أغرفوا بالكوز بقلم سهير عبد الرحيم

أغرفوا بالكوز بقلم سهير عبد الرحيم


05-02-2019, 02:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1556802404&rn=1


Post: #1
Title: أغرفوا بالكوز بقلم سهير عبد الرحيم
Author: سهير عبدالرحيم
Date: 05-02-2019, 02:06 PM
Parent: #0

02:06 PM May, 02 2019

سودانيز اون لاين
سهير عبدالرحيم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




خلال الاسبوع الماضي والذي قضيته في مدينة انجمينا بدولة تشاد الصديقة أول ما لفت نظري في اول مشوار لي من المطار الى الفندق حوش ضخم محاط بسياج من الزنك وضعت امامه لافتة كتب عليها مبنى سفارة جمهورية السودان.
من خلف السور ظهرت مبانٍ اسمنتية ضخمة وابراج شاهقة، وعلى الجانب الآخر كان السور نفسه عبارة عن صف متراص من الالواح الخرصانية، تساءلت هل المبنى تحت التشييد هو مبنى السفارة السودانية كما توضح اللافتة؟!، يا لها من عظمة!!



.. الإجابة جاءت لا مع الأسف المبنى يخص السفارة الصينية وهي مجاورة للسفارة السودانية، وتظهر مباني السفارة الصينية بوضوح من خلف سياج السفارة السودانية لأن المبنى المرتجى عبارة عن حوش فارغ مليء بالبعوض،
لا عمليات تخطيط ولا حفر ولا مواد بناء ولا نية حتى في البداية، حوش فارغ فقط الجميع من حول سفارتنا يبني ويعمر السفارة الصينية، السفارة المصرية، غير بعيد مبنى شاهق للسفارة الامريكية حتى يقال انها اي السفارة الامريكية عرضت كلفة تدمير كبري طائر يمر بالقرب من جدرانها للمزيد من الاحتياطات الامنية واجراءات السلامة .
الجميع يبني فيما عدا نحن، نكتفي بإيجار فيلا يدير السفير منها شؤون الجالية التي تقدر بالآلاف، في بلد يشهد نشاطاً تجارياً مشتركاً وتعاوناً أمنياً وعمقاً إستراتيجياً ووثائق قربى وصلات. وتمازج لأكثر من ٢٨قبيلة على الحدود واذا علمنا أن التصديق على تلك القطعة تم منذ العام ١٩٩٨، وأن الموقع الإستراتيجي للقطعة يطل على وزارة الدفاع و وزارة الداخلية و وزارة الخارجية، الا أن النظام البائد كان مشغولاً بما هو اهم!.



اقتناء الفلل في جميرة وبناء الفنادق في كوالامبور من ميزانية الدولة الخالصة واستغلال كل موارد الخزينة العامة من أجل تحقيق المطامح الشخصية والمكاسب الذاتية.
نعم.. ذلك اهم عند حكومة الكيزان اهم من بناء قطعة ارض صدقت عليها الحكومة التشادية منذ واحد وعشرين عاماً، اهم من مبنى يمثل عنواناً و وجهاً حضارياً وقبلة للسودانيين في تشاد .
في أروقة وزارة الخارجية السودانية يحكون انه في خريف مضى كان مبنى السفارة القديم آيل للسقوط يستقبل مياه الأمطار من فوق ومن أسفل، فالسقف (مثقوب) والمياه تغرق السفارة من كل حدب وصوب .
يحمد للسفير الجديد انه انتقل بالسفارة الى مبنى جيد ولا بأس به، ريثما تنظر الحكومة القادمة في أمر حوش البعوض الفارغ.
خارج السور
لولا ذهاب النظام لشاهدنا توجيهاً من وزارة الخارجية لسفرائنا في الخارج بأنه من ضمن مهامهم التمثيل الدبلوماسي والاهتمام بشؤون الجالية (وغرف) مياه الامطار (بالكوز) من داخل مكاتبهم!!.


alintibaha