة وتسريب الأموال والإبقاء على الدولة الموازية والعميقة وتوجهاتها كما هي مع تغييرات طفيفة غير مؤثرة هنا وهناك لذر الرماد في العيون.
عليه، على الثوار مواصلة الضغط لتسليم السلطة لحكومة مدنية خالصة بتمثيل بسيط للعسكريين في وزارات الدفاع والداخلية، وافشال المخطط الثالث والرابع باستمالة العناصر الشريفة في القوات المسلحة الممثلة في صغار الضباط الوطنيين ذوي الرتب المتوسطة للوقوف في صف الثورة حتى ولو أدى ذلك لمواجهة عناصر الثورة المضادة.
كلمة أخيرة لقوى الحرية والتغيير: التنازلات عن مطالب الثوار الرامية لسلطة مدنية خالصة فيه استهتار بتطلعات الجماهير في بزوغ فجر جديد، ونكوص عن اجتثاث جذور النظام القديم ومساءلة كل المجرمين الواغلين في سفك الدماء والافساد طيلة الثلاثين عاما الماضية، وفيه أيضا انتحار سياسي للتنظيمات الشبابية والمهنية المنضوية تحت مظلة قوى الحرية والتغيير التي ستُسحق من قبل أحزاب الثورة المضادة بما فيها المؤتمر الوطني والشعبي التي تتمتع حتى الآن بسلطتها وثرواتها بل تتأهب الآن بالحشود والندوات وخطب الجمعة عياناً جهاراً للانقضاض على الثورة والتحالف مع العسكر من اجل الحفاظ على نظام "الإنقاذ" وسلامة منسوبيه. أما فرية الانتخابات بعد ستة شهور فهي إعادة انتاج لنظام الإنقاذ واعلان لاكتمال المخطط الثاني بنجاح.
ان من المفارقة أن هذا الجيل الشاب الذي يقود الثورة الآن ضد "الإنقاذ" قد ولد في الغالب وتربى في أحضانها واعلامها ومناهجها وأهازيجها وسياساتها التي دامت ثلاثين عاما، وبدل أن يصبح حارسا وحاميا مدافعا عنها كما تخيل ساستها ومنظريها تمرد عليها وقاد لواء الثورة عليها بسبب الظلم والغبن والفساد الذي طال الجميع، وهذا في حد ذاته أكبر فشل للإنقاذ أن يشق أبناؤها عصا الطاعة عليها ويلفظوها في آخر المطاف. انني كأستاذ جامعي عاصرت تجربة "الإنقاذ" في معظمها من تمكين لكوادرها في المناصب والمخصصات، والتشريد والإقصاء لمعارضيها والتضييق عليهم، وتفويج للطلاب في الحملات الجهادية التي أدت أخيرا لفصل الجنوب، وإلزام الأساتذة بوضع امتحانات خاصة بهم، واهدار للمال العام وتدمير للبيئة الجامعية بإطلاق يد مسئولي الأمن لإرهاب الأساتذة والطلاب والقصص تطول في هذا الخصوص. لقد كنت أعتقد أن هذا الجيل الذي رأيته في قاعات الدراسة لن يكون خصما على "الإنقاذ" ولن يتمكن أبدا من مقارعة النظام مثل جيل أكتوبر 64 أو أبريل 85، بل كنت اتهمه بالسلبية تجاه ما يدور حوله في البلاد، ولكن ثبت العكس الآن. ثوار اليوم فاقوا ثوار أكتوبر وأبريل في القدرة على الصمود ومجابهة القمع المتوحش من زبانية النظام وميلشياته. لقد كان "عبود" و"عمر الطيب" رحيمين بالثوار ولم تكن لهما أذرعا أمنية ومليشيات كسلطة الإنقاذ. ها هو الجيل الذي تفتحت عيونه على فساد الإنقاذ ومظاليمها يتنادى الآن لقلع جذورها واسترداد سودان العزة والكرامة والشموخ.
ما أجمل هذه الشعارات التي أول ما سمعتها على تسجيل في الفيس من لندن تهتف بها السمراء د. مروة جبريل فتحيَة لها وزميلاتها من على البعد وردَ الله غربتهن.
حكومة الجبهة.... تسقط بس...
حكومة الذل...... تسقط بس...
حكومة القهر...... تسقط بس...
حكومة الخوف ... تسقط بس... وأضيف
حكومة الشحدة ... تسقط بس::
وتسقط .. تسقط.. تسقط بس.

الخرطوم في 25 مايو 2019