Post: #1
Title: وهرِم هو !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 04-23-2019, 02:09 PM
02:09 PM April, 23 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
> أول محاضرة فلسفية لنا كانت (علمية).. > كانت عن مجهودات علماء روس لإطالة عمر الإنسان... بإطالة عمر الخلية.. > طيب ما علاقة هذا الكلام بالفلسفة ؟...لا أدري.. > وخلال دراستي العليا في الفلسفة بحثت عن أستاذ هذه المادة فلم أجده.. > بحثت عنه في كل أرجاء جامعة القاهرة... دون جدوى.. > فقد تبخر كما تبخرت دروسه من رؤوسنا... بما أنها لا (تخش الرأس).. > وربما يكون قد ذهب إلى روسيا لإطالة عمره.. > تبخرت تفاصيل المادة ومحاضراتها... ولكن بقيت الفكرة الغريبة في ذهني.. > وبقي كذلك التساؤل المحير عن علاقتها بالفلسفة.. > والبارحة قرأت عن شيء (فكرني) بهذه (الفكرة) بعد أن كادت تندثر من الذاكرة.. > شيء أتى من روسيا أيضاً... ولا أعلم سبب اهتمام الروس بالأعمار..
> وتحديداً من جامعة موسكو للعلوم الفيزيائية التقنية.. > فقد قال مدير مركز التحاليل بهذه الجامعة العالِم فيديتشيف إن الهرم ليس حتمياً.. > وأضاف : نحن بصدد توفير عقاقير تبطئ (التأهرم).. > بمعنى أننا يجب ألا نسمع مرة أخرى عبارة (هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية).. > وليت العلماء الروس اهتموا بأعمار الأنظمة بدلاً من البشر.. > وليسوا بالضرورة أن يكونوا علماء تقنيين... وإنما علماء في مجال السياسة.. > وعوضاً عن العقاقير تكون هنالك وصفات علاجية سياسية..
> فشيخوخة البشر ليست مشكلة... ولكن المشكلة في شيخوخة الأنظمة (المعمرة).. > فهي قد تكون أحد العوامل الرئيسية في (التأهرم) الإنساني.. > والتونسي صاحب عبارة (هرمنا) ربما بدا أكبر من عمره الحقيقي جراء (هرم) نظامه.. > وكذلك بقية أنظمة دول الربيع العربي التي شبعت هرماً.. > ولكن قادتها لم يشبعوا من شهوات السلطة... والجاه... والمال، ولن.. > وفي مفارقة غريبة هم لا يشيخون أبداً... ما داموا في السلطة.. > وفور خلعهم من كراسي هذه السلطة تهجم عليهم الشيخوخة بسرعة خرافية.. > فحسني مبارك (تكعكع) بمجرد أن صار الرئيس المخلوع.. > وبن علي رقد على سرير الاحتضار ما أن استقر في منفاه الإجباري.. > وعلي صالح كاد أن يفوته قطار الحياة نفسها... لا السياسة.. > وهنا ربما يسأل البعض: ولماذا يشيخ نظراؤهم بالعالم الغربي قبل تركهم السلطة؟!.. > حتى الشباب منهم يشيخون... وأوباما كان قد اشتعل الرأس منه شيباً.. > والإجابة في غاية البساطة وهي : شدة انشغالهم بقضايا شعوبهم إلى درجة (الهم).. > بينما نظراؤهم (هنا) لا تتعدى همومهم دائرة أنفسهم... وأهليهم.. > أما شعوبهم فما من عزاء لهم سوى العبارة الخالدة (البلاد تمر بمنعطف تاريخي).. > وهي تعني : تحملوا الجوع... والمرض و...... الكبت.. > أما نحن فتحملنا محاضرات طويلة عن الهرم... في ظل أنظمة هرمِة.. > وهرمنا في انتظار اللحظة التاريخية.. > ولكن ليس بعد الآن، وقد كانت كلمتنا هذه في منتصف نوفمبر من (2017).. > فها هي لحظتنا قد جاءت بعد طول انتظار مؤلم.. > وها هو شعبنا المسكين يفرح... ويسعد... ويستبشر... ويتطلع إلى غد مشرق.. > وها هو البشير لا يشذ عن قاعدة أشباهه.. > فهو يعاني وعكات صحية - جسدية ونفسية - بمقر إقامته الجديد، سجن كوبر.. > وذلك بعد أن كان - حتى قبل أسابيع خلت - يرقص كحصان صعيدي.. > فقد جاء عليه الدور ليهرم... أخيراً (جداً).. > في انتظار لحظة تاريخية... > لن تأتي أبداً !!.
/alintibaha
|
|