العساكر خانونا والشيوعيون هزمونا هزيمة ساحقة بقلم عبدالمنعم عثمان

العساكر خانونا والشيوعيون هزمونا هزيمة ساحقة بقلم عبدالمنعم عثمان


05-23-2019, 03:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1558579190&rn=0


Post: #1
Title: العساكر خانونا والشيوعيون هزمونا هزيمة ساحقة بقلم عبدالمنعم عثمان
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 05-23-2019, 03:39 AM

03:39 AM May, 22 2019

سودانيز اون لاين
عبد المنعم عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





بهذا العنوان المثير ارسل لى أحد الاخوة فيديو للمقابلة التى تمت مع الكاتب الصحفى عبدالماجد عبدالحميد بقناة ام درمان الفضائية . ولم اكن أعرف عن الكاتب غير انه صحفي من مشاهداتي لبعض مقابلاته التحليلية للاخبار فى بعض الفضائيات . وكنت الاحظ مقدرته فى الحديث المنتظم والمسترسل مع ميول واضحة مع النظام البائد . غير اننى لم أعرف انه ينتمى الى النظام الا من خلال متابعتى للمقابلة موضوع هذه السلسلة من المقالات . وقد قررت بعد سماعى لحديثه الكتابة عنها وبالتفصيل الممكن لأهميتها من عدة جوانب :
أولا : الصراحة الكبيرة التى تحدث بها الكاتب الذى بدا مغبونا جدا مما حدث لاسباب كثيرة سنتعرض لها فى صلب المقالات ، غير ان أهمها ، فى تقديرى ، هو تصريحه بانهم – أى اعضاء الحزب والقائدين منهم على الأقل – لم يستشاروا فى ما اسماه الأنقلاب الذى حدث من مجموعة قليلة ولم تعلم به الا مجموعة أقل من القادة !
ثانيا : نقده للتجربة برمتها لأهتمامها بالمبنى وليس المعنى ، على حد قوله . وذلك بالرغم من تراجعه فى نهاية المقابلة بتأييده المبطن لحركة انصار الشريعه ونقده لماتعرض له الشيخ عبدالحى من هجوم شرس ، كما وصفه . ثم نبوأته بأن مستقبل العمل الاسلامى مرتبط بهذه المجموعه !
ثالثا : اشارته بشكل مباشر وبصراحة ، بأن ماحدث هو انقلاب تم لصالح النظام ، وان من قام به هى اللجنة الأمنيه التابعة لنظام الانقاذ . ثم تحليله الخاص فى الرد على سؤال من محاوره عن عدم تحرك الحزب والحركة الاسلامية ومؤسسات النظام المختلفة لحماية النظام ضد الثورة ، بأن السبب هو فى اعتماد مؤيدى الحزب على من قاموا بالأنقلاب ، الذى يعتبرونه انقلابهم (!) ، فى التصرف نيابة عنهم دون شوشرة منهم !
هذا عن الجوانب التى رايت أهمية ابرازها فى مقدمة هذه المقالة لشد انتباه القارئ للقضايا التى تنتج عن تفاصيلها ، وخصوصا تلك المرتبطة بالوضع السياسى الراهن والتعقيدات التى برزت فى المفاوضات مع المجلس العسكرى الذى وضح انه لايريد ان يكون انتقاليا !
فالنقطة الثالثة أعلاه تبين بما لايدع مجالا للشك هوية المجلس ليس تحليلا لمجريات الاحداث منذ ان عين نفسه وكيلا وشريكا للثوار ، وانما بهذا الاعتراف الصريح من شخص قدم نفسه على انه ليس كاتبا صحفيا فحسب ، وانما شخص منتم . وقد وضح ايضا فى بعض أطراف حديثه انه من منتمىى القمة ، حيث ذكر مثلا أنه ، وهو فى مرحلة الدراسة ، قد ابلغ بنية الانقلاب فى 1989 وذلك فى اطار احتجاجه على عدم ابلاغه هذه المرة ! وهو يذهب فى تأكيد معرفته بقادة المجلس وانتمائهم التنظيمى ، الى حد وصمهم بالخيانة – له وللتنظيم – لقيامهم بهذا العمل المؤذى دون ابلاغ من لحق بهم الاذى ، كما يعتقد .
وبما أن هذا الحديث الواضح يؤكد انتماء جماعة المجلس بما يستتبع ضرورة التعامل معه على اساس آخر لا يعتمد على حسن النوايا ، او ربما على " الزنقة " التى أدخل المجلس نفسه فيها عندما لم يتحسب لاشياء قدتفوت حتى على بعض خبراء السياسة . فهم مثلا لم يكونوا يظنون ان الامر أمر ثورة هذه المرة ، بينما كانوا يقيسون على الانتفاضات السابقة وما حدث فى بعض بلدان الربيع العربى . كذلك لم يقدروا امكانيات الشباب قادة وقاعدة قياسا على ماكان يعتقده حتى بعض قادة المعارضة . وايضا لم يضعوا فى اعتبارهم التغيرات التى حدثت اقليميا ودوليا حيال النظر للأنقلابات .
وأيضا من النقاط التى يمكن الاستفادة منها فى التعامل السياسى فى هذه المرحلة الحرجة من تطورات مجريات الثورة ، هو ما ذكره الكاتب فى رده على سؤال المحاور عن الاسباب التى يراها لردة الفعل السلبية من مؤسسات النظام على الثورة ، بأن ذلك يعود ، بالاضافة الى السبب المذكور آنفا ، الى الصدمة التى عانى منها المنتمون الى النظام بسسب الانتشار السريع والمذهل للثورة . ويبدو من بعض التحركات التى بدأت تظهر هنا وهناك ، أن أثر الصدمة قد بدأ يزول ندريجيا ، بالأضافة الى التصرفات المعوجة والوقت الذى يتيحه تردد المجلس . وهذا يتطلب ، فى تقديرى ، الاسراع بخطوات الضغط المتاحة داخليا وخارجيا لحسم أمر السلطة المدنية .
لقد أحببت ان أركز فى هذه المقالة الاولى على الجوانب التى تهم التعامل السياسى مع هذه المرحلة الخطيرة من عمر الثورة ، الا ان ذلك لاينفى أهمية أجزاء أخرى أهتم المحاور بأبرازها ورد عليها الكاتب بشفافية ونقاء جعلانى أفكر فى الاستفادة من جملة ماجاء فى اللقاء لبدء مناقشة مع أمثاله ، من الذين أري انهم يعبرون عن اتجاه لمراجعة التجربة الاسلاموية برمتها ، خصوصا ان الكاتب يشير الى رؤية غير متفائلة بأمكانية عودة التجربة الى الحياة محليا ، بل وعلى المستوى العالمى . وان كان قد قد عبر فى أكثر من مكان عن أسباب خاطئة ، فى تقديرى ،برر بها عدم تفاؤله تذكرنى بتلك الاسباب التى كان يتحجج بها النظام لفشل سياساته الاقتصادية ، على انها نتاج للحصار الاقتصادى ! ومع ذلك فأنا أرى ان ماقدمه الكاتب قد احتاج الى كثير من الشجاعة والضمير الحى ، خصوصا والأمر لايزال فى قمة سخونته وأثره المحزن على اصحاب الوجعة ، كما عبر هو عديد المرات بالقول المباشر ( أنا حزين .. أنا حزين ) ! .. وأواصل ان شاء الله .