Post: #1
Title: السلاح الخفي .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 05-09-2019, 05:20 AM
05:20 AM May, 08 2019 سودانيز اون لاين هيثم الفضل-Sudan مكتبتى رابط مختصر
صحيفة الجريدة
سفينة بَـــوْح –
ما يحدث الآن من سِجال و(عروض) مسرحية سياسية مُملة في الشأن السوداني أو فلنقل فيما يدور من تفاوض حول تسليم المجلس العسكري السلطة لحكومة مدنية ، هو بالفعل ما نحتاج إليه الآن ليُضاف إلى ذاكرة هذا الجيل الشبابي المُشتعل بحُب الحياة والوطن ، شبابنا اليُفع في أعمارهم والذين أدهشونا بإتساع آفاقهم الوطنية و عُلو القداسة في تعبيرهم عن ثورتهم لصالح مباديء العدل والحرية والسلام ، نعم يجب أن (يعيشوا) ولو إلى حين ، بعضاَ من أوجاع هذا الوطن وصراعه الأزلي ما بين الحق والباطل ، كما يجب أن يروا بأم أعينهم كطيف تتناوش (الذئاب) آمالهم ومصالح أوطانهم ومستقبلهم الزاهر بإذن الله ، مُستعملة في ذلك نفس السلاح (الخفي) الذي كان بالنسبة لحزب المؤتمر الوطني البائد أمضى من سيفٍ بتار ، ألا وهو سلاح (عدم الحياء) و الجرأة على الشعب والوطن و حقوقهما ، دون مراجعة للضمير ولا نظر إلا إلى المصلحة الذاتية المحدودة .
ما يحدث الآن من تآمر على مكتسبات الثورة وتضحيات الشهداء والجرحى والمعتقلين ، من قوى الردة ممثلة في كل الأحزاب التي شاركت أو تحاورت مع النظام البائد ، هو بالفعل ما أقصده بإستعمال سلاح (البجاحة وعدم الحياء) الذي طالما كان سُلماً باذخاً للوصولية وحصول الغرماء على ما ليس من حقهم وذلك بعد الوطأ عمداً على منجزات الآخرين ، الذين يمنعهم تثمينهم لمبادئهم وقيَّمهم الأخلاقية أن يقارعونهم بنفس السلاح (البجاحة وعدم الحياء) ، أما المجلس العسكري الذي أفصح عن وجهه الحقيقي في مؤتمره الأخير يوم أمس الثاني من رمضان ، وهو يتباهى بفتح يديه وقلبه لإحتضان أحزاب الحوار والتوالي الإنقاذية ، ليضمن للدولة العميقة بقاءها الأبدي عبر واجهات جديدة ، لهو بالتأكيد المسار الإستراتيجي الذي سيقود هذه الثورة إلى ردتها عن مبادئها وأهدافها ، المجلس العسكري إن لم يكن خلية تنظيمية تابعة للمؤتمر الوطني فهو مدفوع دفعاً إجبارياً نحو العمل على إعادة بث الروح في النظام البائد لأسباب مُطالب هو بشرحها أو الصمت عنها ، أو هو مدفوع دولياً على مستوى المحور الإقليمي الحليف ليُحقق أجندة تخدم مصالح مضادة ومتناقضة مع ما يطلبه الشعب السوداني المعتصم بالقيادة .
أكثر ما يدهشني خوف المجلس العسكري من إقصاء ما يسميه (القوى السياسية الأخرى) ، أكثر من خوفه على الوطن ومصالحه والشعب السوداني وإحتياجاته ، أقول للقائمين على أمر المجلس العسكري ، إياكم وأن تراهنوا على غير إرادة الشعب السوداني وإياكم أن تجادلوا شعبكم في مطالبه وإرادته ، لأن من يفعل ذلك وعبر سائر ما تابعنا من تجارب تاريخية لن يحصد إلا الخُسران الكبير ، إجبروا خاطر هؤلاء الشباب الذين لم يخرجوا إلى ميدان الإعتصام إلا منادين بالحق المُطلق ومُعبرين عن آمالهمم وطموحهم في وطن حُر ديموقراطي ، نعم وهم يستحقون إستجابتكم لمطالبهم ، والتي هي ليست مستحيلة ولا فيها مبالغة (حكومة مدنية بسلطات غير محدودة ولا مُقيَّدة) ومجلس سيادة مدني بسلطات محدودة وتمثيل عسكري رمزي ، ومجلس تشريعي يسع الجميع بنسب عطاءهم في الحراك الثوري ، ما سبق ذكره هو مجموعة المعايير الأساسية التي يمكن بها وصف النظام السياسي بأنه ديموقراطي ، بغير ذلك لن يوضع كل شيء في مكانه.
|
|