Post: #1
Title: بعضُ خوف !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 04-27-2019, 03:46 PM
03:46 PM April, 27 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
> وشيءٌّ منه مطلوب هذه الأيام.. > فمن أخطر الأمور - في مثل مرحلتنا الفارقة هذه - النوم في العسل.. > وصديقٌ من ضباط الشرطة يهاتفني فجر الأمس.. > ويقول لي ضاحكاً (والله مقالاتك الأيام دي تخوف... بتصديق الواقع لها).. > وهو شرفٌ لا أدعيه... فالواقع بمثابة امتحان مكشوف..
> ليس أيام الثورة هذه وحدها... وإنما ما قبلها من أيامٍ - وأيام - أيضاً.. > فكل ذي بصيرة كان يعلم أن أيام الإنقاذ باتت معدودة.. > وحده البشير - والذين من حوله - ما كانوا يعلمون... وفي غمرتهم يعمهون.. > ومسؤول جهاز حساس قلت له نحواً من ذلك... في عز الثورة.. > قلت له : إن لم تضحوا بالبشير سريعاً فسوف (يأخذكم معه في الباي باي).. > سيأخذ النظام بكل منسوبيه... وإرثه... وتمكينه.. > فما أستشعره - قلت له - أن البشير لم تعد مشكلته مع الناس... وإنما مع السماء.. > ولا أحد يقدر على مغالبة السماء إن قضت أمراً.. > فالبشير أوغل في الكذب باسم الدين... والفساد باسم الدين... والقتل باسم الدين.. > ومن يحسب أنه يغش الله - من بعد الناس - فليحذر غضب الله..
> وما أكثر الذين ما بكت عليهم السماء والأرض - من الطغاة - وما كانوا منظرين.. > فأبدى المسؤول اندهاشاً مما سماه جرأتي على التنبؤ.. > وما كان تنبؤاً من تلقائي... ولا رجماً بالغيب، وإنما هي نذرٌ تكاد تنطق... وتصرخ.. > ونذرٌ أراها الآن أيضاً تحيط بالثورة... ومجلسها العسكري.. > ولكن الفرق بين البرهان والبشير أن الثاني هذا ما كان يستمع إلا لصوت نفسه.. > ثم أصوات بعض الذين يمثلون بطانة سوء من حوله.. > بينما البرهان - وصحبه - يصيخون السمع لنبض الشارع... وثورته... و صحافته.. > ولذلك يبدون وكأنهم يستجيبون إلى الذي نكتب.. > وهو الشيء الذي أخاف محدثي الشُرُطي بين يدي استجابة جديدة، تخص الشرطة.. > وربما تتكشف معالمها اعتباراً من الغد، بإذن الله.. > ورغم كامل احترامنا للشرطة فإن نفراً من كبار منسوبيها اختاروا الرهان الخاطئ.. > فالرؤساء يذهبون... وكذلك الأنظمة... وتبقى الشعوب.. > ثم تبقى السيرة العطرة بين الناس - وأضابير التاريخ - إلى ما بعد مفارقة الوظيفة.. > وما زلنا نتخوف، في أجواء ثورة مفرحة.. > ولن يزول هذا الخوف إلى بتواضع كلٍّ من الثورة والمجلس على كلمة سواء.. > فالمجلس محقٌ بتحديده سقف الفترة الانتقالية بعامين.. > والثورة محقةٌ في ضرورة تجاهل من تمسكوا بسفينة الإنقاذ حتى لحظة غرقها.. > والمجلس محقٌ في اضطلاعه بمهام السيادة.. > والثورة محقة في مخاوفها من إعادة إنتاج الدكتاتورية... فتجارب التاريخ مريرة.. > ومهما يكن فليست هذه بالمشاكل التي يستعصى حلها.. > سيما مع وجود البرهان ومجلسه (ناقصاً الثلاثة)... ومع وجود محمد المصطفى.. > وتبقى المخاوف ما بقيت الثورة المضادة تتربص.. > بينما ثورة الشعب تفتقر إلى ما يعبر عنها شعراً... وغناءً، كحال أبريل الأولى.. > تفتقر - في ليالي الخوف هذه - إلى صاحب : > خوفي تنساني... وتنساها الليالي !!.
alintibaha
|
|