Post: #1
Title: جنون الثورة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 04-21-2019, 05:01 PM
05:01 PM April, 21 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
> ولكل ثورة في بداياتها جنون.. > سواءً كانت شعبيةً...أم عسكرية ؛ تُسمى - كذباً - ثورة.. > وجنون الثورة الفرنسية أدى إلى تهاوي رؤوس عديدة من على منصة المقصلة.. > وثورة روسيا البلشفية كان جنونها مجنوناً.. > ولم يسلم من جنونها هذا حتى أطفال القيصر الذين أُعدموا معه رمياً بالرصاص.. > وثورة يوليو المصرية أكلت أبيها...وبنيها......ومصر..
> وفي بلادنا هنا يبدأ أي انقلاب - يُطلق عليه اسم ثورة مجازاً - بجنونٍ مخيف.. > وجنون (مايو) دفع بها إلى التأميم... والتطهير... والمصادرة.. > ثم بعد أن تعقلت - وعاد إليها بعض رشدها - تراجعت عن ذلكم الجنون كله.. > و(الإنقاذ) كان جنونها فريداً من نوعه.. > فهي أحالت ثلثي العاملين بالدولة إلى الصالح العام...لأغراض التمكين الثوري.. > واستعدت أقوى دولتين في العالم...دونما سبب.. > وطفقت في تجريب نظريات سياسية - واقتصادية - لم يسمع بها العالم من قبل.. > وشرعت فيما سمته (إعادة صياغة الإنسان السوداني).. > وأحلت قتل النفس في وقفة يوم عيد رمضان؛ دون محاكمات...ولا إنسانيات.. > وأعدمت نفراً في حر مالهم ؛ باسم الدين...والثورة..
> فكان جنوناً ثورياً دموياً ؛ فضلاً عن شذوذه...وشبقه...وهياجه...وغرابته.. > والآن تعيش بلادنا أجواء جنون ثوري شعبي.. > وهو جنون لذيذ رغم انبثاقه من بين الدماء...وركام الأحزان...ورحم المعاناة.. > وتحفه ثوريات انتهازية ألذ...تريد ركوب الموجة.. > فقد طمع في نصيبٍ من كيكتها بعض الذين أكلوا من كيكة الإنقاذ إلى حد التخمة.. > وأتى مهرولاً من الخارج نفر ممن لم يكتووا بنار الداخل.. > ويحملون بين جوانحهم طموحاً ذا سقف أعلى...وهو رئاسة الوزراء (حتة واحدة).. > ونفض بعض كسالى الأحزاب ثياب النوم من على أجسامهم.. > وارتدوا - على عجل - ثياب الثورية ليلحقوا بالركب ؛ فقد (جاءتهم باردة).. > ولكن ما يهمنا هنا ثورة الشعب اللذيذة...الأصيلة.. > ويكفي أن ميدان القيادة صار جامعةً لتعليم الشعوب المقهورة أدب الثورات.. > ثم ؛ أدب التكاتف... والتلاحم... والتراحم.. > ولكنا نخشى أن يؤدي التمادي في الأشواق الثورية إلى أن يصير جنونها مؤلماً.. > وشتان ما بين ألم اللذة...ولذة الألم...وبين الألم عقب لذة.. > فجنون الثورة يأخذ برقاب المجلس العسكري الانتقالي حتى ليوشك أن يخنقه.. > ومعلوم أن حياة الثورة من حياة هذا المجلس.. > فإن مات ماتت...وتنقض على الجميع (ثورة مضادة) تتربص بهم هذه الأيام.. > ولعلمنا بأدوات هذه الثورة طالبنا بتعطيل بعضها.. > طالبنا بإعفاء مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون فوراً... محمد حاتم سليمان (الدباب).. > فاستجاب المجلس العسكري مشكوراً... في اليوم ذاته.. > ثم في اليوم التالي طالبنا بترحيل الرئيس المخلوع إلى (كوبر)...بأعجل ما يمكن.. > فهو محور الحراك المضاد...وتحت يده مالٌ لا حصر له.. > فاستجاب المجلس أيضاً في اليوم نفسه... فهو يستمع إلى النصائح المنطقية الهادئة.. > ولكن دعونا لا نرهقه من أمره عسرا... فتتعسر.. > ولنُبق على جنون ثورتنا لذيذا !!.
alintibaha
|
|