هكذا الأمر بكل بساطه .. !! بقلم هيثم الفضل

هكذا الأمر بكل بساطه .. !! بقلم هيثم الفضل


04-25-2019, 05:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1556165743&rn=0


Post: #1
Title: هكذا الأمر بكل بساطه .. !! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 04-25-2019, 05:15 AM

05:15 AM April, 24 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة الجريدة

سفينة بَـــوْح –


الكثيرون الآن يتداولون الأفكار والأقوال حول ذلك التوجس والشك الذي أصبح يحيط بمعالم الفرح والتفاؤل التي إنتابت الناس بعد إنتصار الثورة وسقوط الطاغية ، بعضهم يقول أن ما يقدمه المجلس العسكري الإنتقالي من قرارات وإجراءت (تُوحي) بالجدية في تحقيق المطالب الشعبية هو إشارة كافية للإطمئنان إلى أن الثورة ماضية في طريقها ومحروسة بمن تولوا زمام السلطة في البلاد ، وبعضهم يقول أن المؤشرات التي تدُل على أن الثورة الشعبية مُهدَّدة وقابلة للوأد والإخماد أكثر وضوحاً من شمس الظهيرة ، خصوصاً وقد تم تأكيد إنتماء عدد لا بأس به من أعضاء المجلس العسكري الإنتقالي إلى التنظيم السياسي السابق ، فضلاً عن إصرارهم على إشراك فلول أحزاب الحوار الوطني ، ومحاولات إشعال فتيل تأثير الخطاب الديني عبر جر الدُعاة والإئمة وشيوخ المساجد إلى معترك الفعل السياسي ، وبالتالي حسب رأي هؤلاء فإنه (أي النظام السابق) لم يتم التأكد جلياً بأنه بالفعل (مدحور ومطارد) ، أم ما زال يسعى على قدمي التخفي والتخطيط السري لما يدور الآن من أحداث .

أما أنا وأعوذ بالله من الأنا فأقول لا مجال للإحتفاء والإطمئنان على ثورة شعبية بهذا الحجم والزخم من التضحيات والنضال ، وفي بواطن تفاصيل إنتصارها (ذرةً واحدة من شك أو إنعدام لليقين بأنها آمنه وفي حدق العيون) ، ذلك اليقين الذي يجعل من ضحوا من أجلها وبذلوا الأرواح والنفيس من طاقاتهم يغلقون الباب على بيوتهم و يغطون في سُبات الطمئنينة وعدم الخوف على الوطن ، فبعض الأشياء المهمة في حياتنا كالوطن والمستقبل وكرامة الإنسان لا تحتمل أبداً ورود الإفتراضات والإحتمالات أو تركها تحت رحمة الأقدار بإطمئنان ساذج لا يشبه سعة الأفق السائدة الآن في عقول الثوار وإرتفاع مستوى وعيهم بما يمكن أن يُحاك من مؤامرات ضد أحلامهم و تطلعاتهم المشروعة .

هذا الإنجاز العظيم للشعب السوداني على المستوى السياسي والأخلاقي والإبداعي والذي قاده الشباب في زمانٍ إنعدام الأمل في عودة الحياة السودانية إلى ما كانت عليه قبل ثلاثون عاماً بالرغم مما كانت تحتويه من سلبيات ، لا مجال أبداً لرهن مخرجاته النهائية إلى مجرد إفتراض حسن النوايا وإنتظار القدر ، لا بد من بزوغ إشراقات واضحة تشير إلى أن المجلس العسكري الإنتقالي يؤمن فعلياً الجماهير و تطلعاتها ، عليه أن (يُبرهن) أن الثورة السودانية المجيدة ليست رهينة للمخططات الإستراتيجية الأقليمية ومصالحها المتضاربة مع مصلحة الوطن والمواطن ، وأن جميع أعضاء المجلس لا تشوبهم شائبة إنتماء تنظيمي للحزب البائد ، فضلاً عن عدم التحرُّج من الإيمان والتصريح (بالتمايُّز) الذي يجب أن يُعمل بين من أنجزوا هذه الثروة ببذل الدماء والغالي والنفيس على السقف الأعلى للصمود والبسالة والتضحية ، وبين من أسَّسوا أو شاركوا أو صمتوا حياداً في ما أنتجه النظام البائد من مظالم وإنتهاكات وجراحات لا تُحصى ولا تُعد في حق الوطن والمواطن .. هكذا الأمر بكل ببساطة .